عندما وصل الإخوان إلى سدة الحكم فى منتصف عام ٢١٠٢ أسودت الدنيا فى أعين الكثيرين من محبى هذا الوطن والمخلصين لترابه وظنوا أن بلدهم قد ضاع وذهب بلا عودة فى طريق الفاشية الإخوانية وحكم المرشد وهو ما أعلنته الجماعة الإرهابية على لسان رئيسها الفاشل حينما ذكر صراحة أنهم جاءوا ليبقوا فى الحكم ٠٠٤ عام، نعم قالوها وسعوا إليها وبدأوا فى تنفيذ خطط »أخونة« الدولة وكانت الأولوية فى كل شىء للأهل والعشيرة ولا عزاء لأهل الخبرة والمتخصصين من المصريين الوطنيين وهو ما أوعز القلوب وضاقت به الصدور من هذه الجماعة الإرهابية وكانت إرادة الله نافذة وخرج الملايين فى ثورتنا العظيمة فى ٠٣ يونيو ٣١٠٢ وقضوا على حلم »الإرهابية« وأفشلوا مخطط أهل الشر للنيل من هذا البلد وأهله، بل وأفشلوا أكبر مؤامرة كانت تحاك ضد المنطقة أو ما كانوا يطلقون عليه الشرق الأوسط الجديد!!
وعندما ذهبت جماعة الإخوان ورئيسها بلا رجعة أيقن المصريون أن لهذا البلد ربا يحميه وشاءت إرادته أن يكشفوا ألاعيب »الإرهابية« وأعوانها فى الداخل والخارج ويلتفوا حول وطنهم وقيادته خاصة بعد الهجمة الشرسة التى شنتها الجماعة وأنصارها فى أعقاب فض اعتصامى »رابعة والنهضة« المسلحين وراحوا ينفذون العديد من العمليات الإرهابية فى شتى محافظات الجمهورية خاصة سيناء التى سعت الجماعة وأتباعها إلى تحويلها إلى »إمارة إرهابية« وملاذ آمن لكل المجرمين والمتطرفين حول العالم لولا شجاعة القيادة السياسية وبسالة أبطالنا فى الجيش والشرطة.
ومع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم منتصف عام ٤١٠٢ وضع نصب عينيه مواجهة تلك الهجمة الإخوانية الشرسة كأولوية قصوى لإعادة الأمن والاستقرار للبلاد وآثر أن يخوض أبطالنا فى الجيش والشرطة المعركة والمواجهة نيابة عن أبناء الوطن من المدنيين، وبالفعل خاض الأبطال المعركة بشجاعة وقدموا أرواحهم الطاهرة فداء لهذا الوطن حيث سقط الآلاف ما بين شهيد ومصاب حتى كانت لهم الغلبة وفى أقل من بضع سنين أعادوا الأمن والأمان إلى كافة ربوع مصر وبات القضاء على الإرهاب قاب قوسين أو أدنى وهو ما كان محل إشادة وتقدير من كافة دول العالم.
ولم يكن النجاح قاصراً على معركة مواجهة الإرهاب أو »معركة البقاء« كما أطلق عليها البعض، ولكن الرئيس السيسى قرر خوض معركة أخرى ربما كانت أكثر شراسة من مواجهة الإرهاب وهى معركة البناء والتعمير وسارت بالتوازى مع الحرب ضد الجماعات المتطرفة، حيث أطلق إشارة البدء فى العديد من المشروعات القومية العمرانية والتنموية، لعل فى مقدمتها إنشاء قناة السويس الجديدة التى تحولت إلى ملحمة حقيقية أظهر فيها المصريون معدنهم النفيس والفريد سواء من حيث جمع ٨٦ مليار جنيه للتمويل خلال عشرة أيام أو تنفيذ المشروع وشق القناة خلال عام واحد فقط، وبالفعل دخلت القناة الجديدة الخدمة فى السادس من أغسطس ٥١٠٢ وبدأت تؤتى ثمارها وزاد دخل القناة من ٨.٤ مليار دولار إلى ٨ مليارات دولار هذا العام، وهو ما يعنى أنها حققت تكلفتها فى أقل من ٥ سنوات، علاوة على مشروع تنمية المنطقة المحيطة بالقناة والذى من المتوقع أن يحقق عائداً ضخماً فور بدء تشغيله.
على نفس المنوال خاضت الدولة المصرية معركة البناء والتعمير فى شتى محافظات الجمهورية، حيث بدأت إنشاء ٥٢ مدينة جديدة وفقاً لأحدث النظم العالمية فى مقدمتها العلمين الجديدة التى باتت واقعاً ملموساً واستطاعت أن تخطف الأبصار من شتى بقاع العالم، وكذلك مدينة الجلالة والمنصورة الجديدة ودمياط الجديدة وأسيوط الجديدة وطيبة الجديدة وأسوان الجديدة، وغيرها من المدن الذكية، علاوة على العاصمة الإدارية الجديدة التى تعد نقلة معمارية وتنموية تتماشى مع »الجمهورية الجديدة« التى أطلقها الرئيس لتستوعب المصريين جميعاً.
ولم تقتصر معركة البناء والتعمير التى خاضتها البلاد على إقامة الطرق وإنشاء المدن فقط أو حتى القضاء على أزمة
الطاقة الكهربائية والبترولية وزادت حدتها فى أعقاب ٥٢ يناير ١١٠٢، بل كانت أكثر خطوات المعركة شراسة تلك
المتمثلة فى القرار التاريخى للقيادةج السياسية بالإصلاح الاقتصادى عام ٧١٠٢ وهى التجربة التى لاقت إشادة من
كافة المنظمات والمؤسسات المالية والاقتصادية العالمية وكان لها الأثر البالغ فى مواجهة تداعيات جائحة كورونا التى
ضربت العالم مطلع عام ٠٢٠٢، وكذلك الحال بعد أزمة الحرب الأوكرانية ـ الروسية، حيث كانت مصر من الدول القليلة
التى نجت من آثار جائحة كورونا وتعمل قدر المستطاع للخروج من أزمة الحرب الأوكرانية ـ الروسية بأقل الخسائر
والأضرار، ومع ذلك لم تسلم من »تشكيك« أهل الشر والمتربصين بها، ولكنها ستخرج منتصرة ثقة فى المولى عز
وجل وفى القيادة السياسية الحكيمة التى لا تألو جهداً فى تقدم هذا الوطن ووضعه فى مصاف الدول المتقدمة،
وبالفعل عادت مصر لمكانها ومكانتها اللائقة بها عربياً وإقليمياً ودولياً، فقط علينا جميعاً الثقة فى الله أولاً ثم فى قائدنا
وأبطالنا فى الجيش والشرطة ونلتف حولهم على قلب رجل واحد وعندها سنتجاوز كافة الصعاب والأزمات وسيكون
النصر حليفنا فى معركتى البقاء والبناء حتى ولو كره المشككون والمتآمرون.
كتبت هذا المقال قبل ٦ اشهر تقريبا وأراه مناسباً لإعادة نشره مرة أخرى فى مواجهة الهجمة الشرسة التي تشنها
جماعة الإخوان الإرهابية واعوانها فى الداخل والخارج عبر قنوات “السوس” الفضائية المملوكة للجماعة الإرهابية أو
من على شاكلتها فى الداخل والخارج ،علاوة على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والتي دأبت على
بث الأكاذيب والشائعات و تنخر فى عقول البسطاء وتلعب بمشاعرهم بهدف الوقيعة بين أبناء الوطن ، ولعل شائعة
بيع قناة السويس والتطاول على خير اجناد الأرض اكبر دليل على قذارة العدو وخسته وكذلك تؤكد تغير وسائل و
أساليب الحرب ضد هذا البلد قيادة وحكومة ، بل وشعبا أيضاً ، وهو ما يجب أن نفطن إليه جميعا مواطنين ومسئولين
، لا سيما في وسائل الإعلام المختلفة لمواجهة أمثال هؤلاء المغرضين والمأجورين.