ما يزال النجاح الذى حققته القمة العالمية للمناخ ”COP 27″ التى استضافتها مصر بمدينة شرم الشيخ خلال الفترة من ٦ إلى ٠٢ نوفمبر الجارى حديث العالم، خاصة فيما يتعلق بحُسن التنظيم جراء الفعاليات وقوة المناقشات التى سهلت جميع الموضوعات المتعلقة بحماية المناخ وإنقاذ كوكب الأرض من تداعيات التلوث وارتفاع درجة حرارة الأرض، وهو نفس الحال بالنسبة للقمة السعودية التى استضافتها شرم الشيخ أيضًا على هامش قمة المناخ وذلك بعنوان »الشرق الأوسط« وحظيت بمشاركة كثيفة من الحضور ولاقت نفس النجاح الذى حققته قمة المناخ سواء فيما يتحقق بالزخم الإعلامى أو حتى قوة وشراء المناقشات.
وهذا النجاح الذى تحقق فى قمتى المناخ والشرق الأوسط الأخضر، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك اننا قادرون على استضافة تنظيم المؤتمرات والفعاليات العالمية فى شتى المجالات، وبداية حقيقية لعودة حركة السياحة الوافدة إلى مصر إلى معدلاتها الطبيعية بل وكما ذكرت من قبل بداية قوية لتحقيق رقم قياسى لعدد السائحين والزائرين لمصر خلال الفترة المقبلة وتجاوز رقم ٠٣ مليون سائح الذى تستهدفه الحكومة المصرية، خاصة فى ظل تداعيات أزمة الحرب الروسية ــ الأوكرانية، لا سيما مع انخفاض درجة الحرارة فى الشتاء والنقص الشديد فى الطاقة والغاز وارتفاع تكلفتها مما يدفع الكثيرين من الأوروبيين إلى البحث عن أماكن أكثر دفئًا وآمنًا، وفى القلب منها مصر بجوها الخلاب ومقوماتها السياحية والثقافية المتنوعة، علاوة على سياحة الاستشفاء وسياحة المؤتمرات التى اقتحمتها مصر بقوة مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم قبل ٨ سنوات.
لا أخفيكم سرًا اننى سعدت كثيرًا بنجاح دولة قطر الشقيقة فى استضافة كأس العالم وحفل الاستقبال الرائع الذى أبهر الكثيرين حول العالم، وسعدت أكثر بحضور الرئيس السيسى لحفل الافتتاح تلبية لدعوة الأمير تميم بن حمد آل خليفة وهو ما أضفى قوة وزخمًا للحدث الرياضى الأهم، وكذلك نجاح قطر فى تنظيم المونديال يمثل دفعة قوية لاستضافة دولنا العربية لمثل هذه الفعاليات سواء الرياضية أو العلمية، خاصة وأن دولة الإمارات الشقيقة تستعد لاستضافة الدورة القادمة لقمة المناخ ”82poc”، والمؤكد أنها ستبنى على ما تحقق من نجاح فى قمة شرم الشيخ وتستفيد من خبرة مصر فى هذا الشأن.
نعم قادرون كمصريين خاصة وعرب عامة على تنظيم واستضافة كبريات المناسبات والأحداث العالمية، ولنا فيما تحقق من نجاح فى منتديات شباب العالم بشرم الشيخ طوال السنوات الخمس الماضية ومن بعدها قمتى المناخ والشرق الأوسط الأخضر وغيرها من المؤتمرات والأحداث العالمية الكبرى القدوة والمثل لاستضافة وتنظيم المزيد من الأحداث والمؤتمرات والفعاليات فى شتى المجالات، وليكن ذلك بداية للتكامل والتعاون العربى على أرض الواقع، فوطننا العربى غنى بمقومات سياحية وثقافية واقتصادية متنوعة ومختلفة بما يتيح لدوله الـ »٢٢« التواجد والتأثير بقوة على المستويين الإقليمى والدولى، فقط نحتاج إلى العزيمة القوية والنية الخالصة للوطن والمواطن العربى هنا وهناك وتنحية خلافاتنا ومشاكلنا الشخصية جانبًا.