الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب :  ‮‬خلوا بالكو من تالجو‮!!

الكاتب الصحفي
عصام عمران
فى مطلع تسعينيات القرن الماضى‭ ‬أى منذ ‮٠٣ ‬عاما تقريبا كنت كثير السفر إلى‮ »‬البلد‮« ‬فى سوهاج حيث الأسرة والأهل وكذلك الأقصر حيث‮ »‬خطيبتى‮« ‬وأهلى أيضاً‮ ‬ورغم رخص سعر تذكرة الطائرة فى ذلك الوقت ‮٠١١ ‬جنيهات للتذكرة ذهابا وعودة إلا اننى كنت أعشق السفر بالقطار خاصة الاسبانى الذى تم تسييره لأول مرة على خط القاهرة‮ – ‬أسوان وكانت تذكرة الدرجة الأولى لا تتعدى ‮٠٣ ‬جنيهاً‮ ‬أى والله ‮٠٣ ‬جنيها فقط ولن أبالغ‮ ‬إذا قلت ان مستوى عربات القطار الاسبانى كانت تفوق مستوى مقاعد الطائرة علاوة على الخدمة المتميزة داخل القطار الذى كان‮ ‬يقطع المسافة من القاهرة إلى الأقصر فى‭ ‬أقل من ‮٨ ‬ساعات وهو شىء من الخيال فى ذلك الوقت حيث كانت القطارات العادية تستغرق أكثر من ‮٢١ ‬ساعة فى نفس المسافة‮!!‬
‮> ‬أقول ذلك بمناسبة تسيير أول رحلة لقطار‮ »‬تالجو‮« ‬الاسبانى مؤخراً‮ ‬بين القاهرة والاسكندرية كمرحلة أولى‮ ‬يتبعها تسيير القطار على خط الصعيد فور وصول المزيد من القطارات الاسبانية الحديثة التى وصفها البعض بأنها أجمل من الطائرات أيضاً‮ ‬من حيث مستوى الخدمة والنظافة علاوة على سرعة سير القطار الذى‮ ‬يقطع المسافة ما بين الاسكندرية والقاهرة فى‭ ‬أقل من ساعتين وهذا إنجاز مهم نحتاجه أيضاً‮ ‬على خط الصعيد خاصة ان القطارات الحالية تقطع المسافة ما بين القاهرة والأقصر فى‭ ‬أكثر من ‮٠١ ‬ساعات بسبب الاصلاحات التى تنفذها وزارة النقل فى منظومة السكة الحديد خاصة الاشارات الالكترونية‮.‬
‮> ‬جميل أن‮ ‬يتم تسيير قطارات حديثة بهذا المستوى على خطوط السكة الحديد سواء فى الوجه البحرى أو الوجه القبلى ولكن الأهم أن‮ ‬يتم المحافظة على مستوى هذه القطارات ونظافتها وهذا الأمر‮ ‬يتطلب مراقبة قوية من الجهات المسئولة سواء فى السكة الحديد أو شرطة النقل والمواصلات علاوة على وعى المواطن أو الراكب نفسه وتعريفه بأن هذا المرفق له ولأولاده من بعده ويجب المحافظة عليه واستخدامه بشكل‮ ‬يجعله‮ ‬يبقى‭ ‬أطول فترة ممكنة حتى لا‮ ‬يكون مصير‮ »‬تالجو‮« ‬كما هو الحال بالقطار المجرى والاسبانى والفرنساوى وغيرها من أنواع القطارات التى تراجع مستواها نظراً‮ ‬لسوء استخدامها رغم المحاولات المضنية من السكة الحديد على تطويرها وتحديثها ولكن لم تعد القطارات الاسبانية تحديدا كما كانت عليه عند دخولها الخدمة فى مطلع تسعينيات القرن الماضى وهو ما نخشى أن‮ ‬يؤول إليه مصير قطار‮ »‬التالجو‮« ‬الذى تنتجه شركة‮ »‬تالجو‮« ‬الاسبانية ويتكون من ‮٥١ ‬عربة وبسرعة تزيد على ‮٠٦١ ‬كم فى الساعة ويقوده جرار أمريكى حديث‮ »‬PRL‮« ‬ومزود بخدمة فندقية فاخرة وشاشات عرض وإنذار حريق وخدمة‮ »‬wifi‮« ‬وأنظمة هوائية لامتصاص الاهتزازات إضافة إلى مقاعد ودورات مياه مجهزة لذوى الهمم وهو ما‮ ‬يدعونا للحفاظ عليه وهى مسئولية مشتركة بين الحكومة والمواطن صاحب المصلحة الأولى فى استمرار القطار بكامل هيئته وخدمته المتميزة حتى ولو كانت الأسعار زيادة حبتين‮!!‬
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.