الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب :  ‮الست زبيدة‮ .. ‬تكشف‮ ”  ‬الهبيدة‮ “

 

الكاتب الصحفي
عصام عمران

‮‬قالوا قديماً‮ »‬لا حياة مع اليأس ولا‮ ‬يأس مع الحياة‮«‬،‮ ‬هذا القول المأثور أو الحكمة البليغة أراها تنطبق تماماً‮ ‬مع حالة السيدة‮ »‬زبيدة‮« ‬صاحبة السبع وثمانين عاماً،‮ ‬والتى‭ ‬خاضت قبل أيام امتحان تجاوز محو الأمية بمحافظة المنوفية ضمن مبادرة وزارة التضامن الاجتماعى ولم تمنعها سنوات عمرها الطوال من أن تذهب لهذا الامتحان وتسعى للتعلم ومعرفة القراءة والكتابة،‮ ‬وأعتقد أن ما قامت به‮ »‬الست زبيدة‮« ‬هو خير رد على هؤلاء‮ »‬الهبيدة‮« ‬الذين‮ ‬يملأون الدنيا صياحاً‮ ‬ليلاً‮ ‬ونهاراً‮ ‬يبثون اليأس فى‭ ‬النفوس ويصورون الحياة وكأنها ظلام دامس،‮ ‬رغم أن الغالبية منهم إن لم‮ ‬يكن جميعهم من أصحاب الملايين وقاطنى الفيلات والقصور‮!!‬
‮> ‬أمثال‮ »‬الست زبيدة‮« ‬هم من‮ ‬يجب على إعلامنا‮ »‬الموقر‮« ‬الاهتمام بهم وإبراز قصص كفاحهم،‮ ‬وما أكثرهم حولنا فى‭ ‬القرى والنجوع بشتى محافظات الجمهورية،‮ ‬ويكفى القول إن‮ »‬الست زبيدة‮« ‬أم لثمانية أبناء وجدة لثلاثة عشر حفيداً‮ ‬كغيرها من الآلاف،‮ ‬بل الملايين من السيدات المصريات المثابرات اللاتى‮ ‬يسعين على أولادهن وأسرهن رغم إمكانياتهن المحدودة،‮ ‬ولكنها تحدت الظروف من أجل التعلم وإجادة القراءة والكتابة،‮ ‬وكما ذكرت أنها كانت تتمنى أن تقرأ القرآن الكريم بمفردها ودون مساعدة أحد حتى ولو من أولادها أو أحفادها،‮ ‬وكان لها ما أرادت وباتت حديث الجميع وصورها ملأت القلوب قبل الصحف والمواقع الإلكترونية والفيسبوك‮.‬
‮> ‬المؤكد كما ذكرت أن هناك الملايين مثل‮ »‬الست زبيدة‮« ‬من حيث قوة العزيمة والبحث عن العلم والمعرفة فى شتى المجالات فقط‮ ‬يحتاجون من‮ ‬يكشف النقاب عنهم،‮ ‬ومن هذا المنطلق‮ ‬يجب علينا توجيه التحية لوزارة التضامن الاجتماعى بقيادة الوزيرة المحترمة والنشطة نيفين القباج التى‭ ‬تعمل فى صمت،‮ ‬الأجمل أنها تشعرك دائماً‮ ‬بالاطمئنان والحميمية فى‭ ‬التعامل وكأنها قريبة لك أو من أسرتك بعيداً‮ ‬عن التكلف أو اصطناع المواقف‮.‬
‮> ‬فى النهاية أتمنى من أولئك‮ »‬الهبيدة‮« ‬ـ وأسف على‭ ‬هذا الوصف ـ أن‮ ‬يكفوا عن الصياح وبث الزعر فى‭ ‬النفوس ويبحثوا عن النماذج المضيئة فى المجتمع وما أكثرها،‮ ‬أو على الأقل‮ ‬يتوقفوا عن تصدير‮ »‬السواد‮« ‬واليأس والبحث عن‮ »‬التريند‮« ‬الذى بات الشغل الشاغل للكثيرين فى هذا الزمان،‮ ‬خاصة المواقع الإلكترونية والفضائىات‮ »‬إياها‮« ‬التى‭ ‬تهوى بث السم فى‭ ‬العسل بدعوى حرية الرأى والفكر وهم أبعد ما‮ ‬يكون عن ذلك‮!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.