جيهان عبد الرحمن تكتب : الأكثر إيلاما
جدار كان صامدا منذ لحظات ولكنه لم يتحمل هزات الزلزال المدمر في تركيا وسوريا ليحدث شروخا تخرج منه خصلة شعر لفتاة وكأن خصلات شعرها تطالب بفرصة جديدة للحياة ‘ صورة أخري لاب مكلوم يمسك بيد إبنته لمدة خمسة عشر ساعة كامله‘ ويدها هي كل مايستطيع الوصول له بين الركام رغم علمه أنها فارقت الحياة‘ لكنه لم يستطع تركها وحيدة بين الدمار والصقيع‘ كثيرة هي القصص المؤلمة الدامية وكأنها ليل طويل لا نهاية له‘ يأبي ان ينجلي.
مؤسسة ريسكلاير الألمانية توقعت وصول حصيلة القتلي في تركيا وحدها لاكثر من 34 ألف وفي سوريا لاكثر من 10 الاف وهناك مئات العالقين ما زالوا يسارعون الموت‘ ويطالبون بفرصة للنجاة أمضى بعضهم أكثر من 90 ساعة تحت الانقاض‘ وما زالت عمليات بحث شاقة رغم تضاؤل الأمل في الحصول علي ناجيين‘
اهتزت الأرض لتخلف في غمضة عين ملايين المتضررين، لحظة فارقة بين الحياة والموت وصفت بيوم القيامة وبدلا من لحظة نصادق فيها إنسانيتنا ونتعلم منها كيف نستقبل رسائل السماء ، ما زالت مناطق في سوريا محاصرة بسبب قرارات سياسية يصعب وصول المساعدات لها‘ رغم الوضع المأساوي الرهيب.
في بروكسل يجري الان الحديث عن أسابيع حاسمة قادمة في الحرب الروسية الأوكرانية‘ والرئيس الاوكراني
زيلينسكي يطالب قادة أوروبا بسرعة ارسال أسلحة دمار حديثة بعيدة المدي لمواجهة الاجتياح الروسي وحجته في
ذلك أن أوكرانيا تحارب بديلا عن اوروبا كلها, ليأتي رد الكرملين سريعا ومحذرا من انخراط المانيا والمملكة المتحدة
وفرنسا في النزاع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر سيجعل الصراع أكثر إيلاما‘ في تهديد مباشر لما قد يحدث في
الأيام القادمه.
في كل بقاع الارض ثمة مناوشات وصراعات بين الدول علي المياة والحدود والارض والعرض وقرارت حصار وابادة ونذر
حرب، لم يثن هؤلاء صور حديثي الولادة الناجيين من الدمار بلا عائلة وأهل، وأن المستقبل خرج من قلب الدمار رغم
هزات الأرض وإعلان غضبها هل قالت تلك الصور للساسة وأصحاب قرارات الحرب‘ ان الله وحده قادر عليها ؟
انما هي هزة واحدة لتخرج الأرض اثقالها، لينضم إلي خيام اللاجئين في الشمال السوري مكلومين جدد‘ وثمة
مخاوف من تكرار اهتزازها بدرجات اكبر وفق توقعات بعض الخبراء‘ وهاهي منظمة اليونيسيف تحذر من مخاطر تفشي
أمراض مثل الكوليرا والدوسنتاريا والإسهال نظرا لنقص الماء النظيف والوقود‘ كما تخشي منظمة الصحة العالمية أزمة
إنسانية كبري تتضاعف إضرارها عما خلفه زلزال تركيا وسوريا من خسائر.
لهذا يجب ان يراجع الجميع نفسه حاكما ومحكوما‘ ظالما ومظلوما‘ قادرا ومجبورا‘ مهما بلغت قوة تحريك أسلحة دمار
شامل‘ أو نهب مقدرات شعب وقهره في الغرب أو الشرق تحت أي مسمى فان الله وحده قادر عليها‘ قالها سبحانه
وتعالي قبل الف وأربعة واربعين عاما من فوق سبع سماوات في سورة الزلزلة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا زُلْزِلَتِ
الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5)
يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)