عبد الناصر البنا يكتب : سيدات فى القصر ( 2 ــ 4 )

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
لسوء حظ الحاجه نجلاء علي محمود أو ” أم أحمد” أرملة الرئيس محمد مرسى العياط أن تأتى خلفا لـ سوزان مبارك أو ” الهانم ” وهو اللقب الذى كانت تلقب به سوزان مبارك فى الأوساط السياسية . سوزان ثابت صالح هى المرأة التى حكمت مصر هى وإبنها جمال مبارك طوال العشر سنوات الأخيرة من حكم زوجها الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك .
الرئيس محمد حسنى مبارك الذى لايمكن لـ أحد أن يزايد على وطنيته ، وعن كونه صاحب الضربة الجوية الأولى فى حرب أكتوبر المجيدة ، هو الرئيس الرابع لجمهورية مصر العربية ، إعتلى سدة الحكم فى مصر عقب إغتيال الرئيس محمد أنور السادات ” رحمه الله ” فى أكتوبر عام 1981 . وأجبر على التنحى عن الحكم فى الـ 11 فبراير 2011 مجنبا البلاد فتنة السقوط فى حرب أهلية لابعلمها إلا الله . والحق أقول أن هذا يعد تجسيدا حقيقيا لما تحمله كلمة ” الوطنية ” من معانٍ . على الرغم من كونى واحدا من ضحايا الفساد فى عهده !!
تنحى الرئيس مبارك عن الحكم بعد أن كسب تعاطف الجماهير المصرية فى كل الميادين ، فى خطابه الأخير قبل التنحى الذى جاء فيه ” إن هذا الوطن العزيز هو وطنى ، فيه عشت وحاربت من أجله ، ودافعت عن أرضه وسيادته ، ومصالحه ، وعلى أرضه أموت ، وسيحكم التاريخ على وعلى غيرى بما لنا أو علينا ، إن هذا الوطن باق والأشخاص زائلون .. إلخ ” .
وسرى الخطاب فى نفوس المعتصمين سريان النار فى الهشيم ، وتعاطفوا معه بل وبدأ عددا كبيرا منهم فى الإنصراف من الميدان ، لولا مجاملة جاءت غير محسوبة العواقب من بعض مؤيدى الرئيس مبارك الذين إستأجروا بعض البلطجية والمسجلين خطر لـ إقتحام الميدان والإشتباك مع المعتصمين وإرغامهم على الرحيل وترك الميدان بالقوة ، فيما عرف بإسم “موقعة الجمل” والتى راح ضحيتها 14 قتيلا و 1500 مصابا ، وكانت نقطة فاصلة فى ثوره 25 يناير . وكانت سببا فى المطالبة برحيل مبارك ، وإسقاط نظامه !!
أما سوزان مبارك أو سيدة مصر الأولى فقد لعبت دوراً اجتماعياً كبيرا في مصر ، وكانت تشبه في مظهرها العديد من السيدات الأولى في العالم ، من حيث الأناقة والبذخ على المظهر والهندام الذى يتم إختياره من أرقى بيوت الأزياء العالمية فى باريس ولندن .. وغيرها ، مستعينة ببعض المستشارين ويأتى فى مقدمتهم وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسنى الذى شغل المنصب لـ 28 عاما متتالية ، وهو يعد واحدا من المقربين من أسرة مبارك وحامل أسرارها .
فى العام 1977 حصلت ” سوزان ثابت صالح ” على على درجة الماجستير فى علم الاجتماع من الجامعة الأمريكية ، وهى نفس الجامعة التى تخرجت فيها ، وبدأت تقدم نفسها للمجتمع من خلال العمل الاجتماعى فى مجال حقوق المرأة والطفل ، ومجال القراءة ومحو الأمية ، حيث ترأست المركز القومى للطفولة والأمومة ، واللجنة القومية للمرأة المصرية ، جمعية الهلال الأحمر المصرى ، وأسست جمعية الرعاية المتكاملة لتقديم الخدمات المتنوعة والمختلفة فى كافة المجالات .
وفى عام 1993 رأت لنفسها دورًا أكبر ، فأسست المشروع الذى سيَدخل اسمها وصورتها إلى كل بيت وهو ” مشروع مكتبة الأسرة ” الذى يحمل صورة للسيدة الأولى مصحوبة بعباراتها التى ترددها فى كل عام عند افتتاح مهرجان ” القراءة للجميع ” . الذي عملت أيضا على تفعيله ، ونجح بشكل كبير جدا ، وكان مشروعا رائعا ، إلى جانب مكتبة الأسرة التي احتوت على أمهات الكتب ، ومن هنا كانت القراءة هى المفتاح الذى أرادت سوزان مبارك أن تدخل من خلاله إلى داخل البيوت المصرية . والحقيقة أنها اهتمت بالثقافة والصحة ، وكل ما يهم المواطن المصرى على أرض الواقع .
سوزان ثابت صالح كانت وما زالت لغزا محيرا للمتأمل فى سيرتها الذاتيه ، خاصة وأن البعض اعتبرها أحد عوامل سقوط نظام مبارك ، نظرا لما عُرف عنها بالتدخل فى أدق تفاصيل الحكم ، ورغبتها فى السيطرة على مجريات الأمور استعدادا لتجهيز نجلها ” جمال ” الذى تدرج فى الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم حتى وصل لـ منصب الأمين العام للجنة السياسات ، استعدادا لخلافة والده على كرسى الحكم ، وبالفعل بدأت فى تحضيره لرئاسة مصر مع ظهور إعلامي مكثف ، وحضور فعاليات سياسية وحزبية رسمية ، والحقيقة أن جمال كان صاعدا بسرعه الصاروخ ، وهذا الأمر شغل المجتمع المصرى بمختلف أطيافه طوال السنوات العشر الأخيرة من حكم مبارك .
ووفقا لـ تقارير صحفية نشرت على فترات متقطعة عقب الإطاحة بعائلة مبارك ، فإن سوزان مبارك كانت تتدخل
فى اختيار الوزراء وكبار المسئولين فى الدولة ، ومع الوقت تكشف ما كانت تصبو إليه السيدة الأولى ، إنها تحلم
أن تنتقل من لقب “قرينة الرئيس” ، لتصبح” الملكة الأم” . ولذا حاولت أن تقصى كل الرجال الذين قد يقفوا أمام
حلمها ، أمثال المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع ، وإثنين من أشد المقربين للرئيس مبارك وهم من أبناء قنا
اللواء عمر سليمان وأبو الوفا رشوان السكرتير الخاص للرئيس ، والدكتور أسامة الباز الذى أبعدته أيضا لأنها رأت
أنه قد يقف أمام حلم ” التوريث” ، وبدأت بالتوازى مع ذلك فى زيادة حصة نفوذ ” أهل الثقة ” ممن ضمنت ولاءهم
لحلمها الجديد ، مثل الدكتور زكريا عزمى ، رئيس ديوان رئيس الجمهورية ، والوزير أنس الفقى ، والوزيره عائشة
عبدالهادى ،
وإن كان للبعض رأى آخر فى مسألة التوريث ، كونها مجرد لعبة مخابراتية مدروسة جيداً من قوى أجنبية ، ومن
الإخوان ، وبعض قوى المعارضة في الداخل ، للتأثير على الرأي العام ، وإثارته وتأجيج الشارع لإزاحة مبارك عن
السلطة” . لكن على أيه حال بإعتقادى أنه لولا ثوره 25 يناير 2011 كنا قد إستيقظنا صباح يوم ، وأمامنا جمال
مبارك رئيسا لمصر ، ورضى من رضى .. وأبى من أبى ، والمثل يقول : الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا ، والمطبلاتيه
وجهابزة ونرزية القوانين موجودين وعلى قفا من يشيل ، بل وعلى أهبة الإستعداد وفى كل زمان ومكان !!
بقى أن أشير إلى أن حرس “الهانم” كان أشد شراسة وقوة من الحراسة المخصصة للرئيس نفسه ، ولدى
العديد من المواقف التى شهدتها بعينى ، أثناء قيامى بالتغطية الـ إعلامية لأنشطتها ، ولايسع المقام لذكرها ،
كما أن هناك العشرات من المواقف التى تدلل على أنها لاتقبل من السيدات إلا من تؤدى فروض الولاء والطاعة
لها ، وكان الجميع فى المجلس القومى للمرأة يقبلوا أيديها ، حتى أن بعض التقارير الصحفية وصفتها بالغرور
والتعالى ويقال عن ” الهانم ” أنها كانت تكره المحجبات ، ولاتقربهم من مجلسها !!
وأختتم بقول الله تعالى ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ
مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ . هكذا الدنيا إرتفعت سوزان مبارك بأحلامها حتى عانقت عنان
السماء ، ثم هوت إلى الأرض ، وتحولت هذه الأحلام إلى سراب وكابوسا بطارد السيده التى كانت الأولى
2 تعليقات
  1. غير معروف يقول

    رحم الله الوزير عمر سليمان….الثعلب

  2. غير معروف يقول

    رحم الله الوزير عمر سليمان…هو من أنقذ مصر من الفوضى….مليون تحيه للمشير طنطاوى….. وحفظ الله عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر شامخا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.