الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : المتحف الكبير.. ‬والحلم الأكبر‮ !!‬

 

الكاتب الصحفي
عصام عمران

تمتلك مصر العديد من المقومات التى تجعلها واحدة من أكبر دول العالم وأكثرها استقبالاً‮ ‬للسائحين والزائرين إن لم تكن أولى هذه الدول حيث تتنوع المقاصد والمواقع السياحية ما بين الثقافية والأثرية والعلاجية ناهيك عن المناخ المعتدل طوال العام علاوة على سياحة المؤتمرات التى شهدت طفرة هائلة خلال العقد الأخير وتحديداً‮ ‬منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم قبل ‮٨ ‬سنوات‮.‬
وتستعد أم الدنيا حالياً‮ ‬لحدث عالمى فريد سيكون محط أنظار مختلف دول العالم النامى قبل الغنى ألا وهو افتتاح أكبر متحف للآثار فى العالم والذى يقام على مساحة ‮٧١١ ‬فداناً‮ ‬بميدان الرماية ويضم أكثر من مائة ألف قطعة أثرية مهمة تحكى تطور الحضارة الفرعونية فى مقدمتها مجموعة أثار الفرعون الصغير أو الملك الذهبى توت عنغ‮ ‬آمون والتى تضم ‮٠٥٥ ‬قطعة أثرية نادرة فى القلب منها القناع الذهبى الذى يعد القطعة الأثرىة الأهم والأجمل فى العالم إضافة إلى آلاف القطع الأثرية الأخرى لملوك وملكات فراعنة مصر العظام وفى مقدمتها تمثال الملك رمسيس الثانى الذى تم وضعه فى المدخل الرئيسى للمتحف ليكون فى استقبال الآلاف بل الملايين من زوار هذا المتحف الضخم والأكبر فى العالم‮.‬
وأهمية المتحف ليست قاصرة فقط على ضخامته واتساع مساحته أو حتى ما يحويه من آلاف القطع الأثرية النادرة وإنما يكتسب المتحف أهمية خاصة نظراً‮ ‬لموقعه المتميز حيث يقع فى مواجهة أهرامات الجيزة الخالدة وأهم عجائب الدنيا القديمة بل والحديثة أيضاً‮ ‬وعلى مقربة من منطقة آثار سقارة ودهشور وهو ما جعل الشركة التى فازت بتصميم مبنى المتحف تلجأ إلى إدخال أهرامات الجيزة كجزء من المبنى وهو ما ميزه عن بقية التصميمات الأخرى وتفوز بالمسابقة التى نظمتها وزارة الثقافة حينذاك‮.‬
لهذه الأسباب وغيرها الكثير فإن افتتاح المتحف المصرى الكبير المقرر له مطلع العام المقبل يعد حدثا عالمياً‮ ‬ينتظره الملايين حول العالم خاصة عشاق ومريدى الحضارة الفرعونية العريقة وهو ما يضعنا كدولة أمام تحد كبير لإخراج هذا الحدث بالشكل اللائق والمتناسب وقيمة ما يحويه من كنوز أثرىة فريدة وكذلك وقيمة وقامة مصر أرض الحضارة والتاريخ العريق.‬
أعلم أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يولى اهتماماً‮ ‬كبيراً‮ ‬بهذا الحدث ويتابع كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالمتحف خاصة فيما يتعلق بسيناريو العرض المتحفى وتطوير المنطقة المحيطة بالمتحف وإزالة العشوائيات مع تمهيد وإعداد الطرق المؤدية إلى المتحف من شتى المحاور للتيسير على الزائرين سواء المصريين أو الأجانب الذين سيأتون من مختلف بلدان العالم لزيارة أكبر متحف فى العالم وهو ما جعل للدولة ممثلة فى وزارة الطيران المدنى تنشىء مطار سفنكس الدولى بطريق الاسكندرىة الصحراوى وعلى بعد ‮٠٢ ‬كيلو متر تقريباً‮ ‬من المتحف وأصبح جاهزاً‮ ‬لاستقبال شتى أنواع الطائرات مما يسهل عليه استقبال الزائرين ووصولهم إلى المتحف الكبير بصفة خاصة ومنطقتى الهرم وسقارة بصفة عامة دون الدخول فى مناطق‮ »‬وسط البلد‮« ‬وزحامها المرورى المعتاد بل ويمكن للسائحين‮ »‬الشارتر‮« ‬زيارة المتحف والأهرامات والمغادرة فى نفس اليوم سواء عائدين إلى بلادهم أو السفر إلى الأقصر وأسوان أو‮ ‬غيرهما من محافظات مصر المليئة بالمواقع والمقاصد السياحية والأثرية المهمة ومن هذا المنطلق يمثل افتتاح المتحف المصرى الكبير بداية حقيقية نحو تحقيق الحلم الأكبر وتتبوأ مصر مكانها ومكانتها اللائقة بىن كبريات الدول السياحية فى العالم وتصل إلى الرقم المستهدف من قبل الحكومة لعدد الزائرىن سنويا »30 ‬مليون‮« ‬بل وتتجاوزه فى حال استغلال المقومات العديدة التى تملكها مع تنمية وعى المواطنين حول كيفية التعامل مع السائحين خاصة الفئات التى تتعامل مع الزوار بصفة مباشرة وفى مقدمتها شركة الطيران الوطنية والفنادق والسائقين والعاملين بالمواقع والمتاحف الأثرىة والثقافية المختلفة فهذه الفئات هى‮ »‬مربط الفرس‮« ‬كما تقول فى نجاح الخطة المستهدفة من الدولة لزيادة عدد السائحين من خلال ترك انطباع إيجابى عن مصر وتحفيز الزائرين على العودة إليها مرات أخرى‮.‬
فى النهاية لابد من تكريم هؤلاء الذين ساهموا فى إقامة هذا الصرح الثقافى والأثرى الضخم الراحلين منهم والباقين على قيد الحياة وفى مقدمتهم الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق صاحب فكرة إنشاء المتحف والراحل د‮. ‬عبدالحليم نور الدين وعالم الأثار العالمى زاهى حواس وأعضاء اللجنة العليا التى كانت تشرف على تنفيذ‮  ‬المشروع منذ انطلاق العمل به قبل ‮٠٢ ‬عاماً‮ ‬تقريباً‮ ‬وفى مقدمتهم الراحلين العظيمين د. جاب الله على جاب الله و محمد‮ ‬غنيم اضافة الى فاروق عبدالسلام وعماد مقلد ود‮. ‬محمد إبراهيم ود‮. ‬أحمد نوار واللواء على هلال وصولاً‮ ‬إلى د‮. ‬خالد العنانى وزير السياحة والآثار السابق ومعه اللواء النشط عاطف مفتاح الذى ساهم بشكل كبيى فى انجاز المشروع خاصة فى مراحله الأخيرة‮ والمؤكد إن وزير السياحة احمد عيسى ورجاله وفى مقدمتهم د. مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار قادرون على استكمال المهمة وإنجاز المشروع وإخراج الافتتاح على أكمل وجه وافضل صورة.. ‬وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.