كارثة إنسانية بكل المقاييس تلك التى حلت بالشمال السورى وبعضا من مدن تركيا ، خاصة بعد مضى ” أربعة ” أيام على الكارثة التى خلفها الزلزال المدمر الذى ضرب البلدين ، وخلف أضرار مادية ودمارا شديدا يصعب حصره لـ حين إنتهاء فرق الإنقاذ من آداء عملها ، إضافة لـ مايقرب من الـ 16 ألف قتيل ، والعدد قابل للزيادة وسط تضاؤل فرص وجود ناجين تحت الأنقاض !!
فى “تركيا ” وفقا للإحصائيات الرسمية إرتفع عدد القتلى فى المدن التى ضربها الزلزال إلى 12.300 قتيل بينما بلغت الحصيلة فى المدن المتضررة فى “الشمال السورى” وفقا للمرصد السورى لحقوق الإنسان أكثر من 3500
قتيل والأعداد قابلة للزيادة . جهود الإنقاذ وفرق المساعدات التى أعلن الرئيس التركى ” رجب طيب أردوغان ”
عنها هرعت لنجدة المتضررين من أكثر من 60 دولة ومنظمة عالمية فى سباق مع الزمن للعثور على ناجين تحت الانقاض .
المفوضية الأوربية فى بيان لها أشارت إلى أن هناك 20 دولة أرسلت فرق إنقاذ وفرق طبية لتركيا ، بيد أن الوضع فى الشمال السورى يثير الشفقة بعد أن عجزت المستشفيات عن إستيعاب الأعداد الكبيرة من المصابين جراء الزلزال ، وقد خطف الموت أعز مالديهم ، وإلتحف الناجون منهم الصحراء بعد أن فقدوا منازلهم .
الجقيقة أن كارثه الزلزال التى تعرضت لها كل من ” سوريه ــ وتركيا ” خلفت جروحا غائرة لكل من عاش هذا الكابوس الذى إنفطرت له القلوب ، فكل من عاشوا الكارثة شربوا من الكأس المرة ، حتى الناجين منهم لم تعفى النجاة أحدهم من الألم . إن حجم الألم الناجم عن كارثة هذا الزلزال المدمر يصعب أن نقيسه بالأرقام والإحصاءات ، خاصه ونحن نشاهد على وسائل الإعلام تلك المشاهد المؤلمة والقصص الحزينة التى سوف تظل محفورة فى الذاكرة لسنوات طوال ، الألم أن تشاهد أحياءا بكاملها فى الشمال السورى وقد أصبحت كومة من التراب ، بعد أن إنفجرت الأرض فجأة وإنهارت المبانى مخلفة وراءها الآلاف تحت الأنقاض مابين ميت وناجى ونفوس حطمتها لوعة الفراق .
ومع مرور الوقت تتواتر العشرات من القصص الإنسانية التى خرجت من رحم الكارثة ، فتلك طفلة قد خرجت لتوها إلى الحياة وقد فارقت والدتها الحياة بآلام مخاضها ، وأطفال رغم إنقاذهم هم الاكثر حزنا والأسوأ حظا لفقد ذويهم . وهذا الأب الذى تعذر عليه إنقاذ إبنه فقام يلقنه الشهادة فى مشهد إنسانى يعجز القلم أن يصفه ، وتلك العائلات التى تلحفت العراء تترقب أملا فى نجاه أقاربها ، وهذا الشاب يرسل رسالة مصورة من هاتفه يصف أحواله بعد أن علقت كفه فى الركام ومات أهله بجواره ويستجدى إنقاذه ، وغيرها عشرات ومئات القصص الإنسانيه .
الوضع فى سورية قد يكون مأساويا أكثر منه فى تركيا ، مأساة الحروب والصراعات الداخلية فى سورية والحصار الدولى جعلت من التقسيمات الجغرافية واقعا يحدد حجم المساعدات ، فالشمال الغربى لسوريا أصبح جزءا معقدا من الخريطة السورية ، مدينه ” حلب ” تقع تحت سيطرة النظام ، أما ” ريفها ” فهو تابع لـ فصائل مدعومة من تركيا ، ومدينة ” إدلب” تسيطر عليها جبهة تحرير الشام أو مايعرف ” جبهة النصرة ” سابقا .
وهناك عدد من المعابر التى تربط بين الشمال السورى والجنوب التركى ، ومنها معبر ” باب الهوى ” قباله محافظه إدلب الذى يعد شريان الحياه لـ أكثر من ثلاثة ملايين سورى ، وقد تعاقبت على هذا المعبر قوى عسكرية عدة لأهميته الإستراتيجية من الناحيتين العسكرية والاقتصادية وهو لـفصائل تدعمها تركيا ، ومن المفترض أن تتدفق من خلاله المساعدات الدولية إلى المناطق المنكوبة خاصة بعد ان تفسخت البنى التحتية والمطارات جراء للنزاعات الدائرة فى سورية .
منذ حدوث كارثة الزلزال فى سورية وتركيا وجهود العالم الإنسانية لم تتوقف ، مصر كعادتها وعلى مر تاريخها هبت لنجدة الأشقاء فى ” سورية ” والممتضررين فى ” تركيا ” بجسر جوى من المساعدات الإنسانية والطبية المملكة السعودية أيضا هبت لنجدة الأشقاء بجسر جوى وحملات شعبية للإغاثة وكذلك قطر وغيرها من الدول العربية ، صباح اليوم سوف تنطلق المساعدات للشمال السورى الذى يستجدى نداء الحياة تحت الأنقاض ، ووفقا لتقارير الـ UN نسبة المساعدات فى المواقع المتضررة فى الشمال السورى بلغت 5 % فقط ، وأمريكا تصرح بأن العقوبات على سورية لاتستهدف المساعدات الإنسانية . وتقارير منظمه الصحة العالمية تؤكد أن هناك أزمة ” مياة ـ وقود ـ وكهرباء ـ ووسائل إتصال .. وغيرها ” فى الشمال السورى .
أزمة الزلزال الذى ضرب سوريا وتركيا والذى بلغت قوته 7.8 على مقياس ريختر والذى تبعته 700 هزة إرتدادية وخلف فاجعة بالبلدين ، أوجد تعاطفا شديدا ودعما شعبيا من الدول العربية وعدد كبير من دول العالم التى هبت لنجدة المنكوبين ، وأفسح المجال لتنحى الخلافات السياسة جانبا لـ فتح المعابر الإنسانية لـتقديم المساعدات ، لكنه من جهة أخرى فتح بابا واسعا لجدال وعلامات إستفهام شبهت ب ” كره التنس ” بين أجهزة مخابرات الدول المنافسة على نفوذ الداخل التركى ، من نفوذ تكنولوجى وعسكرى فى الإغاثة وحرب معلومات والكل يقذف كره التنس للآخر . روسيا ترى أن زلزال تركيا هو زلزال إرتدادى ناتج عن تفجير نووى أمريكى فى القاعدة الامريكيه بتركيا ، وأمريكا ترى أنه ناتج عن إنفجار قنبلة نووية لغواصة روسية فى عمق البحر ، بينما يرى البعض أن برنامج الشفق النشط عالى التردد ” High Frequency Active Auroral Research Program ” المعروف إختصار بإسم ” HAARP ” وهو البرنامج الأمريكى المسئول عن التحكم فى المناخ والأمراض والسلاح الجرثومى والزلازل والبراكين ,, وغيرها ، أنه السبب وراء كارثة الزلزال وكلها بالطبع إجتهادات للبعض .
يدعم هذا الرأى ” تويته ” لعالم هولندى توقع حدوث زلزال فى ذات المنطقة التى حدث فيها بقوه تفوق الـ 6 على مقياس ريختر قبل حدوثها بثلاثة أيام ، وأنه لامكان للصدفة فى هذا العالم . والسؤال : هل كانت تويته هذا العالم نبوءه علمية أم معلومة إستخباراتية ورسالة كانت مقصودة مسبقا ،وماعلاقة ماحدث بالمناورات العسكرية التى أجرتها قيادة القوات الأمريكية فى أوروبا ( EUCOM) بقوة قوامها 60 ألف عسكرى ومدنى أمريكى منذ أيام مع قبرص واليونان للتدريب على عمليات إجلاء لزلزال خطير فى تركيا يقترب من الـ 8 درجات ريختر . كيف توقعت المخابرات الأمريكية الزلزال قبل حدوثه ؟ كل هذه الأسئلة وغيرها يمكن أن تجيب عليها الأيام فى المستقبل