هناك الكثير من المواقف والقرارات التي اتخذها الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ ظهوره على الساحة السياسية خلال العقد الأخير تؤكد مدى وطنيته وإخلاصه لهذا البلد وأهله ، وتقديم الغالى والنفيس من أجل إنقاذ الوطن والمواطن المصرى والعبور بسفينة البلاد إلى بر الأمان وإعادة مصر إلى المكان والمكانة اللائقة بها بين الأمم، ولكننى سوف أتوقف هنا أمام 3 مواقف فعلها القائد عبدالفتاح السيسي ، أثنين منها قبل توليه مسئولية قيادة البلاد والأخر بعد تكليفه من الشعب بتولى رئاسة الجمهورية ، وهو ما يجب أن نتذكره جميعا ولا يغيب عنا طرفة عين حتى نكون منصفين ولا ننساق وراء المشككين والمغرضين ونحكم على الأمور بدون علم سواء بقصد او عن جهل .
الموقف الأول الذي فعله الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربى القائد العام للقوات المسلحة ، كان في عهد حكم جماعة الأخوان الإرهابية ، ففي الوقت الذي ظن فيه الجميع أن الإرهابية أحكمت سيطرتها على البلاد وفي طريقها لأخونة الدولة ، بل وبيعها من خلال التفريط في جزء غال من أرض الوطن وتحديدا سيناء الغالية وقناة السويس ، كان قرار وزير الدفاع الذي يلغى قرار رئيس جمهورية الأخوان ، والذي يحظر تملك الأراضى في سيناء إلا للمواطنين المصريين أبا عن جد مع منع بيع أي أراضى أو مساحات بطول شط القناة نهائيا سواء المصريين أو الأجانب ووقتها أيقنا جميعا أن الجيش وقائده كعهدنا بهم مع مصر والمصريين ولن يتركونا فريسة للجماعة وأعوانها في الداخل والخارج مهما كانت التحديات والتضحيات .
الموقف الثانى كان ذلك القرار التاريخى الذي اتخذه أيضا الفريق أول عبدالفتاح السيسى الذي انحاز هو وجيشنا العظيم وشرطتنا الوطنية إلى قوى الشعب الذي خرج بالملايين ملأوا الميادين خلال ثورتنا العظيمة في الثلاثين من يونيو 2013، وكان بيان الثالث من يوليو 2013 والذي ألقاه القائد العام بنفسه في إشارة إلى تحمله المسئولية كاملة واستعداده للتضحية بنفسه ومعه أبطالنا في الجيش والشرطة من أجل تحقيق مصلحة المواطن وإنقاذ الوطن مما كان يحاك ضده في العلن قبل الخفاء !!
وبعد هذين الموقفين أو القرارين التاريخيين أصبح الفريق أول عبدالفتاح السيسي ولا يزال زعيما وطنيا ليس في نظر المصريين فقط وإنما من وجهة نظر الملايين من المواطنين في شتى أرجاء الوطن العربى ولن أبالغ إذا قلت في العالم حيث أشاد الجميع بذلك الموقف البطولى الذي اتخذه وزير الدفاع من أجل حماية بلاده وأهله من المواطنين المصريين ، وهو ما جعل الملايين من المصريين يخرجون إلى شتى الشوارع والميادين مطالبين المشير عبدالفتاح السيسي باستكمال المسيرة وتحمل مسئولية قيادة البلاد في ظل الظروف الصعبة التى كانت تمر بها المنطقة من صراعات وانقسامات ومؤامرات كانت تستهدف اسقاط دول المنطقة واحدة تلو الأخرى من خلال تفتيت مؤسساتها الوطنية وإضعافها .
وبالفعل استجاب المشير السيسى لنداء المصريين وبادر بتحمل مسئولية قيادة سفينة البلاد في ظل شدة الأمواج والعواصف التي كانت تحيط بها داخليا وخارجيا ، لكنه فضل المواجهة والحسم منذ اليوم الأول من تحمل المسئولية ولم يهادن أو يمسك العصا من المنتصف ، ولم يلجأ للمسكنات أو الحلول ذات اللون الرمادى، خاصة فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب وأهل الشر، ثم كان قراره الأهم بمواجهة الأزمات الاقتصادية التي تواجه البلاد وفضل أيضا الإصلاح الشامل وعدم اللجوء إلى المسكنات كما كان يحدث من قبل واستطاع بفضل من الله ثم دعم المخلصين من أبناء هذا الشعب تجاوز عنق الزجاجة، وحدث تحسنا كبيرا في الأقتصاد وباتت التجربة المصرية مثالا يحتذى به في شتى بلدان العالم ومثار إعجاب وإشادة من كافة الهيئات والمنظمات الدولية المتخصصة في الاقتصاد والاستثمار، وحتى في ظل أزمة “كورونا” التى ضربت العالم خلال السنوات الثلاث الأخيرة كانت مصر من الدول القلائل التي نجحت وعبرت الأزمة بنجاح شهد به الجميع في الداخل قبل الخارج ثم كانت الأزمة الروسية الأوكرانية والتي ألقت بظلالها على كافة دول العالم المتقدم منها قبل النامى وهو ما أثر سلبا على كبريات الاقتصاديات العالمية وبالطبع ، لم تكن مصر في معزل عن العالم وتأثرت أيضا بتداعيات تلك الأزمة الطاحنة ومع ذلك اتخذت القيادة السياسية والحكومة العديد من الخطوات والإجراءات التي من شأنها التخفيف عن كاهل المواطنين خاصة فيما يتعلق بارتفاع الأسعار ونستطيع القول أن الأمور في مصر أقل ضررا وسوءا عما هو الحال في معظم دول العالم ويكفى أن كل السلع الأساسية متوافرة ومتاحة للجميع وإن كانت الأسعار زادت خاصة في ظل جشع وطمع بعض التجار وأصحاب المحلات وهو ما يجب أن تواجهه الحكومة بكل حسم وحزم حتى تمر الأزمة العالمية ويعود الاستقرار للأسواق والمنازل أيضا .