يقول صلاح عبد الصبور ( انا لست شاعراً حزيناً ولكنى شاعراً متألماً )
الفرق بين الحزن والألم كبير ، الحزن يقتل وينهى الحياة ، اما الالم فهو قرين الحياة ، لن تعيش الحياة دون ان تتألم حتى تتذكر دائماً ان الحياة بنيت على النقصان ، وانها لن تكتمل الا بالحقيقة ، والحقيقة التى يغفل عنها الجميع ، ان الحياة وان طالت فهى الى زوال ، وان مانعيشه محض وقت نقضيه قبل وصول القطار الى محطته الاخيرة ، نحتاج اثناء الرحلة لإيجاد زاد كافى نستعين به عند خط النهاية لنبدأ حياة جديدة ، يولد الانسان ويولد معه تحدى الزمن ، العد التنازلى لا يتوقف ، السباق مع الوقت سباق خاسر ، لاتملك من عمرك سوى بعض الذكريات ، الحاضر والمستقبل ليس ملكك ، رحم الايام يحمل دائماً المفاجأت السارة والبائسة ، لا احد ذهب وفتش فى المستقبل وعاد ليستعد للقادم ، زمن يمر كمر السحاب ، كدوران الارض ، نعرفه ولا نشعر به ، اذا كان للانسان عدواً قاتلاً ينال منه دون احداث ضجة او اعطاء اشارة فهو الوقت ، فى كل لحظة يسرق جزء من عمرك ، ومع اكتمال الاجزاء تكتمل الرحلة وينقضي العمر ، فلا تحزن لكن تالم ، فالالم يصنع الانسان ويصهره ويجعل منه شاعراً وفناناً وعالماً ، او على الاقل يجعل من الانسان شفافاًوصادقاً وراقياً ،
العالم حولنا ملئ بالشرور فاصنع لنفسك عالمك الخاص الذى يسعدك ، انت اكثر قدرة على قتل احزانك ، اقتل حزنك بعمل الخير واسعاد غيرك واسعاد نفسك ، ابتسم فى وجه الحياة ستبتسم حتماً لك فهى مرآتك ، غذى روحك بشئ من البهجة والسلام ، اقرأ كتابك المفضل وشاهد فيلماً كوميدياً واستمع الى اغنيتك التى ترددها بينك وبين نفسك عندما تكون سعيداً ولا تذهب الى الفراش الا بعد ان تسجد لله شاكراً لأنه وهبك هذا اليوم وتذكر كل النعم التى انعم الله بها عليك واطلب من ربك ان يمنحك يوماً جديداً بلا احزان كان رسولنا الكريم ( ص ) يستعيذ بالله من الحزن فيقول ( اللهم انى اعوذ بك من الهم والحزن )
اتمنى لكم عالم بلا احزان ، عالم نشرة اخباره العنوان الرئيس فيها تبادل سفراء دول العالم كلمات ومشاعر الود والاحترام ، والاهتمام بنشر السلام ، واعلان انتهاء كل الحروب فى العالم ، وخبراً اقتصادياً عن انعقاد اجتماع للامم المتحدة للبحث عن ايجاد حلول لفائض الطعام فى العالم وانتهاء الفقر والجوع الى الابد، اغمض عينك بعد قراءة تلك السطور السابقة واحلم بهذا العالم ، حتى ولو لم يتحقق يكفيك انك عشت لحظات سعيدة قاومت بها حزنك الذى تشعر به بسبب الواقع الصعب الذى نعيشه ، عندما سئل احد الحكماء ايهما اقوى الحياة ام الموت ؟
قال : ان الحياة اقوى لانها رأت كل هذا الموت والحزن لكنها رغم ذلك مستمرة حتى الان ، وستظل الحياة هكذا
لحظات من الحزن والسعادة ، والفرحة والالم ، والخوف والامان ، والراحة والتعب ، هى باختصار كل شئ وضده ،
هى كل الالوان وكل الاوقات فاذا كانت الدنيا كذلك فتعلم كيف تدفن حزنك وتمشى فى جنازته وتضحك ، وتنظر
خلفك بغضبب ثم تعيد النظر امامك وانت مبتسم ، وأسأل نفسك
هل انت من المكررين ؟
وهل سألت نفسك هذا السؤال قبلاً ؟ واذا اجبت فهل كانت اجابتك صادقة ؟
فاذا كانت الدنيا غابة فالمكررين هم الحشائش والابطال هم الاشجار ، واذا كانت الدنيا سماء فالمكررين هم
النجوم وعكسهم هم الشموس ، واذا كانت الناس معادن فالمكررين هم الحديد وغيرهم هم الذهب ، والدول ا
لكبرى يقاس تقدمها بعدد اشجارها وشموسها وذهبها ، واذا اردت تعريف مباشر فقل ان العلماء والمبدعون
والابطال هم قاطرة الحياة وبقية الناس هم الركاب ، العباقرة هم من ينقلون الناس من مرحلة الى مرحلة اخرى
ومن الظلام الى النور ومن التخلف الى التقدم ، العباقرة فى المجالات المختلفة هم المخزون الانسانى فى
مواجهة صعوبات الحياة ، وهم من يسعوا دائماً لاسعاد البشرية ويعملون على شفائها من امراضها المزمنة وهم
من يفرشون الارض بالزهور رغم سيرهم نحو اهدافهم على الاشواك بلا حزن