كنت فى أحد المرات مع احد الشخصيات الإسلامية الكبيرة( جداً )فى عالمنا الإسلامى ، وكنا جلوس بمكتبه ودعانى الى شرب القهوة ، ثم توجه إلى بسؤال بصفتى اعلامى ، لماذا لا يهاجم إلا كبار علماء المسلمين فى إعلامنا ؟ وهل لو تم مهاجمة علماء الاديان الاخرى سيسمح لهم بذلك ؟
سؤال حاولت الإجابة عليه لكنى فشلت ، كأن المطلوب فقط هو ما ينفذ ، والمطلوب يا سادة هو طمس الحقائق وإبدالها بالأكاذيب حتى نكون عند حسن ظن المنافقين والكاذبين والمطبلاتية ، الفتنة تمشى بين الناس تبحث عن الشيطان الذى يرفعها فوق اكتاف المجتمع لترفع عقيرتها بكل ما هو خبيث لتحقيق اغراض دنيئة ، اختيار توقيت مهاجمة مولانا الشيخ الشعراوى ايام احتفال اخوتنا المسحين بأعياد الميلاد خطر جداً وتولاه هذه المره احد الصحفيين المتخصصين فى الكتابة عن الفن والمطربين والممثلين والراقصين وبلطجية المهرجانات ثم ركب معه الموجه اشباه له ، الفكرة أخبث من محاولة الظهور او ان يتحول الى تريند أو اعادة نفسه للصدارة ، وإنما المغزى أعمق واخطر من ذلك ، لهؤلاء أقول لهم البطولة ليست فى مهاجمة رموز الفكر الاسلامى البطولة الحقيقية لأى اعلامى هى تنوير المجتمع وحسه على العمل وتنبيه لقيمة العلم والدفاع عن حريته الفكرية والسياسية ومواجهة الحكومة بأخطائها والقدرة على النطق بالحق فى أصعب الظروف والدفاع عن الحقوق والتاكيد على الواجبات ، استدعاء بعض اقوال للشيخ الشعراوى من الماضى منذ عشرات السنين وطرحها حالياً للنقاش لصنع جدل عقيم وتحميل الراحلين مسئولية فشل المعاصرين لهو النفاق فى قمة زهوه الكاذب ، منافقة كبار رجال الدولة بصنع بحيرة صناعية من الجدل حول اشياء محسومة فى حياتنا لاغراق الناس فيها امر مرير ويدعو الى القلق على مستقبل هذا الوطن الغامض ، القاء طوق نجاة للمواطن فى هذة المرحلة يتطلب نوعاً من الرجال فى الاعلام المرئى والمسموع والصحافة يكونوا على قدر المسئولية وقادرون على اعلان الحقائق والسعى لدى المسئولين لحثهم على الاستجابة لشكوى المواطن الذى يأن تحت وطأة ارتفاع الاسعار وتدهور المعيشة ومستقبل الوطن الاقتصادى الغامض ،نفس هؤلاء لا يدعون البطولة امام اصغر مسئول فاسد فى البلد ، لانهم تربطهم بهم مصالح مادية ومعنوية ويستخدمون بشكل جيد لالهاء المواطن الغلبان الذى لايفيق من المخدرات الفكرية التى تبث وتكتب ليلاً نهاراً ، هؤلاء هم اسود على البسطاء نعام على الفسدة والمرتشين والفاشلين ، الملفات المهمة فى حياتنا كثيرة والتى تستحق القاء الضوء عليها اكثر ، مشهد المعركة التى نصبها صبى المعلم ( عدلى كاسب ) فى فيلم السفيرة عزيزة لالهاء الشرطة عن المعلم ليقوم بتنفيذ مخططه الاجرامى لقتل المدرس والشيخ هو اقرب تصور ومثال عن مايحدث الان فى الاعلام والسوشيل ميديا ، الشيخ الشعراوى وغيرة من الأئمة منذ نزول الاسلام حتى الان لهم الكثير وعليهم القليل ، اجتهدوا وقدموا للامة عصارة فكرهم وخلاصة علمهم ، ومعهم ايضاً علماء من اديان اخرى مسيحية ويهودية فلماذا لا يهاجم الا علماء المسلمين رغم ان لهؤلاء العلماء اللاهوتين فى الاديان الاخرى بعض الاراء التى نتوقف عندها بالفحص والتدبر ، اسألوا اهل الديانات الاخرى عن مشاكلهم التى يعيشونها بسبب تلك الاراء ، اذا كنتم لا تعلمون فتلك مصيبه وان كنتم تعلمون فالمصيبة اكبر ،
سؤال الامام الكبير احيل الاجابة عليه للقائمين على توجيه اعلامنا والى كتابنا الكبار من امثال الناقد الفنى اياه ، رغم انى اعرف الاجابة مسبقاً لكن دعنا عزيزى القارئ نورطهم فى الاجابة ، ايها السادة الكبار من حاملى المباخر ومحترفى فن الالهاء وصانعى اعلام بص العصفورة ، المواطن عنده هموم اخرى دعونا الاول نوفر له حياة كريمة وعندما يتحقق استقراره الانسانى نبدأ فى اقحامه فى اموركم التافهة
يا ايها المذيع والمذيعة
ياايها الصحفى والصحفية
يا ايها الكاتب والكاتبة
دافعوا عن حقوق الغلابة وافتحوا الملفات المسكوت عنها
ورددوا معى قبل يوم الحساب ، رحم الله من اجتهد فاصاب او اخطا من علمائنا
ولعن الله من كذب متعمداً من امثالكم