حنان خيري تكتب : “ولاد الأصول كنز لغيرهم… وتعب لأنفسهم”

في الحقيقة مازال هناك أناس حولنا لا نلتفت إليهم يكونون بجانبك في كل المواقف الصعبة القاسية والأزمات المفاجئة ..وهكذا تجدهم في الفرح يتلاحمون معك بسلاسة وبساطة ونفس صافية ومشاعر صادقة.. وتمر الأيام ولا يتخلون عنك وتجدهم دائما في لحظات عسيرة دون نداء لهم يتصلون بك قبل أن تفكر في الاستعانة بهم..

سبحان الله على ” ولاد الأصول” أصحاب القلوب الطيبة والنفوس الشفافة والعطاء الإنساني ألمشحون بالألفة والمودة و المشاركة التى تبعث الأمل والراحة في أوقات تختنق فيها باليأس والإحباط.
توقفت في الفترة الماضية لأستمع وأرصد وأتابع حالات ومواقف ومشاكل وردود أفعال منها المحمود ومنها السئ.. وكانت الصورة المؤكدة لنماذج من الناس الذين لا يعرفون إلا الحق في الكلام والجدية في المواقف والمساندة بكل رضا وجهد..

وعندما تسترجع الأحداث التى تمر بها تكتشف ان هناك بشر كنوز َمهما يتم تقييمهم تجدهم أغلى من الماس بتلقائية أسلوبهم وحسن تصرفاتهم و معاملاتهم ومصداقية مشاعرهم وتواصلهم بطيب خاطر وشجاعة مهذبة..
بصراحة .. الأحداث التى شاهدتها وتابعت العديد من الحكايات سواء من خلال برامج التوك شو.. او شبكات التواصل.. او معاملاتي واستماعي لحالات ونماذج من الأهل والأصدقاء والزملاء وغير ذلك من الرؤى التى تعودت عليها وأصبحت جزء مني بسبب ذوباني وقناعاتي بروعة مهنتي التى جعلتني أقف أتابع وألاحظ ليخزن عقلي ويشعر قلبي بخبايا النفوس التى تطفئ نور القلوب .. سجنت بقلمي بنات أفكاري إلى أن تتضح الصورة الإنسانية التى كانت ممزقة أمامي فكان لابد من إضاءة الحقيقة التى شوهت العلاقات الاجتماعية و الإنسانية ..فأتضح أن كل من أتبع ارتداء قناع الكذب والنفاق والأخطاء والتسلق والانقياد وراء الشائعات والمصالح الخاصة والسعي وراء التفكك الأسرى والفساد الاجتماعي.. دون النظر إلى الأضرار التى تقع على الآخرين والأذي الذي يواجهه المجتمع في كافة الأمور الحياتية.؟؟
أخيرا هرب قلمي من سجنه ليصرخ من آلام يشكو منها “ولاد الأصول الكنوز لغيرهم ولمجتمعهم.. لكن لنفسهم تعب”
ومع ذلك الأمل موجود بعقول وقلوب ونفوس ولاد الأصول.