الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : إنقاذ الدنيا .. يبدأ من أم الدنيا

الكاتب الصحفي
عصام عمران
استعدت‭ ‬مدينة‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‭ ‬لاستقبال‭ ‬ضيوفها‭ ‬الذين‭ ‬يشاركون‭ ‬فى‭ ‬القمة‭ ‬العالمية‭ ‬للمناخ‭ ‬‮«‬COP27‮»‬‭ ‬والتى‭ ‬تستضيفها‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬إلى‭ ‬18‭ ‬نوفمبر‭ ‬الحالى‭ ‬بمشاركة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬يتقدمهم‭ ‬قادة‭ ‬وزعماء‭ ‬ورؤساء‭ ‬105‭ ‬دول‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬آلاف‭ ‬صحفى‭ ‬وإعلامى‭ ‬دولى‭ ‬حضروا‭ ‬خصيصاً‭ ‬لتغطية‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬العالمى‭ ‬المهم‭.‬
وتكتسب‭ ‬القمة‭ ‬العالمية‭ ‬للمناخ‭ ‬فى‭ ‬دورتها‭ ‬الحالية‭ ‬التى‭ ‬تستضيفها‭ ‬‮«‬أم‭ ‬الدنيا‮»‬‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬لأنها‭ ‬تمثل‭ ‬الفرصة‭ ‬الأخيرة‭ ‬لانقاذ‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬تغيرات‭ ‬المناخ‭ ‬والملوثات‭ ‬التى‭ ‬كادتأان‭ ‬تدمر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭.. ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬الصناعات‭ ‬الثقيلة‭ ‬وعوادم‭ ‬السيارات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأساليب‭ ‬والسلوكيات‭ ‬التى‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تغير‭ ‬الظروف‭ ‬المناخية‭ ‬والجوية‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وللأسف‭ ‬فى‭ ‬القلب‭ ‬منها‭ ‬دول‭ ‬قارتنا‭ ‬السمراء‭ ‬أفريقيا‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الخطر‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬التصحر‭ ‬والجفاف‭ ‬والملوثات‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬الأقل‭ ‬فى‭ ‬الانبعاثات‭ ‬والصناعات‭ ‬الملوثة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬فى‭ ‬أوروبا‭ ‬وأمريكا‭ ‬وآسيا‭.‬
وكما‭ ‬ذكرت‭ ‬فى‭ ‬البداية‭ ‬أن‭ ‬خطر‭ ‬الملوثات‭ ‬والتغير‭ ‬المناخى‭ ‬رغم‭ ‬أهميته‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬السبب‭ ‬الوحيد‭ ‬لأهمية‭ ‬تلك‭ ‬القمة‭ ‬العالمية‭.. ‬انما‭ ‬الأهمية‭ ‬الكبرى‭ ‬لتوقيت‭ ‬انعقاد‭ ‬القمة‭ ‬الذى‭ ‬يأتى‭ ‬فى‭ ‬ظروف‭ ‬عالمية‭ ‬ودولية‭ ‬استثنائية‭ ‬بالغة‭ ‬الحساسية‭ ‬ولن‭ ‬أبالغ‭ ‬إذا‭ ‬قلت‭ ‬الخطورة‭ ‬بسبب‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭- ‬الأوكرانية‭ ‬التى‭ ‬ألقت‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬المتقدم‭ ‬منها‭ ‬قبل‭ ‬النامى‭ ‬وبات‭ ‬الجميع‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وتوقف‭ ‬الصناعات،‭ ‬خاصة‭ ‬التى‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الأزمة‭ ‬الغذائية‭ ‬الطاحنة‭ ‬التى‭ ‬ضربت‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬مطلع‭ ‬مارس‭ ‬الماضى‭ ‬والأخطر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬هو‭ ‬احتمالية‭ ‬لجوء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬الكبرى‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬أوروبا‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬لاستخدام‭ ‬الفحم‭ ‬والمازوت‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الطاقة‭ ‬التقليدية‭ ‬والأكثر‭ ‬ضرراً‭ ‬أو‭ ‬تلوثا‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬كبديل‭ ‬للغاز‭ ‬الطبيعى‭ ‬والمواد‭ ‬البترولية‭ ‬النظيفة‭ ‬التى‭ ‬تراجعت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬أعقاب‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭- ‬الأوكرانية‭ ‬ومع‭ ‬دخول‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬والبرودة‭ ‬الشديدة‭ ‬سوف‭ ‬تزداد‭ ‬المخاطر‭ ‬وربما‭ ‬تتوقف‭ ‬الحياة‭ ‬تماما‭ ‬فى‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬توقفت‭ ‬
روسيا‭ ‬عن‭ ‬ضخ‭ ‬الغاز‭ ‬إلى‭ ‬القارة‭ ‬‮«‬العجوز‮»‬‭ ‬التى‭ ‬تعتمد‭ ‬بنسبة‭ ‬40٪‭ ‬على‭ ‬الغاز‭ ‬الروسي‭.‬
كل‭ ‬تلك‭ ‬الظروف‭ ‬والمخاطر‭ ‬التى‭ ‬تهدد‭ ‬العالم‭ ‬سواء‭ ‬مناخياً‭ ‬واقتصادياً‭ ‬أو‭ ‬سياسياً‭ ‬وعسكرياً‭ ‬جعلت‭ ‬تلك‭ ‬القمة‭ ‬العالمية‭ ‬
التى‭ ‬تقام‭ ‬بمدينة‭ ‬السلام‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬كمصريين‭ ‬استغلال‭ ‬ذلك‭ ‬أفضل‭ ‬استغلال‭ ‬
لأن‭ ‬أنظار‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬سوف‭ ‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬أم‭ ‬الدنيا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الشهر‭ ‬الحالى‭ ‬وربما‭ ‬شهور‭ ‬أخرى‭ ‬قادمة‭ ‬وان‭ ‬نعمل‭ ‬
جاهدين‭ ‬على‭ ‬انجاح‭ ‬تلك‭ ‬القمة‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتنظيم‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬ضيوف‭ ‬القمة‭ ‬الذين‭ ‬جاءوا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الدنيا‭ ‬
للاستمتاع‭ ‬بجو‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‭ ‬وأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬مصر‭ ‬وأن‭ ‬نسعى‭ ‬لتكون‭ ‬تلك‭ ‬القمة‭ ‬بداية‭ ‬حقيقية‭ ‬لعودة‭ ‬السياحة‭ ‬إلى‭ ‬
مصر‭ ‬بالقوة‭ ‬والاعداد‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬عليها‭ ‬قبل‭ ‬2011،‭ ‬بل‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬انطلاقها‭ ‬بقوة‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬الرقم‭ ‬المستهدف‭ ‬من‭ ‬
الحكومة‭ ‬المصرية‭ ‬لأعداد‭ ‬السائحين‭ ‬الوافدين‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬وهو‭ ‬30‭ ‬مليون‭ ‬سائح‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬ليس‭ ‬
مستحيلاً‭ ‬مقارنة‭ ‬بما‭ ‬تملكه‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬أثرية‭ ‬وثقافية‭ ‬وطبيعية‭ ‬وجغرافية‭ ‬تمثل‭ ‬وسائل‭ ‬جذب‭ ‬عظيمة‭ ‬يصعب‭ ‬
تواجدها‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬دولة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭.. ‬ويبقى‭ ‬فقط‭ ‬سلوكيات‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬السائحين‭ ‬وتوفير‭ ‬الغرف‭ ‬الفندقية‭ ‬ووسائل‭ ‬
النقل‭ ‬اللازمة‭ ‬لاستيعاب‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬الزائرين‭ ‬وعندها‭ ‬فقط‭ ‬يمكننا‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬وأكثر‭ ‬ومضاعفة‭ ‬العائد‭ ‬
المادى‭ ‬المستهدف‭ ‬من‭ ‬السياحة‭ ‬الذى‭ ‬بلغ‭ ‬ذروته‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬وهو‭ ‬حوالى‭ ‬12‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬دفعها‭ ‬قرابة‭ ‬14‭ ‬مليون‭ ‬
سائح‭ ‬قضوا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬147‭ ‬مليون‭ ‬ليلة‭ ‬سياحية‭.‬
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.