
إن الإبداع الحقيقي يعد من أسمى الأعمال الأدبية والفكرية التي تنطلق منها أشعة النور لتحلق في هذا الكون الفسيح وتلامس النفس الإنسانية الباحثة دائما عمن يعبر عنها ويصف مشاعرها خلال أطوار حياتها وتقلبات الأيام التي تفرض نفسها بقوة فتجعل الإنسان دائما في حالة تساؤل مستمر وحاجة إلى الإفصاح ، وكما يقال ، فإن الشعر ديوان العرب وسيظل مدى الحياة لأنه هو الفن الذي يسلب النفس بموسيقاه ومعانيه وصوره وخيالاته ، وبدون التقاء النفس بهذا الخيال الرحب تصبح مثل الصحراء الجرداء ، تعاني وتقاسي من رتابة الحياة وتجمدها ، بل يصبح الإنسان نفسه ألة صماء لا يميزه عن الجماد سوى التحرك في نطاق مرسوم ومحدد لا يستطيع الخروج عنه .
ومن الشعراء المعاصرين الذين أثبتوا وجودهم بقوة على الساحة الثقافية والإبداعية ، هذا المعلم والمربي الفاضل الشاعر جمال ربيع ، فقد لفت أنظار الأدباء والنقاد ومتذوقي الشعر والأدب من خلال حضوره ومشاركاته المتواصلة بأكبر المؤسسات والصالونات الأدبية بالقاهرة وخارجها ، وأثنى عليه كل من سمعه أو قرأ من أشعاره ، وقد أضاف له عمله الأكاديمي الكثير حيث يعمل معلما لمادة الرياضيات ، تلك المادة التي تقوم على الدقة والمقدمات والنتائج والأدلة والبراهين بالإضافة إلى موهبته الفطرية الأصيلة ، وقد أصدر الشاعر جمال ربيع عدة دواوين لاقت نجاحا وتوفيقا واستحسانا .
