الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : النقد من أجل” النقد”!!

الكاتب الصحفي
عصام عمران
بداية‭ ‬أؤكد‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬إنسان‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‭ ‬بعيد عن‭ ‬النقد‭ ‬أو‭ ‬الانتقاد‭ ‬فالعصمة‭ ‬للأنبياء‭ ‬والمرسلين‭ ‬فقط‭ ‬وهذا‭ ‬مبدأ‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬جميعاً‭ ‬الالتزام‭ ‬به‭ ‬والعمل‭ ‬فى‭ ‬إطاره‭ ‬ولكن‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬النقد‭ ‬والانتقاد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الصالح‭ ‬العام‭ ‬والبناء‭ ‬وليس‭ ‬الهدم‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬النقد‭ ‬منزهاً‭ ‬عن‭ ‬المكاسب‭ ‬الشخصية‭ ‬وخالياً‭ ‬من‭ ‬التطاول‭ ‬والتجريح‭ ‬والاقتراب‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الشخصية‭ ‬لهذا‭ ‬الشخص‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬وضعه‭ ‬أو‭ ‬منصبه‭ ‬والأهم‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬النقد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الشو‭ ‬الإعلامى‭ ‬أو‭ ‬‮»‬التريند‮«‬‭ ‬كما‭ ‬يسعى ‬الكثيرون‭ ‬الآن‭ ‬وكذلك‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬التكسب‭ ‬المادى‭ ‬وعلى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬المقابل‭ ‬‮»‬النقدي‮«‬‭ ‬بشتى‭ ‬أنواعه‭ ‬وألوانه‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمعظم هؤلاء ‬‭ ‬المنتقدين‭ ‬فى‭ ‬زماننا‭ ‬هذا‭ ‬وكله‭ ‬بحسابه‭ ‬‮»‬وأبجنى‭ ‬تجدني‮«‬‭ ‬أصبح‭ ‬شعارهم‭ ‬ودستورهم‭ ‬الذين‭ ‬يقاتلون‭ ‬من‭ ‬أجله‭!!‬
هناك‭ ‬صنف‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬المنتقدين‭ ‬أو‭ ‬المتطاولين‭ – ‬إن‭ ‬صح‭ ‬التعبير‭ – ‬ينتقد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬‮»‬النقد‮«‬‭ ‬فى‭ ‬حد‭ ‬
ذاته‭ ‬أى‭ ‬يحاول‭ ‬جذب‭ ‬الانتباه‭ ‬ويقول‭ ‬أنا‭ ‬هنا‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬كاملة‭ ‬بالموضوع‭ ‬الذى‭ ‬يتناوله‭ ‬
أو‭ ‬القضية‭ ‬التى‭ ‬يناقشها‭ ‬أو‭ ‬يخوض‭ ‬فيها‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬أو‭ ‬يكتب‭ ‬رأيه‭ ‬الذى‭ ‬يراه‭ ‬دائماً‭ ‬على‭ ‬صواب‭ ‬
وليذهب‭ ‬الجميع‭ ‬إلى‭ ‬الجحيم‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬ووحدته‭ ‬وهدم‭ ‬مؤسساته‭ ‬وتسفيه‭ ‬
رموزه‭ ‬والنيل‭ ‬منهم‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬شأنهم‭ ‬وللأسف‭ ‬هؤلاء‭ ‬باتوا‭ ‬أكثرية‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬ومعروفين‭ ‬بالاسم‭ ‬
خاصة‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يطلقون‭ ‬على‭ ‬أنفسهم‭ ‬‮»‬النخبة‭ ‬المثقفة‮«‬‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬أحدهم‭ ‬نصب‭ ‬نفسه‭ ‬مفتياً‭ ‬
وداعية‭ ‬ويخرج‭ ‬علينا‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬مهاجماً‭ ‬رموز‭ ‬الوطن‭ ‬وعلمائه‭ ‬بل‭ ‬وقياداته‭ ‬أيضاً‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬تاريخه‭ ‬
معلوم‭ ‬للجميع‭ ‬فهو‭ ‬دائماً‭ ‬وأبداً‭ ‬يثير‭ ‬الفتنة‭ ‬والفرقة‭ ‬والتناقض‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬كتاباته‭ ‬أو‭ ‬مشاهده‭ ‬وأحاديثه‭ ‬
المستفزة‭ ‬عبر‭ ‬الفضائيات‭ ‬أو‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬ونستطيع‭ ‬القول‭ ‬أنه‭ ‬عبر‭ ‬تاريخه‭ ‬غير‭ ‬الطويل‭ ‬
خدام‭ ‬الريال‭ ‬والدرهم‭ ‬والدولار‭ ‬ولا‭ ‬مانع‭ ‬من‭ ‬الجنيه‭ ‬أيضاً‭ ‬ولنا‭ ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬مع‭ ‬قيادات‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬
واستكتابهم‭ ‬فى‭ ‬‮»‬صحيفته‭ ‬الملاكي‮«‬‭ ‬قبل‭ ‬‮٥٢‬‭ ‬يناير‭ ‬وبعدها‭ ‬خير‭ ‬دليل‭!!‬
وحتى‭ ‬نكون‭ ‬منصفين‭ ‬فهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬والإعلاميين‭ ‬بل‭ ‬والمواطنين‭ ‬العاديين‭ ‬من‭ ‬ينقد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬
الإصلاح‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أوجه‭ ‬التقصير‭ ‬والتخاذل سواء للحكومة أو الأفراد تماماً كما يتناول
الانجازات والايجابيات وهذا هو المطلوب حتى نرتقى بوطننا ونصل به الى المكان والمكانة اللائقة به
بين الأمم ، وهذا هو الدور الأساسي والأهم للاعلام بشتى أنواعه والذي يجب أن يسير على دربه
لتبصير المسؤول هنا او هناك والشد على أيدى المجيدين فى مختلف الهيئات والمؤسسات ، فكما
ذكرت في البداية لا يوجد إنسان على وجه الارض خاليا من العيوب أو بعيداً عن النقد ،ولكن
فى نفس‭ ‬الوقت‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬هذا‭ ‬الإعلامى‭ ‬أو‭ ‬الصحفى‭ ‬الصورة‭ ‬القاتمة‭ ‬ولا‭ ‬أقول‭ ‬السوداء‭ ‬وبث‭ ‬
اليأس‭ ‬فى‭ ‬النفوس‭ ‬وإثارة‭ ‬الفتنة‭ ‬والبغضاء‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حفنة‭ ‬من‭ ‬‮»‬الفلوس‮«‬‭ ‬أو‭ ‬ركوب‭ ‬‮
»‬التريند‮«‬‭ ‬الذى‭ ‬ابتلينا‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬وكلاهما‭ ‬ينتقد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زيادة‭ ‬‮»‬النقد‮«‬‭ ‬فى‭ ‬حسابه‭ ‬بالبنك‭ ‬ولا‭ ‬
عزاء‭ ‬للوطن‭ ‬أو‭ ‬المواطن‭
. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬يجب‭ ‬مواجهة‭ ‬هؤلاء‭ ‬بشدة‭ ‬وحزم‭ ‬وبالقانون‭ ‬الذى‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬حرية‭ ‬الرأى‭ ‬وبين‭ ‬هدم‭ ‬
الأوطان‭ ‬والتطاول‭ ‬على‭ ‬الرموز‭ ‬وتحقير‭ ‬‮»‬القدوة‮«‬‭ ‬فى‭ ‬نظر‭ ‬المجتمع‭ ‬خاصة‭ ‬الشباب‭ ‬مع‭ ‬تقديم‭ ‬
شخصيات‭ ‬بعينها‭ ‬لتكون‭ ‬مثار‭ ‬إعجاب‭ ‬وقدوة‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬نجوم‭ ‬هذا‭ ‬الزمان‭ ‬وتلك‭ ‬مسألة‭ ‬وقضية‭ ‬
أخرى‭ ‬بل‭ ‬ووسيلة‭ ‬خطيرة‭ ‬من‭ ‬حروب‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬التى‭ ‬تستهدف‭ ‬إسقاط‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفتيت‭ ‬
مؤسساتها‭ ‬وهدم‭ ‬قيمها‭ ‬وأخلاقه وهى حرب الكل فيها خاسرون.
و ‬للحديث‭ ‬بقية‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬العمر‭ ‬بقية‭.‬
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.