نودع اليوم عامنا الميلادى 2022 ، الذى كان عاما مليئا بالأفراح والأتراح ، ونحمد الله على نعمة الستر فيه ، اللافت للنظر أن عام 2022 كان عام الأزمات الـ إقتصادية التى ألقت بظلالها على كل دول العالم وعصفت بإقتصاد أعتى الدول ، الحقيقة هناك أرقام كثيرة تخص تصنيف مصر بين دول الشرق الأوسط ، وأيضا كونها ضمن أفضل 10 اقتصادات نموًّا في العالم في 2022 ، وفق صندوق النقد الدولي ، وعلى كل حال فالصندوق له معاييره التى يقيم بها خلاف تقييمنا نحن كأفراد نلتمس الغلاء على أرض الواقع ، وهذا ليس موضوعنا !!
لكن الشىء اللافت للنظر أن مصر فى العام 2022 قد أسهبت فى إنجاز الطرق والكبارى والمحاور التى جاءت تسهيلا للحركة المرورية ، وأنا أرى أن لاتبسطها أكثر من كده ، كفانا طرقا وكبارى ، عسى أن نولى وجهتنا شطر ” الصناعة ” لـ انها حقيقة هى المنقذ لما نحن فيه من أزمات إقتصادية وعجز فى النقد الأجنبى فالصناعة واحدة من أبرز مصادر الدخل القومى المصرى ، خاصة وأنها نافذة مصر للتصدير ” مورد العملة الصعبة ” إلى جانب دخل قناة السويس والسياحة .
عام 2022 أيضا كان عام المؤتمرات والفعاليات ، فيه أطلقت مصر نسخة جديدة من مؤتمر شباب العالم . وأنا أرى إن كانت هناك نية لـ إقامة نسخة جديدة من هذا المؤتمر ، أن يكون هناك تمثيلا حقيقيا للشباب ، وأن تيتم تغيير الوجوه التى إعتدنا رؤيتها ، نريد شباب القرى الكادح المتعطش لفرصة عمل لـ يعرضوا أفكارهم ورؤاهم ومواجهتهم للصعاب والتحديات أمام دولة الرئيس ، لاشباب ” متنشى ” ببيون وكرافت ، فهؤلاء ليسوا شباب مصر ، وإنما هم أصحاب الحظوة والمعارف !! .
فى هذا العام أيضا عقد المؤتمر الاقتصادي مصر 2022 ، وكان الهدف منه إيجاد خريطة طريق لـ إقتصاد أكثر تنافسية ، والحقيقة أن هذا المؤتمر حظى برعاية رئيس الحمهورية ، وشارك فيه نخبة وإن شئا قل ” صفوة ” الخبراء المتخصصين ، ونخبة من كبار الاقتصاديين، والمفكرين ، إضافة إلى رئيس مجلس الوزراء ، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة ، وأعلن خلال المؤتمر عن عدد من الحوافز لقطاع الصناعة والمصدرين ، وبالفعل خرج المؤتمر بتوصيات فى غاية الأهمية وشكلت لجان لـ تنفيذها على أرض الواقع .
لكن أنا دائما وأبدا أرى أن أمثلتنا الشعبية هى عصارة تجارب الشعوب والمثل العامى لدينا يقول ” أسمع كلامك أصدقك .. أشوف أمورك أستعجب “فلم يكد يمر شهر على إنعقاد المؤتمر الـ إقتصادى حتى نتفاجىء بقرار إلغاء الدولة مبادرة دعم الصناعة ، قد يكون للدولة مبرراتها بسبب أزمة كورنا وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية ، وخفض المركزى المصرى لسعر الفائدة ، وإرتفاع أسعار الغذاء والنفط بشكل غير مسبوق ، أيضا لـ توقف سلاسل الإمداد والتموين وارتفاع تكلفة الشحن .. إلخ .
لكن يبدو أن هناك مبادرات أخرى سوف تلحق بمبادرة دعم الصناعة بفائدة 8% التى ألغيت رغم أن الهدف منها هو ” دعم القطاع الصناعي” . مثل مبادرة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بفائدة 5% ، ومبادرة التمويل العقاري بفائدة 3% على مدار 30 عامًا ، ومبادرة للتمويل العقاري الخاص بمحدودي ومتوسطي الدخل في حدود الـ8%، ومبادرة لدعم السياحة ، بناءا على تعليمات الصندوق !! .
ورغم ذلك وحتى لاننظر إلى النصف الفارغ من الكوب ، أكد عام 2022 على قدرة مصر قبول التحدى وتنظيم واحد من أنجح قمم المناخ فى العالم ، حيث إجتازت مصر وبنجاح مهمة تنظيم النسخة الـ 27 من مؤتمر المناخ Cop 27 فى مدينة شرم الشيخ ، وبصرف النظر عن محاولة إختطاف القمة بذريعه ملف ” حقوق الإنسان ” أو إلى النتائج التى حقتتها القمة ، إلا أن مصر غنمت الكثير على مختلف المستويات ” السياسية ـ الإقتصادية ـ الدولية ـ البيئية .. إلخ ” ، يفوق ماتم إنفاقه على تنظيم المؤتمر .
ولما كانت القاهرة واحدة من عواصم العالم المزدحمة بالسيارات ومن الـ آثار السلبية الناتجة عن عوادم السيارات ، أطلقت الدولة أول منظومة للدراجات صديقة البيئة في مصر ، وها نحن ننتظر نجاح التجربة لعل وعسى ، ومن أخبار عام 2022 السارة التى تناقلتها وكالات الأخبار إجراء أول عملية لـ ” زراعة الرئة ” في مصر في مستشفى عين شمس التخصصي ، وأيضا فيها سُجلت “رحلة العائلة المقدسة” إلى مصر على قائمة التراث العالمي لليونسكو . ولايزال الأمل معقود على إفتتاح المتحف المصرى الكبير ” هدية مصر للإنسانية ” رغم الوعود الكثيرة بقرب الـ إفتتاح .
على المستوى الـ إقتصادى أرى أن التخبط سيد الموقف رغم المحاولات المستميتة لـ إصلاح التشوهات فى الإقتصاد ، إلا أن المقياس لدى المواطن العادى هو الـ إرتفاع الـ غير عادى فى أسعار السلع والخدمات ووجود سوق موازية للدولار ، على الرغم من أننا توسمنا خيرا بتعيين د. حسن عبدالله محافظا جديدا للمركزى المصرى ، خلفا لـ طارق عامر ، لكن على مايبدو أن الأزمه بين روسيا وأوكرانيا أكبر من أن تتحملها إقتصاديات الدول النامية , وبنظرة متأنيه لـ أسعار الذهب ، والدولار ، والعملات الأجنبيه ، واللحوم ، والأسماك ، والدواجن ، أسعار الدولار ، وأخبار الرياضة ” خاصه بعد متابعه كأس العالم فى قطر ، وهذا التنظيم المذهل الذى شرف العرب ، تصاب بخيبه أمل على تلك الأخبار .
ولا يفوتنا قبل أن نودع 2022 ان نعزى الشعب البريطانى فى وفاه الملكه اليزابيث ، ونبارك لدول الأمارات المتحدة ، والمملكة السعودية على ماحققوه من إنجازات فى 2022 ؛ وأأمل أن لايسحب البساط من تحت أقدامنا أكثر مماحدث فى العام 2022 فى مجالات” الفن ـ والأعلام ـ والسياحه ـ والمهرجانات ـ والمؤتمرات .. وغيرها ” لـ أنها منحوته بإسم مصر . Made in Egypt .
وبعيدا عن الهرى على الـ Social Media وعن أشخاص أعزاء علينا فقدناهم ، ندعوا الله أن يجنبا الفتن ماظهر منها ومابطن وأن يعم الخير والسلام مصرنا وسائر بقاع العالم ، وأن تنعم بنهمه الامن والامان ؛ وان يحفظ أسرتى وأولادى ، وإن شاء الله 2023 تكون الـ ” أحلى ” .