بالتأكيد يعاني الكثير منا في معاملاته مع الشخصيات المجادلة لان الحوار يبدأ بهدوء ويتحول تدريجيا الي جدال وفلسفة الجاهل وتجد نفسك تدور حول نقطة البداية دون الوصول إلى نتيجة.. ومع الأسف تتشعب في قضايا جانبية وتتوه بفكرك وتجد أرهاق في الكلام وتحتار بين الجهل الثقافى والغرور الفكري الهاش الذي يسيطر على الكثيرين… وهنا الخطر الذي يهدد المجتمع حيث أن الطبقة المثقفة فكريا تحاول أن تبذل الجهود المكثفة لتبديل العقول التي تحمل أفكار مصابة بخلايا مسممة بالكبرياء المظلم وبالتالى يطفح بسمومة الذهنية على شبكات التواصل الاجتماعي وفى بعض برامج التوك شو وفى الأماكن العامة مثل النوادي والكافيهات واحيانا في التجمعات الأسرية والاجتماعية..
في الحقيقة كانت المفاجأة أن هناك شريحة كبيرة من الفتيات والسيدات العاملات “البيبي سيتر وجليسة المسنين وأيضا العاملات في المنازل و في النوادي” يتحدثون بقناعة وتمسك بالفكر المعتم الذي يستقبلوه ويسكن عقولهم!!
وبين كل هذه النماذج المفزعة شباب وشابات لم يكملوا تعليمهم وأصبحوا يرددوا كالبغبغانات كلام مشروخ ومصاب بميكروبات مغرضة ومع الأسف عندما تحاورهم تعاني من جدال الجهلاء.. وبصراحة أصابني الحزن على ما يحدث من التشوه الثقافى الذي أنتشر بأشكال وأساليب متعددة لتقتحم العقول الضعيفة وبالتالى تكون القضايا الإنسانية في غرفة الإنعاش والاصابات الفكرية ليس لها دواء يسعفها والحالة المرضية خطيرة لأنها في حاجة إلى إسعاف بدواء يقتل الخلايا المسممة فكريا وهذا ببرامج الثقافة الفكرية المكثفة لتكون مضاد حيوي يساعد على تطعيم العقل وترتيبه بمصل فكري سليم ليكون جبهة مضادة تقضي على فيروس الجهل غير الإنساني المؤلم..
ومن هنا نتوقف أمام قضية أجتماعية معقدة تعوق العلاقات الفكرية المختلفة فأصبح النقاش في موضوع يخضع للجدال والمجادلة وعدم الثقة الحوارية وتؤدي لإنسحاب الحقائق الفكرية السليمة من معركة الضلال والاكاذيب والجهل الثقافى.!!!!
فنحن محتاجين نشر الوعى الفكري بإسلوب ثقافي متحضر وبقوة ليطرد المنافقين والمجادلين الكاذبين فكريا حتى نحمي عقول شرائح كبيرة لا يجب أن نغفل حقوقها علينا بالاقلام والدراما والبرامج الثقافية البسيطة حتى تستوعبها عقول البسطاء الذين يأكلون السم الموجود في العسل .. بالفعل هي أمانة المثقفين المهتمين بالمجتمع على كافة المستويات..
الخلاصة.. من الصعب الكلام مع شخصية مسممة فكريا لأنك ستجد نفسك في حالة توتر ودوران حول نقطة البداية ويضيع وقت كبير بين الجدل والمجادلة وما بينهما.. إنهيار ذهني.. ا!!