لسوء حظ الحاجه نجلاء علي محمود أو ” أم أحمد” أرملة الرئيس محمد مرسى العياط أن تأتى خلفا لـ سوزان مبارك أو ” الهانم ” وهو اللقب الذى كانت تلقب به سوزان مبارك فى الأوساط السياسية . سوزان ثابت صالح هى المرأة التى حكمت مصر هى وإبنها جمال مبارك طوال العشر سنوات الأخيرة من حكم زوجها الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك .
الرئيس محمد حسنى مبارك الذى لايمكن لـ أحد أن يزايد على وطنيته ، وعن كونه صاحب الضربة الجوية الأولى فى حرب أكتوبر المجيدة ، هو الرئيس الرابع لجمهورية مصر العربية ، إعتلى سدة الحكم فى مصر عقب إغتيال الرئيس محمد أنور السادات ” رحمه الله ” فى أكتوبر عام 1981 . وأجبر على التنحى عن الحكم فى الـ 11 فبراير 2011 مجنبا البلاد فتنة السقوط فى حرب أهلية لابعلمها إلا الله . والحق أقول أن هذا يعد تجسيدا حقيقيا لما تحمله كلمة ” الوطنية ” من معانٍ . على الرغم من كونى واحدا من ضحايا الفساد فى عهده !!
تنحى الرئيس مبارك عن الحكم بعد أن كسب تعاطف الجماهير المصرية فى كل الميادين ، فى خطابه الأخير قبل التنحى الذى جاء فيه ” إن هذا الوطن العزيز هو وطنى ، فيه عشت وحاربت من أجله ، ودافعت عن أرضه وسيادته ، ومصالحه ، وعلى أرضه أموت ، وسيحكم التاريخ على وعلى غيرى بما لنا أو علينا ، إن هذا الوطن باق والأشخاص زائلون .. إلخ ” .
وسرى الخطاب فى نفوس المعتصمين سريان النار فى الهشيم ، وتعاطفوا معه بل وبدأ عددا كبيرا منهم فى الإنصراف من الميدان ، لولا مجاملة جاءت غير محسوبة العواقب من بعض مؤيدى الرئيس مبارك الذين إستأجروا بعض البلطجية والمسجلين خطر لـ إقتحام الميدان والإشتباك مع المعتصمين وإرغامهم على الرحيل وترك الميدان بالقوة ، فيما عرف بإسم “موقعة الجمل” والتى راح ضحيتها 14 قتيلا و 1500 مصابا ، وكانت نقطة فاصلة فى ثوره 25 يناير . وكانت سببا فى المطالبة برحيل مبارك ، وإسقاط نظامه !!
أما سوزان مبارك أو سيدة مصر الأولى فقد لعبت دوراً اجتماعياً كبيرا في مصر ، وكانت تشبه في مظهرها العديد من السيدات الأولى في العالم ، من حيث الأناقة والبذخ على المظهر والهندام الذى يتم إختياره من أرقى بيوت الأزياء العالمية فى باريس ولندن .. وغيرها ، مستعينة ببعض المستشارين ويأتى فى مقدمتهم وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسنى الذى شغل المنصب لـ 28 عاما متتالية ، وهو يعد واحدا من المقربين من أسرة مبارك وحامل أسرارها .
فى العام 1977 حصلت ” سوزان ثابت صالح ” على على درجة الماجستير فى علم الاجتماع من الجامعة الأمريكية ، وهى نفس الجامعة التى تخرجت فيها ، وبدأت تقدم نفسها للمجتمع من خلال العمل الاجتماعى فى مجال حقوق المرأة والطفل ، ومجال القراءة ومحو الأمية ، حيث ترأست المركز القومى للطفولة والأمومة ، واللجنة القومية للمرأة المصرية ، جمعية الهلال الأحمر المصرى ، وأسست جمعية الرعاية المتكاملة لتقديم الخدمات المتنوعة والمختلفة فى كافة المجالات .
وفى عام 1993 رأت لنفسها دورًا أكبر ، فأسست المشروع الذى سيَدخل اسمها وصورتها إلى كل بيت وهو ” مشروع مكتبة الأسرة ” الذى يحمل صورة للسيدة الأولى مصحوبة بعباراتها التى ترددها فى كل عام عند افتتاح مهرجان ” القراءة للجميع ” . الذي عملت أيضا على تفعيله ، ونجح بشكل كبير جدا ، وكان مشروعا رائعا ، إلى جانب مكتبة الأسرة التي احتوت على أمهات الكتب ، ومن هنا كانت القراءة هى المفتاح الذى أرادت سوزان مبارك أن تدخل من خلاله إلى داخل البيوت المصرية . والحقيقة أنها اهتمت بالثقافة والصحة ، وكل ما يهم المواطن المصرى على أرض الواقع .
سوزان ثابت صالح كانت وما زالت لغزا محيرا للمتأمل فى سيرتها الذاتيه ، خاصة وأن البعض اعتبرها أحد عوامل سقوط نظام مبارك ، نظرا لما عُرف عنها بالتدخل فى أدق تفاصيل الحكم ، ورغبتها فى السيطرة على مجريات الأمور استعدادا لتجهيز نجلها ” جمال ” الذى تدرج فى الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم حتى وصل لـ منصب الأمين العام للجنة السياسات ، استعدادا لخلافة والده على كرسى الحكم ، وبالفعل بدأت فى تحضيره لرئاسة مصر مع ظهور إعلامي مكثف ، وحضور فعاليات سياسية وحزبية رسمية ، والحقيقة أن جمال كان صاعدا بسرعه الصاروخ ، وهذا الأمر شغل المجتمع المصرى بمختلف أطيافه طوال السنوات العشر الأخيرة من حكم مبارك .
ووفقا لـ تقارير صحفية نشرت على فترات متقطعة عقب الإطاحة بعائلة مبارك ، فإن سوزان مبارك كانت تتدخل
فى اختيار الوزراء وكبار المسئولين فى الدولة ، ومع الوقت تكشف ما كانت تصبو إليه السيدة الأولى ، إنها تحلم
أن تنتقل من لقب “قرينة الرئيس” ، لتصبح” الملكة الأم” . ولذا حاولت أن تقصى كل الرجال الذين قد يقفوا أمام
حلمها ، أمثال المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع ، وإثنين من أشد المقربين للرئيس مبارك وهم من أبناء قنا
اللواء عمر سليمان وأبو الوفا رشوان السكرتير الخاص للرئيس ، والدكتور أسامة الباز الذى أبعدته أيضا لأنها رأت
أنه قد يقف أمام حلم ” التوريث” ، وبدأت بالتوازى مع ذلك فى زيادة حصة نفوذ ” أهل الثقة ” ممن ضمنت ولاءهم
لحلمها الجديد ، مثل الدكتور زكريا عزمى ، رئيس ديوان رئيس الجمهورية ، والوزير أنس الفقى ، والوزيره عائشة
عبدالهادى ،
وإن كان للبعض رأى آخر فى مسألة التوريث ، كونها مجرد لعبة مخابراتية مدروسة جيداً من قوى أجنبية ، ومن
الإخوان ، وبعض قوى المعارضة في الداخل ، للتأثير على الرأي العام ، وإثارته وتأجيج الشارع لإزاحة مبارك عن
السلطة” . لكن على أيه حال بإعتقادى أنه لولا ثوره 25 يناير 2011 كنا قد إستيقظنا صباح يوم ، وأمامنا جمال
مبارك رئيسا لمصر ، ورضى من رضى .. وأبى من أبى ، والمثل يقول : الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا ، والمطبلاتيه
وجهابزة ونرزية القوانين موجودين وعلى قفا من يشيل ، بل وعلى أهبة الإستعداد وفى كل زمان ومكان !!
بقى أن أشير إلى أن حرس “الهانم” كان أشد شراسة وقوة من الحراسة المخصصة للرئيس نفسه ، ولدى
العديد من المواقف التى شهدتها بعينى ، أثناء قيامى بالتغطية الـ إعلامية لأنشطتها ، ولايسع المقام لذكرها ،
كما أن هناك العشرات من المواقف التى تدلل على أنها لاتقبل من السيدات إلا من تؤدى فروض الولاء والطاعة
لها ، وكان الجميع فى المجلس القومى للمرأة يقبلوا أيديها ، حتى أن بعض التقارير الصحفية وصفتها بالغرور
والتعالى ويقال عن ” الهانم ” أنها كانت تكره المحجبات ، ولاتقربهم من مجلسها !!
رحم الله الوزير عمر سليمان….الثعلب
رحم الله الوزير عمر سليمان…هو من أنقذ مصر من الفوضى….مليون تحيه للمشير طنطاوى….. وحفظ الله عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر شامخا