عبد الناصر البنا يكتب : ثورة 11 نوفمبر وخيبة أمل الخونة !

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
إنقضى يوم الجمعة الـ 11 من شهر نوفمبر فى هدوء تام دون أن يعكر صفو المصريين المتابعين لـ أحداث قمة المناخ فى مدينة شرم الشيخ شىء ، بعد أن حل  الرئيس الأمريكى ” جو بايدين ” ضيفا على القمة وبعد اللقاء الذى جمع الرئيس عبدالفتاح السيسى و ” نانسى بيلوسى ” رئيس مجلس النواب الأمريكى التى هنأت الرئيس السيسى على التنظيم المتميز للقمة العالمية للمناخ وكان حديث الـ Social Media امس واليوم !! .
يأتى هذا فى الوقت الذى باتت فيه جموع الشعب المصرى تنتظر ” الثورة ” التى دعا إليها المجاهد المصرى الهارب على لوحة الـ ” كى بورد ” ، وأمثاله من المغيبين وكارهى الوطن وجماعة الـ “خوان ” الإرهابية ، والتى دعا فيها المصريين منذ أكثر من شهر للتظاهر يوم الجمعة 11 / 11 وإسقاط النظام ، والحقيقة أنى لم أكلف نفسى عناء قراءة تلك الأخبار أو حتى مجرد التعليق عليها أو الرد على ماينشر على صفحات التواصل الإجتماعى والـ Social Medi سواء بالسلب أو الإيجاب لقناعتى التامة أنه لم ولن يحدث شىء فى مصر !!
قناعتى وثقتى نابعة من إيمان خالص بالله تعالى ” فَٱللَّهُ خَيْرٌ حَٰفِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ ” وأنه سبحانه وتعالى لن يضيع مصر أبدا ، ولم لا وعين الله هى التى ترعاها ، ولم لا وجبل الطور فى سيناء هو البقعة الوحيدة على وجه الأرض التى تجلى فيها على نبيه موسى ، وهى التى ذكرها فى أكثر من موضع فى كتابه العزيز ” تصريحا ــ وتلميحا ” وهى التى قال عنها ” ٱدْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ ” وهى التى قال عنها رسولنا الكريم ﷺ ” أهلها فى رباط إلى يوم القيامة .. والكلام قد يطول .
أما من يستقرأ الواقع ويعايشه معايشة حقيقية يرى أن الواقع الذى نعيشه لايحتمل الخراب وإشاعة الفوضى بعد أن دارت العجلة للأمام ، ولن ترجع للوراء أبدا . على أرض الواقع العالم كله يعيش أزمات إقتصادية طاحنة ونقص فى السلع والمياة والغذاء ، وإرتفاع فى الأسعار وليست مصر وحدها ، وهناك أمثلة عديدة أمامنا ” فرنسا ” على سبيل المثال تعانى من أزمة كبيرة فى الطاقة ، وإضرابات وإعتصامات ونقص فى الوقود ، إنجلترا العظمى هى أيضا تعانى من إضرابات وإعتصامات وغلاء فى مستوى المعيشة ، البرازيل والأرجنتين على وشك الإفلاس ؛ أمريكا صاحبة الإقتصاد الأكبر فى العالم تعانى من الكساد والتضخم ، إذن الأزمة ليست مصرية خالصة وإنما هى أزمة عالمية ونحن جزء من العالم !! .
أما أسباب تلك الأزمات فهى كثيرة ونعلمها جميعا ولعل أبرزها ” جائحة كورونا ” ونقص سلاسل الإمداد والتمويل إلى جانب الأزمة بين ” روسيا وأوكرانيا ” والتى كانت سببا فى نقص الغذاء فى العالم وهناك أسباب أخرى كثيرة لايسع المقام لذكرها .
كانت هناك عشرات الأسئلة اليومية التى تستوقفنى يسأل أصحابها سؤال واحد ( ح يحصل إيه يوم 11 /11 ) ؟
وبكل ثقة كنت أجيب إما بالضحك وأحيانا بالشرح والتحليل وخاصة مع البسطاء الذين يستوقفونى ، وأعلم أنهم يبحثوا عن الحقيقة .
فى البداية يخطى من يظن أن مثل هذه الدعوات لم تكلف الدولة الكثير ، ويكفى حالة الـ إستنفار والتعبئة فى صفوف الجيش والشرطة ووضع السيناريو الأسوأ فى الحسبان ، لكن الشىء المؤكد أن أجهزتنا الأمنية على يقظة تامة لما يحاك بها سواء من ” خونة ” الداخل أو ” أعداء ” الخارج ودائما على أهبة الـ إستعداد .
ولعل الصيد الثمين الذى أعلن عنه مؤخرا من تركيا ، والقبض على ” شريف عثمان ” الضابط السابق فى الجيش الذى يحمل الجنسية الأمريكية ، فى مطار دبى قادما من أمريكا وما أدلى به من معلومات لـ هو خير دليل على تلك البقظة ، وبناءا على ماتقدم لن يكون هناك ثورة فى مصر لا فى نوفمبر ولا فى أى وقت لاحق ؛ وأن هذه الدعوات قد تم ” وأدها ” للأبد لعدة أسباب أبرزها إزدياد وعى الشعب المصرى وإلتفافه حول قيادته وحرصه على أمن وإستقرار بلده ، وجملة أعجبتنى من احد البسطاء قال فيها .. وماذا بعد الثورة ؟
ومع إيماننا التام وتسليمنا بعدم جدوى الثورات بعد تجربة ثورة الـ 25 يناير التى بدأتها ثورة ” الياسمين” فى تونس وإمتدت إلى ” مصر ــ وسوريا ــ واليمن ــ والعراق ” وإكتوت بنيرانها شعوب تلك الدول ، وسببت الخراب والدمار للدول العربية “دول الربيع العربى ” أو ” العبرى “إن شئت قل . وجاءت الدعوة الأخيرة للتظاهر يوم الجمعة 11 نوفمبر فى توقيت بالغ الدقه والأهميه حيث تستضيف مصر قمة المناخ Cop 27 نيابة عن دول قارة أقريقيا ، وقادة العالم أجمع مجتمعين فى مدينة شرم الشيخ ، وماسبقها من دعوات للتظاهر كان أيضا مصيرها الفشل لـ إزدياد وعى المصريين وحبهم لبلدهم كما ذكرت !!
ورغم فشل تلك الدعوات لكن هناك أشياءا كثيرة يجب أن تؤخذ فى الإعتبار لعل أبرزها ” الإهتمام بالإعلام وخاصة إعلام الدولة الرسمى بعد أن نفضت الدولة يدها عنه وغسلتها ، لأن الإعلام هو أقوى سلاح لبناء وهدم الدول . والحقيقة أن منظومة الإعلام فى مصر تحتاج إلى إعادة نظر برمتها ، بل ويتحتم عليها أن تعيد النظر وتعطى لـ إعلامها الرسمى ” قبلة الحياة ” مرة أخرى لأنه هو أمنها القومى وصمام الأمان لها ، وفى ذات الوقت عليها أن تتحلى تماما عن تلك الحناجر الجوفاء التى ملها الشعب وكرهها وخاصة أنها أصبحت تنتقص من رصيد القيادة السياسية ولاتضيف، وأعتقد أن الأمثلة كثيرة ولاتحتاج إلى المزيد من الشرح !!
على الدولة أن تهتم بتجديد ” الخطاب الدينى ” بصورة تليق بالعصر الذى نعيش فيه وتنقية كتب التراث وتعظيم دور الأزهر الشريف والإمام الأكبر ــ على الدولة أن تتبنى ” ديمقراطية ” حقيقية قائمة على الرأى والرأى الآخر إلى جانب حرية الرأى والتعبير وتداول المعلومات ــ وإفساح المجال للمعارضة بكل أنواعها ، لأنه لن يستقيم أى نظام إلا بوجود المعارضة الحقيقية ــ وأن تفعل دور الأحزاب فى الحياة السياسية ــ على الدولة أن تبحث عن صحافة حرة مستقلة ، وأن تستبعد كل الوجوه الكالحة الموجودة على الساحة وإختيار وجوه جديدة فضلت أن تقف موقف المتفرج ــ وأن يكون هناك تمثيل حقيقى للنقابات بعيدا عن هواة التطبيل ومسح الجوخ .
على الدولة إختيار برلمان حر يعبر عن إرادة الناخبين ، وان يكون له دوره الرقابى على آداء الحكومة ومؤسسات الدولة ، على الدولة أن تعمل جاهدة للقضاء على الفساد وإختيار الكفاءات من اهل الخبرة والكف عن أهل الثقة ــ على الدوله ترتيب الأولويات وإعادة تقييم المشروعات ومحاسبة المقصرين ومعاقبة الفاسدين .. ولم يتبق لنا إلا أن نقول دائما وأبدا ” تحيا مصر “
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.