عبد الناصر البنا يكتب : هموم وطن .. أزمة الاعلام !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
يخطى من يظن أن الاعلام المصرى لايمر هذه الأيام بأزمة شديدة ، أزمة نابعة من القائمين على أمر الاعلام نفسه ، مصر اليوم تفتقد لـ ” فن صناعة الاعلام ” ، تفتقد إلى البوصلة التى تدير الاعلام . وأرجو أن لانكون كالنعام التى تدفن رأسها فى التراب ، لأن التشخيص هو نصف العلاج ، لابد ياساده ياكرام أن نضع أيدينا على الأزمة ونشخصها التشخيص السليم ، حتى نفكر فى كيفية وضع الحلول المناسبة لها ونحن على أعتاب الجمهورية الجديدة ، وأعتقد أن ما أكتب لايخفى على القيادة السياسية أو أى لبيب فى مصر .
الرئيس عبدالفتاح السيسى لم يفوت مناسبة إلا ويعتب فيها على الاعلام ، عندما أثيرت دعوات محمد على المقاول الهارب خارج الحدود إلى التظاهر فى مصر خرج الرئيس وعاتب على تقصير الاعلام ، ومؤخرا عاتب الرئيس السيسى على الاعلام قال ” انتوا ليه بتصوروا المصريين على أنهم مرعوبين على الأكل” !!
جاء ذلك فى سياق حديثه خلال احتفالات عيد الشرطة الـ 71 ، وقال “عندي عتاب على الإعلام ، ليه تبينو الناس مرعوبين وخايفين قوي على الأكل والشرب .. أقول : نعم هناك أزمة عالمية اقتصادية ، ونحن جزء من العالم ، لكن الأكل والشرب ده مش آخر الدنيا في مصر ، مصر ستظل كبيرة ” .. إلخ .
ولعلنا نتذكر عندما كنا نستيقظ كل طلعة شمس على قناة الجزيرة وهو تضع صفعة على ” قفانا ” ونحن نتلقى الصفعات وحال بالنا يقول : مصر الأخت الكبيرة وتستحمل ، نحن لاننزلق إلى هذا المستوى ، أخلاقنا لاتسمح بالرد .. إلخ ، وكأن الجزيره قطر لاسمح الله كانت ماسكه علينا ذله . ماكل هذا التخاذل ، والمثل يقول ” إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب ” من هى الجزيرة حتى وان كانت القناة التى عملت دولة ، نحن مصر ؛ وعلى كل الأحوال رجعت المياه إلى مجاريها ، وتعدلت علاقاتنا بدولة قطر ، وكفى الله المؤمنين القتال .
السؤال هنا : من الذى أوصلنا الى هذا الحال ؟
وحتى يكون لدينا مساحة من الصدق لابد أن يتسع صدرنا لقبول الرأى والرأى الآخر ، الدولة هى السبب الرئيس فى الأزمة التى يمر بها الاعلام . بدءا من إلغاء وزارة الأعلام ، ومرورا بتهميش دور المؤسسات الصحفية والاعلامية فى الدولة ، بل وسحب البساط من تحت أقدامها ، وتقليص صلاحيتها ، وإختيار بدائل لاتسمن ولاتغنى من جوع ، والعجب ” أنها فوق مستوى المحاسبه ” ، رغم فشلها وسوف أدلل على ذلك لاحقا وليتسع صدر الجميع .
هناك من يرى أن ” ماسبيرو ” ذاكرة الأمة وصمام أمنها وأمانها بتاريخه العريق .. إلخ ، أنه كيان فاشل . إذن فليخرج مسئول إلى وسائل الاعلام ويبرر أو يبين أسباب فشله ، وإن كانت هذه حجته دامغة فلنطلق عليه رصاصة الرحمة ونريح الجميع منه ، ويتم تسريح العماله بإحسان وبحلول ترضى جميع الأطراف ، طالما أنه كيان ثبت فشله ، إنما أن يترك هكذا فريسه للشائعات والقيل والقال ، وقتل العاملين فيه بالحياه فهو امر غير مقبول ، منذ العام 2016 تقريبا لم يحصل العاملين فى ماسبيرو على مستحقاتهم الماليه كامله ، كل العلاوات المقرره بقرارات رئاسيه ــ الترقيات موقوفه ، حتى المحالين إلى التقاعد لم يحصلوا على مستحقاتهم الماليه .. إلخ ” والأمر كله معروف لدى الكافه ، ولاداعى للخوض فى تفاصيل لاطائل منها .
لا داعى للحديث عن قطاع الإنتاج الذى تصدر الدراما الهادفه فى مصر وقدم أعمالا يشهد القاصى والدانى لها مقارنه بمليارات تنفق اليوم على دراما هى سفه لاعائد ولاطائل منها . ويبقى السؤال : من يحاسب من ؟ ونحن هنا لسنا بصدد محاكمة لـ أحد ، وإنما نحن بصدد أزمة نريد أن نضع لها التشخيص المناسب ، فإن كان ماسبيرو يرجى منه خيرا فإعطوا له ” قبلة الحياة ” . وبالطبع يقاس على ماسبيرو المؤسسات الصحفية الكبرى ، وإن ثبت فشلها فأطلقوا عليها ” رصاصة الرحمة ” الموضوع بسيط .
أرجوكم أنظروا إلى قيادات تلك المؤسسات ، وأقول لكم ياسادة إن ” مبدأ الثواب والعقاب” لايختلف عليه إثنين ، قناة DMC على سبيل المثال كانت قناة واعدة ، ولا خلاف على أن فيها برامج هادفة ، لكن السؤال : بعد أن أنفقت الملايين على برامج فيها أقل مايقال أن تافهة ، هل تم محاسبة أحد عليها ، وبديهيا هل تم عمل دراسات أو إستطلاع رأى على مردود تلك البرامج التافهة على المتلقى ؟ والسؤال الوجودى : لماذا يتحمل ماسبيرو وحده فاتورة الإعلام الخاص والبديل فى مصر ؟ فى الوقت الذى يلجأ فيه المواطن داخل مصر ــ وخارجها إلى قنوات التليفزيون المصرى فى كل الأحداث الهامة التى تمر بها مصر . ألم يفكر أحدا فى هذا الأمر !!
معنى هذا وببساطة شديدة أن هناك ميثاق شرف يحكم القائمين على أمر ماسبير ، هذا الميثاق يحكمه أولا الضمير
المهنى والأخلاق ، وثانيا هو نابع من وثوابت المجتمع المصرى ، وكلها أمور أيضا الخوض فيها تحصيل حاصل لأن
القاصى والدانى يعرفها . قالوا زمان ” المال السايب يعلم السرقة ” . وقالوا ” من أمن العقوبة أساء الأدب ” الإعداد
والتحضير لانطلاق قناه DMC News تخطى الملايين وفجأة وبدون مقدمات ، وبعد عام من التشغيل off air توقف كل
شىء ، وإنفض المولد ، ولم يحاسب أحد على الأموال التى أنفقت ، ومؤخرا تمخض الجبل فولد فأرا وخرجت قناة
القاهرة فى فضاء الإعلام العربى بعد أن سبقتها بروبجندا إعلاميه ليس لها مثيل . لماذا قناة أخبار جديده ولدينا
أستوديو (5) بالتليفزيون المصرى المجهز بأحدث الوسائل ، وأستوديو (1) الفجوال، ناهيك عن قطاع الأخبار بإمكانياته
الجبارة وكوادره فضلا عن قناة النيل للأخبار ، أم أن المنظومة تسير على حسب الريح ماتودى ، عوضا عن ظهور قناة
بنفس الفكر والتوجه والفورمات والكوادر .. حقا أنه لأمر عجيب !!
والله أن هناك أبواقا فى الاعلام المصرى تنعق فى الـ فضاء ، الشارع نفسه كرهها ، بل أن البعض منها مكروه فى
قريته ، والله أنها كالدبة التى قتلت صاحبها ، فهى تضر أكثر مما تفيد . والطريف أن ماتبثه هو وجبة دسمة لقنوات
الاخوان التى ” تُحفل ” عليها طوال الليل ، نحن بأيدينا نضع الخنجر فى يد عدونا . وليس بغريب أن يطل علينا محمد
ناصر مؤخرا يسخر من ذلك الصحفى الذى إختار إسم برنامج ” مباشر من مصر ” لبرنامجه الذى يذاع على قناة
القاهرة ، علما بأنه إسم برنامج يذاع على الفضائية المصرية لـ سنوات طوال ، وعلى الرغم من أن الصحفى نفسه
كان ضيفا على البرنامج نفسه ، أى سفه هذا ، والأمثلة كثيره بالطبع .
الدواء عادة مايكون مرا لكنه الوسيلة الوحيدة للعلاج ، مشرط الطبيب مؤلم لكن لاوسيلة غيره لإسئصال الورم ، كلنا
مهموم بوطنه ، كلنا يريده فى أفضل حال ، أرجوكم إختاروا الكوادر المثقفة الواعية التى تبعد الإعلام عن التفاهات
والثرثرة التى لاطائل منها ، ثقوا أن العالم أصبح قرية صغيرة فى ظل التطور التكنولوجى الهائل ؛ دعوا المعلومات
تتدفق فى سهولة ويسر لان المتلقى إن لم يجدها فى إعلام بلده سوف يبحث عنها ويجدها مشوهة فى إعلام
مشبوه ، دعكم من التخوين ونحوه جانبا ، إعطوا لماسبيرو والمؤسسات الصحفية قبلة الحياة ، هل سألتم أنفسكم
ماذا حقق ثراث ماسبيرو بعد أن تم تحميله على منصة WATCH IT ، ونحن هنا لانخون أحدا .
بإعتقادى أن الرجوع إلى الحق خير من التمادى فى الباطل ، مصر حقا تعانى من ” فوضى ” فى مجال الإعلام ، ولابد
من ضبط منظومة الاعلام فى مصر قبل فوات الأوان نريد إعلامنا يتبنى قضايا الدولة يقف إلى جانب الدولة فى كل
مايتم من إنجازات ، يبين ويشرح للمواطن حقيقة الأمور والأوضاع التى تمر بها البلاد ، يوضح لهم التهديدات الداخليه
والخارجيه .. إلخ
لا إعلاما يطبل ليل نهار ، لقد ولى زمن التطبيل ياساده ، نريد حرية فى الاعلام حرية مسئولة ، وليست مطلقة ،
فالحرية المطلقة مفسدة ، حرية تنتهى عندما تبدأ حريات الآخرين ، حرية تحافظ على ثوابت الوطن ، وثقوا أن الحرية
إذا تعلقت بالوطن فالمسئولية مضاعفة ، نريد كلمة حرة ورايا حر يهدف إلى الحفاظ على الوطن وأمنه وإستقراره ،
مطلوب على عجل عودة لـ وزارة الإعلام مع بدء الإعلان عن الجمهورية الجديدة ، ودائما وأبدا يبدأ الغيث بقطرة ، وفق
الله قادتنا إلى مافيه خير البلاد والعباد ، وحفظ الله مصر ودائما وابدا ” تحيا مصر “
تعليق 1
  1. سعيد النشاءي يقول

    الأخ العزيز عبد الناصر البنا، لا تنسي الحقاءق الدامعة غير القابلة للجدل واهمها: ١- ان هنالك اكثر من ١٠٠ الف معتقل ومعتقلة من الوطنيين والوطنيات الشرفاء وعندما يفرج عن أفراد منهم يعتقل اكثر منهم. ٢- ان الحرية ممنوعة بنسبة ١٠٠٪؜ والقهر ساءد بنفس النسبة. ٣- كل المجالس والمناصب مزورة بنسبة ١٠٠٪؜ وكلهم لم ينتخبهم احد ولا يمثلون احد. ٤- السياسة الاقتصادية غير رشيدة وتفلس البلاد وتجوع العباد. ٥- النظام يفتقد تماما الي الوطنية. هذا قليل من كثير. د. سعيد النشاءي- كندا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.