الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : الإمام والأقزام‮!! ‬

 

الكاتب الصحفي
عصام عمران

‬قديماً‮ ‬سئل صاحب الفضيلة الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر الشريف لماذا لم‮ ‬يحصل الشيخ الشعراوى على‭ ‬الدكتوراة؟‮!‬،‮ ‬فكان رده ‬بسؤال أكثر دهشة وروعة فى نفس الوقت،‮ ‬ومن‮ ‬يملك علمه حتى‮ ‬يمنحه الدكتوراه ؟‮! ‬وحديثاً‮ ‬قال الأزهر الشريف فى بيان رسمى منذ أيام على الصفحة الرسمية بالفيسبوك أن فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى وهب حياته لتفسير كتاب الله،‮ ‬وأوقف عمره لتلك المهمة،‮ ‬وأنه أوصل معانى القرآن لسامعيه بكل سلاسة ويسر وعذوبة وجذب إليه الناس من مختلف المستويات وأيقظ فيهم ملكات التلقى،‮ ‬وبين هذا وذاك هناك الملايين من العلماء والائمة بل المواطنين العاديين داخل مصر وخارجها‮ ‬يقدرون الشيخ الشعراوى إمام الدعاة ويعرفون قيمته وقامته،‮ ‬ولعل ردود الأفعال الأخيرة ضد اولئك الأقزام الذين‮ ‬يتطاولون على الإمام خير دليل على حب الملايين للشيخ الشعراوى واعترافاً‮ ‬بما قدمه للإسلام والمسلمين على مدى عقود طويلة،‮ ‬ولم لا وهو توفاه الله قبل‮ ‬25‮ ‬عاماً‮ ‬من الزمان ولاتزال أحاديثه وتفسيراته للقرآن الكريم الأقوى تأثيراً‮ ‬والأكثر بحثاً‮ ‬على الفيس وتويتر وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعى‮.‬
‮> ‬المؤكد أن الامام الشعراوى وغيره من الائمة والدعاة ليسوا معصومين ولا بعيدين عن النقد،‮ ‬فهم بشر والعصمة للأنبياء فقط،‮ ‬ولكن هذا لا‮ ‬يعنى تطاول هؤلاء وأمثالهم على‭ ‬الامام أو‮ ‬غيره من رموز الوطن لا سيما الرموز الدينية أو‮ ‬غيرهم من قادة ورموز الوطن فى شتى المجالات،‮ ‬وهناك فارق كبير بين حرية الرأى والتعبير والنقد البناء القائم على البحث والمعرفة ولأشخاص دارسين ومتعمقين فى القضايا والموضوعات محل النقاش أو الاختلاف،‮ ‬وبين ما‮ ‬يقوم به أو‮ ‬يقدمه أمثال هؤلاء المدعين الذين‮ ‬يبحثون عن الشو الاعلامى وركوب‮ »‬التريند‮« ‬وما خفى كان أعظم،‮ ‬وهو ما‮ ‬يتطلب موقفاً‮ ‬حاسماً‮ ‬من الجهات المعنية لوضع حد لهذا العبث والتطاول حتى‮ ‬يتم وأد الفتنة فى مهدها،‮ ‬وقبل أن تتفاقم الأمور،‮ ‬خاصة وأن البلاد بل العالم حالياً‮ ‬فى مرحلة صعبة تتطلب تكاتف الجميع لمواجهة تلك الأزمة الطاحنة،‮ ‬وهناك قضايا وأمور‮ ‬يجب على الاعلام التصدى لها والتركيز عليها بدلاً‮ ‬من تلك المسائل والموضوعات الخلافية،‮ ‬التى أراها تضر اكثر مما تنفع‮.‬
‮> ‬وفى‭ ‬النهاية‮ ‬يبقى السؤال الذى‮ ‬يحيرنى وأراه‮ ‬يحير الكثيرين‮ ‬غيرى،‮ ‬الشيخ الشعراوى رحل عن دنيانا قبل‮ ‬25‮ ‬عاماً،‮ ‬فلماذا الهجوم عليه الآن وفى هذا التوقيت بالذات؟‮! ‬ومهما كانت الاجابة،‮ ‬فسيظل الإمام إماماً،‮ ‬والاقزام أقزاماً‮ ‬فى‭ ‬الفكر والعلم،‮ ‬بل والأخلاق ايضا‮.‬

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.