الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : مصر‮.. ‬حمل ثقيل وحلم كبير

الكاتب الصحفي
عصام عمران
‮ ‬لم تكن مسئولية قيادة دولة فى‭ ‬حجم مصر بعد 25 ‬يناير 2011 ‬وما تلاها من أحداث ومؤامرات بالأمر اليسير أو الهين،‮ ‬بل على العكس من ذلك كانت ولاتزال محفوفة بالمخاطر والتحديات وهو ما‮ ‬يتطلب فى الشخص الذى‮ ‬يتولى المسئولية التحلى بصفات وخصائص وخصال تمكنه من تجاوز تلك المخاطر ومواجهة التحديات للوصول بسفينة البلاد إلى بر الأمان وتحقيق آمال وطموحات هذا الشعب العظيم الذى أفشل أكبر مؤامرة كانت تحاك ضد وطنه والتف حول جيشه الوطنى وشرطته الأبية وقائده المخلص رافضاً‮ ‬أى محاولات للنيل من وحدة بلاده رغم الظروف الصعبة التى مرت بها طوال السنوات العشر الماضية‮.‬
‮ ‬نعم مسئولية قيادة مصر خلال تلك المرحلة الصعبة تمثل حملاً‮ ‬ثقيلاً‮ ‬وعبئاً‮ ‬كبيراً‮ ‬على أى شخص،‮ ‬وهو ما كان‮ ‬يدركه الرئىس السيسى قبل وبعد توليه مسئولية الحكم،‮ ‬حيث طالب الجميع بالالتفاف حول الوطن والصبر حتى تتجاوز البلاد المحن والتحديات،‮ ‬ولعل فى مقدمتها دحر الإرهاب الذى‭ ‬كان‮ ‬يستهدف الأخضر واليابس لولا البطولات والتضحيات التى قدمها رجال الجيش والشرطة وها هو‮ ‬يتراجع الخطر،‮ ‬بل ويكاد‮ ‬يختفى تماماً‮ ‬من البلاد وفقاً‮ ‬لتصريحات الرئيس السيسى خلال الاحتفال بعيد الشرطة مؤكداً‮ ‬إقامة احتفالية كبرى بهذا الشأن فى‭ ‬القريب العاجل على أرض سيناء الغالية،‮ ‬والتى تجرعت مرارة وخطر الإرهاب سنوات طويلة‮.‬
‬وعلى قدر الحمل الثقيل والمسئوليات الكبيرة كان ولايزال الرئيس السيسى‮ ‬يمتلك العديد من الأحلام الكبيرة لهذا
الوطن ويسعى جاهداً‮ ‬منذ توليه المسئولية قبل ‮٨ ‬سنوات إلى إعادة مصر للمكان والمكانة اللائقة لها وبها بين الأمم،‮
‬وبالفعل تحقق الكثير من ذلك خلال تلك الفترة الوجيزة خاصة فيما‮ ‬يتعلق بعودة مصر كقوة إقليمية ودولية مؤثرة،‮
‬علاوة على إنشاء بنية تحتية قوية تسهم بشكل كبير فى تنفيذ العديد من المشروعات الاستثمارية والتنموية بشتى
المحافظات،‮ ‬خاصة فيما‮ ‬يتعلق بتوافر الطاقة الكهربائية والبترولية اللازمة لهذه المشروعات مع وجود شبكة طرق
حديثة وموانئ متطورة‮ ‬يمكنها استيعاب العديد من الاستثمارات والمشروعات سواء المحلية أو الخارجية والتى ستعود
بالنفع على الوطن والمواطن‮.‬
‮ ‬وطوال السنوات العشر الأخيرة كانت مصر تخوض بجسارة وقوة‮ ‬يحسدها عليها الجميع معركتى البقاء والبناء،‮ ‬حيث
واجهت الإرهاب رغم قسوته وتعدد أساليبه وأفعاله القذرة وتمكنت بفضل من الله ثم ببسالة أبطال الجيش والشرطة،‮
‬كما ذكرت فى البداية من دحر الإرهاب بشكل كبير وباتت قاب قوسين أو أدنى من القضاء عليه،‮ ‬فى‭ ‬نفس الوقت
خاضت مصر معركة البناء بنفس القوة وبقدر كبير من النجاح وهو ما جعل التجربة المصرية مثار إعجاب وإشادة من
مختلف الهيئات والمنظمات الاقتصادية العالمية،‮ ‬ظهر ذلك جلياً‮ ‬عندما حلت جائحة‮ »‬كورونا‮« ‬على العالم وكانت مصر
من الدول القليلة التى تجاوزت الأزمة بنجاح ويمكن القول إنها كانت واحدة من الناجين القلائل من براثن هذا‮
»‬الفيروس‮« ‬اللعين‮.‬
‮‬ولم‮ ‬يكد العالم ‬يفيق من صدمة‮ »‬كورونا‮« ‬حتى كانت الصدمة الأكبر باندلاع الحرب الروسية ـ الأوكرانية قبل عامين
تقريباً‮ ‬والتى ألقت بظلالها بل بأعاصيرها وبراكينها على جميع دول العالم المتقدم منها قبل النامى،‮ ‬والمؤكد أن مصر
تأثرت كغيرها من بلدان العالم بتلك الأزمة،‮ ‬خاصة أن مصر تعد من الدول ذات الاقتصاديات الناشئة،‮ ‬والتى‭ ‬كانت بدأت
تجربة ناجحة نحو الإصلاح الاقتصادى منذ نهاية 2016، ‬ومع ذلك لاتزال مصر صامدة وماضية نحو تحقيق الحلم الكبير
رغم قسوة التحديات وصعوبة المخاطر التى تضرب العالم من حولنا،‮ ‬وإن شاء الله نتجاوز تلك الأزمة ولن‮ ‬يتأتى ذلك إلا
من خلال تضافر جهود الجميع قيادة وحكومة وشعباً‮ ‬والالتفاف حول الوطن وعدم الإنصات للأصوات المغرضة وأصحاب
النفوس المريضة والنوايا الخبيثة‮.‬
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.