د. أشرف فهمي موسى يكتب: صفات الخطيب الناجح

د. أشرف فهمى موسى مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف

الخطيب أشبه ما يكون الآن بالطبيب الذي يعالج مريضه، ويصف الدواء المناسب له، وأصبحت الخطابة عنصرًا مهمًا في الأمن الفكري في المجتمعات، لما لها من أثر بالغ في معالجة قضايا المجتمع والإسهام في حل مشكلاته ، ومعالجة ما يواجه المجتمع من مشاكل اجتماعية وأسرية، وإيجاد الحلول المناسبة لها، لأن الناس يطمئنون إلى الخطيب حيث هو مبلغ عن الله (عز وجل) ، يقول الحق سبحانه وتعالى:” وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ” ، والخطيب الناجح يعني خطبة ناجحة ومؤثرة، ومفعولها مستمر مع السامعين،

لذا كان من الواجب انتقاء وتحري صلاحية الخطيب علما وسلوكًا وأداء ومتابعته من المختصين .
الخطيب الناجح هو الذي يعمل على إصلاح نفسه ، ويطورها ويواكب عصره ويعي متطلبات مجتمعه،

والمجتمع اليوم بحاجة إلى الخطيب الناجح الذي يدرك حاجة المجتمع وما ينبغي التنبيه إليه أو التحذير منه.

على أن بعض صفات الخطيب الناجح مكتسبة يتمكن من الحصول عليها بالممارسة والتعلم والدراسة

والتدريب وبعضها موهبة من الله سبحانه ، ومن هذه الصفات :

ومن هذه الصفات :

1- الخطيب الناجح الذي يُعد خطبته إعدادًا جيدًا قبل الخطبة بفترة كافية ليتمكن من استيعاب جوانب الموضوع وإحكامه،

ودقة مواطن الاستشهاد، على خلاف من يُعد خطبته قبلها بسُويعات، فهذا ممن لا يقدر حجم المسئولية.

2- حسن المظهر وجمال الهندام ، حيث يقوي ثقة الخطيب بنفسه ، ويجعله مهابًا في أعين الناس، والعين للقلب رسو ،

لذا ينبغي عليه أن تكون ملابسه طيبة، وهيئته حسنة، لأن ذلك أدعى إلى الإنصات له والانجذاب إليه، مع مراعاة عدم حد التكلف في ذلك.

3- حسن اختيار المقدمة ، فالخطيب الناجح هو الذي يجعل مقدمته مناسبة لموضوع خطبته دون تطويل ممل أو تقصير مخل

تأخذ لب السامع وعقله إلى الموضوع.

4- النطق الصحيح للعبارات والجمل واتزان نبرات الصوت ، فعلى الخطيب أن يحسن مخارج الحروف، ويجعل صوته مناسبًا ومتوازنًا

يرفعه في مواطن الشدة ، ويخفضه في مواطن اللين ، فهذا يشد انتباه السامعين وتحريك مشاعرهم وإعادة النشاط لديهم.

يعي ثقافة جمهوره جيدًا ويراعي أعمارهم

5- الحماس المعتدل وتوزيع النظرات على جميع جهات السامعين، وأن يعي ثقافة جمهوره جيدًا ويراعي أعمارهم واختلاف مشاربهم،

ويتفحص وجوههم أثناء الخطبة.

6- الإخلاص والتجرد فالخطيب المخلص همه الله (عز وجل)، وأن يكون هدفه إصلاح حال الناس ونفعهم، لا أن يبحث عن إعجابهم

بحثًا عن الشهرة، وعليه أن يتجرد من كل ما يدعو إلى الرياء وحب السمعة، حتى لا يقع في داء العجب بالنفس،

وهو آفة كبرى يجب أن يتخلى عنها كل داع إلى الله (عز وجل).

7- التواضع فعلى الخطيب أن يكون متواضعًا لا متكبرًا ولا مختالا بنفسه، ولا متفلسفًا، وليعلم بأن التوفيق من الله (عز وجل)

حتى ولو أعدّ الموضوع إعدادًا جيدًا.

8- الاعتدال والحكمة، المجتمع الآن في حاجة ماسة إلى من يؤلف القلوب لا من يشتتها ويجمعها لا من يفرقها،

دون الإفراط في معالجة بعض القضايا مع الابتعاد عن الإساءة والهجوم على الآخرين، فهي تضر أكثر مما تنفع وتسيىء إلى الخطيب

وتفقد الخطبة رونقها وجمالها.

وعلى الإمام أن يبتعد عن كل ما يؤدي إلى النزاع والشقاق بين الناس، فمن الخطباء من ينسى نفسه ويتطرق لموضوعات

يسيء فيها لأشخاص أو جهات حكومية، فتأخذ الخطبة مجالاً آخر وتكون وسيلة للتحريض وإظهار النقائص والعيوب.

إتقان قواعد اللغة العربية وفنونها

9- من مقومات نجاح الخطيب إتقان قواعد اللغة العربية وفنونها فإن ذلك مهم جدًا ، ويقوي نفسه بالدورات اللغوية التي تقويه وتطور من أدائه.

10- الخطيب الناجح يركز على الأمور المهمة، ويرتب الموضوعات حسب الأهمية، ولا يطيل الخطبة ، فالعبرة بالفائدة وليست بكثرة الكلام،

فعن عمار بن ياسر(رضي الله عنه): (إنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ) يقولُ:” إنَّ طُولَ صَلَاةِ الرَّجُلِ، وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ؛ مَئِنَّةٌ مِن فِقْهِهِ،

فأطِيلُوا الصَّلَاةَ، وَاقْصُرُوا الخُطْبَةَ، وإنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْرًا”.

11- الختام المناسب فعلى الخطيب أن يحسن الختام كما أحسن البدء وأن يختم بالدعاء المأثور عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

بما يعم النفع والخير على البلاد والعباد.

12- عدم استباحة القصص الوهمية والإسرائيليات والأحاديث الموضوعة التي لا أصل لها ، ليجذب المستمعين ، ويستميل الناس إليه.

13- وقفة الخطيب على المنبر واستعمال لغة الجسد ، حين يلقي الخطيب خطبته يجب أن يقف وقفة تدل على الهيبة والوقار،

مع اجتناب كثرة الحركة المشتتة للذهن.

14- حسن ترتيب عناصر الخطبة والتنقل من عنصر إلى عنصر ببراعة وذكاء خطابي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.