الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : السياحة‭ ‬بين‭ ‬القصد‭ ‬والمقاصد‭!!‬

الكاتب الصحفي
عصام عمران
‬تمتلك‭ ‬مصر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المقومات‭ ‬والمقاصد‭ ‬التى‭ ‬تؤهلها‭ ‬لتكون‭ ‬فى‭ ‬صدارة‭ ‬الدول‭ ‬المستقبلة‭ ‬لملايين‭ ‬السائحين‭ ‬من‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬ولعل‭ ‬فى‭ ‬مقدمتها‭ ‬المعالم‭ ‬والمواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬التى‭ ‬تملأ‭ ‬جنبات‭ ‬المحروسة‭ ‬من‭ ‬شمالها‭ ‬إلى‭ ‬جنوبها،‭ ‬ولم‭ ‬لا‭ ‬وهى‭ ‬تحوى‭ ‬ثلث‭ ‬آثار‭ ‬العالم،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬70٪‭ ‬من‭ ‬كنوزها‭ ‬الأثرية‭ ‬مازال‭ ‬فى‭ ‬باطن‭ ‬الأرض‭ ‬ولم‭ ‬يكتشف‭ ‬بعد‭ ‬وفقًا‭ ‬لتصريحات‭ ‬عالمنا‭ ‬الأثرى‭ ‬العالمى‭ ‬د‭.‬زاهى‭ ‬حواس الذى حقق مؤخراً كشفا أثريا مهما بسقارة.
‭‬نعم‭ ‬تمتلك‭ ‬مصر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المقومات‭ ‬الثقافية‭ ‬والأثرية،‭ ‬بل‭ ‬والمناخية‭ ‬والعلاجية‭ ‬التى‭ ‬تجعلها‭ ‬قبلة‭ ‬مهمة‭ ‬لملايين‭
‬الزائرين‭ ‬من‭ ‬شتى‭ ‬بقاع‭ ‬العالم،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يجعلنا‭ ‬فى‭ ‬دهشة‭ ‬من‭ ‬تدنى‭ ‬أعداد‭ ‬السائحين‭ ‬الذين‭ ‬زاروا‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭
‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬‮«‬حوالى‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬سائح‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬ضئيل‭ ‬إذا‭ ‬قورن‭ ‬بما‭ ‬تملكه‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬ثقافية‭ ‬وأثرية‭ ‬وبنية‭
‬تحتية‭ ‬قلما‭ ‬تتوفر‭ ‬لدولة‭ ‬أخرى‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬فيكفى‭ ‬أنها‭ ‬تمتلك‭ ‬أهم‭ ‬وأعظم‭ ‬عجائب‭ ‬الدنيا‭ ‬السبع،‭ ‬بل‭ ‬والعجيبة‭ ‬الوحيدة‭
‬الباقية‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬تتحدى‭ ‬الزمن‭ ‬وهى‭ ‬أهرامات‭ ‬الجيزة‭ ‬الخالدة،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬آلاف‭ ‬المواقع‭ ‬والمتاحف‭ ‬الأثرية‭ ‬المنتشرة‭
‬بمختلف‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يضع‭ ‬وزارة‭ ‬السياحة‭ ‬أمام‭ ‬تحدٍ‭ ‬كبير‭ ‬حتى‭ ‬تحتل‭ ‬مصر‭ ‬المكانة‭ ‬اللائقة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬السياحية‭
‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬والتى‭ ‬تستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬مليون‭ ‬سائح‭ ‬سنويًا،‭ ‬منها‭ ‬دول‭ ‬أوروبية،‭ ‬بل‭ ‬وعربية‭ ‬أيضًا‭ ‬اقتربت‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭
‬الرقم‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬25٪‭ ‬من‭ ‬المقومات‭ ‬والمقاصد‭ ‬السياحية‭ ‬بمصر‭!!‬
‭ ‬أقول‭ ‬ذلك‭ ‬قبل‭ ‬شهور‭ ‬وربما‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬حدث‭ ‬ثقافى‭ ‬وسياحى‭ ‬ينتظره‭ ‬العالم‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬وهو‭ ‬افتتاح‭ ‬متحف‭
‬مصر‭ ‬الكبير‭ ‬الذى‭ ‬يقام‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬117‭ ‬فدانًا‭ ‬بميدان‭ ‬الرماية‭ ‬ويضم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬ألف‭ ‬قطعة‭ ‬أثرية‭ ‬تحكى‭ ‬تطور‭ ‬الحضارة‭
‬الفرعونية‭ ‬التى‭ ‬تغوص‭ ‬فى‭ ‬أعماق‭ ‬التاريخ‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬7‭ ‬آلاف‭ ‬عام،‭ ‬وهو‭ ‬الحدث‭ ‬الذى‭ ‬سيجعل‭ ‬مصر‭ ‬محط‭ ‬أنظار‭ ‬العالم‭
‬لشهور‭ ‬وربما‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬الاستغلال‭ ‬الأمثل‭ ‬لهذا‭ ‬الحدث‭ ‬والاستعداد‭
‬الجيد‭ ‬لهذا‭ ‬الافتتاح‭ ‬العالمى‭ ‬الذى‭ ‬يحظى‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬شخصيًا‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬مصر‭ ‬بما‭ ‬تمتلكه‭
‬من‭ ‬إمكانيات‭ ‬ثقافية‭ ‬وسياحية‭.‬
‭ ‬حسنًا‭ ‬فعلت‭ ‬وزارة‭ ‬السياحة‭ ‬بتنظيم‭ ‬احتفالية‭ ‬كبرى‭ ‬فى‭ ‬بهو‭ ‬المتحف‭ ‬الكبير‭ ‬مؤخرًا‭ ‬والتى‭ ‬تألقت‭ ‬خلالها‭ ‬المطربة‭
‬المصرية‭ ‬العالمية‭ ‬‮«‬السوبرانو‮»‬‭ ‬فاطمة‭ ‬سعيد‭ ‬بمصاحبة‭ ‬أوركسترا‭ ‬المايسترو‭ ‬الرائع‭ ‬نادر‭ ‬عباس‭ ‬وفى‭ ‬حضرة‭ ‬الملك‭
‬رمسيس‭ ‬الثانى‭ ‬الذى‭ ‬يتصدر‭ ‬مدخل‭ ‬المتحف،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬لم‭ ‬تعجبنى‭ ‬وصلة‭ ‬الرقص‭ ‬البلدى‭ ‬التى‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬الفنانة‭
‬العالمية‭ ‬فأراها‭ ‬لا‭ ‬تناسبها‭ ‬ولا‭ ‬تناسب‭ ‬المكان‭ ‬ولا‭ ‬الزمان‭ ‬ولا‭ ‬الحدث‭ ‬نفسه،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬الاحتفالية‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬بروفة‮»‬‭
‬لبدء‭ ‬احتفالات‭ ‬أخرى‭ ‬تسبق‭ ‬الافتتاح‭ ‬الرسمى‭ ‬لأهم‭ ‬وأكبر‭ ‬متحف‭ ‬للآثار‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬والذى‭ ‬يحوى‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬فى‭ ‬البداية‭
‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬ألف‭ ‬قطعة‭ ‬أثرية‭ ‬فى‭ ‬مقدمتها‭ ‬المجموعة‭ ‬النادرة‭ ‬للفرعون‭ ‬الذهبى‭ ‬الملك‭ ‬توت‭ ‬عنخ‭ ‬آمون،‭ ‬والتماثيل‭
‬العشرة‭ ‬للملك‭ ‬سنوسرت،‭ ‬ولوحة‭ ‬قائمة‭ ‬ملوك‭ ‬سقارة،‭ ‬وعمود‭ ‬النصر‭ ‬للملك‭ ‬مرنبتاح،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القاعات‭
‬الرئيسية‭ ‬الأخري،‭ ‬مع‭ ‬ربط‭ ‬زيارة‭ ‬المتحف‭ ‬بمنطقة‭ ‬أهرامات‭ ‬الجيزة‭ ‬وآثار‭ ‬سقارة‭ ‬ودهشور،‭ ‬والتى‭ ‬تحتاج‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬يوم‭
‬لزيارتها‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬الليالى‭ ‬السياحية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬إقامة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفنادق‭ ‬ذات‭ ‬النجوم‭ ‬المتعددة‭ ‬فى‭
‬نطاق‭ ‬المتحف‭ ‬والمنطقة‭ ‬المحيطة‭ ‬به‭.‬
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.