الاعلامي محمود عبد السلام يكتب : كوكب تانى
العالم اصبح يحتاج معجزة لانقاذ الكوكب ، فقريباً اذا استمر التلوث الناتج عن الانبعاثات الكربونية بنفس المعدل ، سيحتاج سكان الارض ان يجمعوا اشيائهم ويركبوا سفن الفضاء للبحث عن كوكب جديد يسع بنى آدم ، الخريطة الانسانية مشوهة ، مزقتها الحروب والارهاب والتلوث ، اغنية كوكب تانى لصاحب الصوت الجميل والاحساس العميق مدحت صالح ، تصلح أن تكون شعار المرحلة القادمة الباقية من عمر الارض ، الخبراء والعلماء والأذكياء من أولاد سيدنا آدم مدركين لحجم المصيبة ، كما تعلم الدول المتقدمة صناعياً انها السبب الرئيس فى الذهاب بالكوكب نحو الهلاك ، وان عشرة على الاقل من الدول الفقيرة أو بلغة ادبيات السياسة الدول النامية من بينها مصر ، معرضون بأكبر حجم من الخسائر الاقتصادية والانسانية بسبب انبعاثات التلوث ، مصالح الشركات الكبرى فى اوربا وامريكا والصين والدول الصناعية الاخرى تضغط على القرار السياسى لمنع اتخاذ قرارات لصالح ايقاف تلك الانبعاثات ، مايتردد حتى الآن فى أروقة المؤتمرات والأمم المتحدة لا يشى بانفراجة قريبة بهذا الصدد ، ارتفاع درجة حرارة الارض عن المعدل المرتفع الان درجتين فقط سيؤدى الى موجة من الجفاف تعم العالم ، العديد من الأنهار ستجف وتتحول الحروب الى حروب مياه ، وسيقل الغذاء فى العالم وستتآكل مساحة كبيرة من الغابات التى تمثل رئة للناس ، مصر هى الدولة الوحيدة فى افريقيا التى طلبت تنظيم مؤتمر المناخ ، مصر ليست فقط متضررة من من التلوث وانما ايضاً تعانى من فقر مائى كبير ، النجاح الكبير الذى حققته مصر من خلال المؤتمر ممكن ان يستغل فى الضغط لحل مشكلة سد النهضة والحفاظ على حقوق مصر المائية ، الرئيس بايدن يحاول ان يجمل صورة امريكا بنشر فكرة الحوار مع دول العالم المختلفة فى محاولة للإجابة على السؤال الذى طرحه المجتمع الامريكى حين تم استهداف برج التجارة العالمى فى اكبر ضربة تتعرض لها امريكا على ارضها ، الانسحاق امام الرغبات الامريكية لاقى تعنتاً من بعض الدول التابعة لأمريكا فى المنطقة ، مصر باغتت امريكا فى المؤتمر الصحفى الذى جمع بين الرئيس السيسى وبايدن بفتح ملف حقوق الانسان ، مباغتة فى محلها ، ويلوح فى الأفق بوادر عفو عن علاء عبد الفتاح وبعض المعتقلين ، استثمار مصر السياسى للمؤتمر كان ناجحاً والحكمة تستدعى إكمال هذا النجاح بالاستجابة لطلب الدول التى طلبت الافراج عن علاء بقرار عفو ، هذا لا ينتقص من قدر مصر ولا ادارتها بل هو فى اطار استغلال مطلوب ومرغوب فيه لاستكمال نجاح المؤتمر ،
هل ستفى الدول الصناعية الكبرى وعلى رأسها امريكا والصين فى الوفاء بالتزاماتها نحو الكوكب ، والتزاماتها تجاه الدول المتضررة بيئياً بدفع التعويضات المالية لهذة الدول الفقيرة ؟، الاجابة فى رحم المستقبل ( واللى يعيش ياما يشوف )