عبد الناصر البنا يكتب : عدونا .. غدار !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
أستعير هذا العنوان لـثانى مرة ، المرة الأولى كان بمناسبة الحديث عن الإرهاب الغاشم الذى تتعرض له مصر من قبل خفافيش الظلام ، والجماعات التكفيرية والإرهابية ، والعمليات الإرهابية فى سيناء وضد رجال الجيش والشرطة البواسل ، وفيه دعوة لضرورة التكاتف والوقوف إلى جانب الوطن فى محنته ، وفى ذات الوقت لأحذر من مغبة الإرهاب ، وأذكر بالحرب الطويلة التى خاضتها مصر ضد الإرهاب حتى إستأصلت شأفته ، والعنوان هذه المرة مقصود لكى أذكر بنى وطنى وعروبتى بدور مصر الإقليمى فى المنطقة العربية ، وأقول لهم ” خلي السلاح صاحي .. صاحى ” لو نامت الدنيا صحيت مع سلاحي ، سلاحي فى ايدية نهار وليل صاحي ، ينادي يا ثوار عدونا غدار ، خلي السلاح السلاح .. صاحي صاحي ” .
ولكن دعونى فى البداية أبدأ بهذا القول المأثور الذى نردده دوما وقت الشده ” بلادي وإن جارت علي عزيزة .. وأهلي وإن ضنوا علي كرام ” ، وهذا تذكير لبنو جلدتى بضرورة الوقوف إلى جانب مصر فى كل أزماتها ، وأنا اليوم أتحدث عن مصر بوصفها ” رمانة الميزان ” فى منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية خاصة فى ظل التحديات والتهديدات ” الداخلية ـ والخارجية ” والفتن التى تطل برأسها على منطقتنا العربية من آن لـ آخر ، وفى ظل الصراعات والحروب التى يشهدها العالم .
أقول مصر كانت وستظل دوما ” صمام الأمان ” والقلب الصلب ، والقوة التى تمثل الأمن والإستقرار فى المنطقة العربية ، ولعلنا نشاهد العالم من حولنا ونرصد التحالفات والتكتلات الدولية ، والصراع الدائر بين ” روسيا ـ وأوكرانيا ” وموازين القوى الجديدة التى يشهدها العالم ، والتى أدت إلى تزايد الضغوط الخارجية التى تسعى إلى تحقيق مصالحها على حساب منطقتنا العربية ، ومن هنا يبرز الدور الإقليمى لمصر كقوة عظمى تسعى إلى الحفاظ على النظام الإقليمى العربى ومنعه من الإنهيار .
غابت ” السعودية ــ والكويت ” عن قمة أبو ظبى التى إستضافتها دولة الإمارات الأربعاء الماضى وفتحت الباب أمام العديد من الـ ” تساؤلات ” حول سبب غياب ولى العهد السعودى ، ودولة الكويت عن القمة التشاورية التى حضرها الرئيس السيسى ، وملك الأردن ، والشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات ، وسلطان عُمان ، وملك البحرين ، وأمير قطر والتى جاءت لـ ” تعزيز العلاقات بين دول الإخوة المشاركين ، وسبل وبحث مسارات التعاون والتنسيق المشترك في جميع المجالات” .
الدعوة لعقد قمة أبو ظبى جاءت بعد أقل من 24 ساعة على القمة الثلاثية التي استضافتها القاهرة ، الثلاثاء وجمعت الرئيس المصري ونظيره الفلسطيني والعاهل الأردني ، حيث تباحثوا حول “تطورات القضية الفلسطينية في ضوء ما تتعرض له من مستجدات وانتهاكات إسرائيلية من حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة” .
تساءل مغردون عن أسباب غياب السعودية والكويت عن القمة ، وان هناك خلافا بينها وبين مصر ، وكثرت الأقلام التى كتبت حول هذا الموضوع ، وحول الخلاف حول جزيرتى ” تيران وصنافير ” ، وعن خلاف بين مصر والكويت ، لكن على المستوى الرسمى هناك نفى تام من الجانبين ، وتأكيد على عمق العلاقات ، وهناك من يرى أن هناك إختلافا فى السياسات بين أبوظبي والرياض وهو سبب تغيب الأخيرة عن القمة ، وغرد تركي شلهوب على تويتر قال ” علاقات ابن سلمان مع ابن زايد والسيسي متدهورة جدًا ، لـرغبة بن زايد رفع انتاج النفط ، وخلافهما في اليمن ، أما مع السيسي فالعلاقة متدهورة بسبب جزيرتي تيران وصنافير اللتان يُماطل السيسي بتسليمهما للملكة ، قبل شهر تقريبًا ابن زايد لم يحضر إلى قمة الرياض ، وبالأمس ابن سلمان لم يحضر #قمة_أبوظبي !
على اية حال وبعيدا عن خلافات تلوكها أقلام الكتاب ولم يعلن عنها رسميا دعونا نذكر أن قوتنا فى
وحدتنا وأن الحديث يقول ” عليكَ بالجماعةِ فإنَّما يأكلُ الذئبُ منَ الغنمِ القاصيةَ ” ، وكما بدأت
حديثى أقول ” عدونا .. غدار ” كنا نحلم بوحدة إقتصادية ، وتكامل تجارى وإقتصادى عربى ، وسوقا
إقتصادية عربية ، وعملة موحدة .. ولم يحدث ، حلمنا بجواز سفر عربى موحد .. ولم يحدث ، فإلى
متى الجرى وراء أحضان اليهود والتطبيع مع إسرائيل وأبناء العم سام ” العدو اللدود” لأمتنا العربية ؟
إلى متى نظل أمتنا العربية متضخمة الآنا لديها ؟ إلى متى تظل علاقتنا مدفوعة بتغليب المصلحة
الفردية ؟ ويبقى السؤال : هل غردت المملكة السعودية خارج السرب ، وتقمصت دور مصر ؟
بإعتقادى أن الثوب سوف يكون واسعا فضفاضا عليها !! .. هل تضغط الكويت بورقة العمالة المصرية
الموجودة لديها ؟ وهنا يجب أن نذكر أن تلك العمالة ما ذهبت إلى الكويت إلا لتكون عونا وسندا فى
عملية البناء والتنمية ، لم تذهب إلى هناك لتستجدى أحدا أو تمد يدها ، وإنما لتكسب رزقها من
كد أيديها وعرق جبينها .. هل تضغط دول الخليج من أجل نفع مادى وشراء أصول مملوكة لمصر
بورقة الودائع لدى المركزى المصرى ؟
أقول لهم إتقوا الله فى مصر ، مصر كان لها تاريخ طويل ” قديما وحديثا ” مع كافة شقيقاتها العرب ،
ولها أيادى بيضاء ليس على العرب وحدهم ، وإنما على أوربا بما فيها ” بريطانيا العظمى “
والمعونات المصرية التى وصلت إلى بلجيكا عام 1918 . مصر التى لم تتخلى فى يوم من الأيام
ممن طلب مساعدتها ، ومدت يد العون له ، ولتعلم الأمة العربية من المحيط إلى الخليج أن مصر
كانت وما زالت الملاذ الآمن لكل من تضيق به الدنيا ويشهد التاريخ بذلك ، وإقرأوا الكتب .
وأختتم أقول ” إتقوا الله فى مصر ” فإن وهنت أو ضعفت ” لا قدر الله ” فقل على الأمة العربية
السلام !!
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.