الإبداع هو ان تأتي بالشئ على غير مثال ، والمبدع الأول هو الله جل جلالة ،
يعطى الله من صفات اسمائه للبشر على قدر اجتهادهم ،
والإعلام فن من فنون التواصل مع المجتمع عبر وسائل مختلفة ، ومن اهم مايقدم
للجمهور من فنون إعلامية هو الاعلام الرياضى خاصه ما يخص كرة القدم لما
تحظى به هذه اللعبة من شعبية جارفة بين الناس ، انتشرت البرامج الرياضية
بطول خارطة الإعلام المصرى وعرضه ملبية رغبة الجمهور المحب للكرة بشكل
خاص والرياضة بشكل عام ، وأصبحت تلك البرامج ذات شعبية كبيرة ينتظرها
الناس على احر من الجمر لمتابعة نشاط أنديتهم واخبار نجومهم ، ولمعت أسماء
فى الآونة الاخيرة فى فضاء البرامج الرياضية وانتشروا بين وسائل الإعلام المختلفة صحافة ، اذاعة ،وتلفزيون واينما ذهبوا ذهب جمهورهم خلفهم ، واصبحوا نجوماً فى المجتمع ، ساعدهم فى ذلك تطور الصورة بشكل مذهل والقدرة على نقل الحدث الرياضى بشكل سريع وحديث ، وكثير من الاجيال الشابة لم يعاصر ايام ماكانت البرامج الرياضية محدودة الفكر متصلبة الأداء لا تغادر الاستوديوهات ، الاداء كان رتيباً ومملاً ولا يستطيع مواكبة الحدث بشكل مباشر ونقل تفاصيل وخبايا الحدث التى لا يطلع عليها المشاهد فى اغلب الاحيان ، استمر ذلك الوضع منذ نشاة التلفزيون حتى عام ١٩٨٥ حينما تقدم صحفى شاب الى القناة التلفزيونية الجديدة التى اطلقت لتكون القناة الثالثة بجانب القناة الاولى والثانية ، بفكرة برنامج رياضى جديد اسمه (الكاميرا فى الملعب )
قطب عبد السلام حين فكر ذهب بتفكيره خارج الصندوق ، سيذهب بالكاميرا الى حيث الحدث وسينقل ادق التفاصيل ، سيدخل لأول مرة إلى حجرة اللاعبين وسيشاهد المتفرج اسرار هذة الحجرة وسيقوم باجراء لقاءات مع المدرب والفريق حول استعادتهم للمباراة ، وسيلتقى الحكام ويسالهم عن انطباعتم عن المبارة ثم يقوم بعمل مجموعة من اللقاءات مع جمهور الفريقين ويعرض لقطات لتسخين الفريقين ولقطات من الشوط الاول ، ثم لقاء بين الشوطين مع الجمهور حول احداث الشوط الاول وتوقعاتهم للشوط الثانى ، ثم يستكمل البرنامج من خلال الاحداث التى تلت المباراة وعمل لقاءات مع الفريقين واللاعب الذى احرز الاهداف ، جوهر الفكرة قائم على نزول الكاميرا الى الميدان الرياضى وتلعب الكاميرا دور عين المشاهد ويمثل مقدم البرنامج الاسئلة التى تدور فى عقل الجمهور ، واهم خطوة تاتى فى نهاية هذة الرحلة بعرض البرنامج بعد المباراة بوقت قصير ، انطلق البرنامج مع بداية انطلاق القناة الثالثة وحقق نجاحاً منقطع النظير ، وتحول الجمهور الى متابعة القناة الثالثة منتظرين بشوق برنامج الكاميرا فى الملعب واصبح اسم قطب عبد السلام صاحب الفكرة ومعدها ومقدمها نجماً ساطعاً سريعاً فى سماء الاعلام الرياضى ، نجاح قطب ونجاح برنامجه سببه انه ابدع فى الفكرة ولم يكرر افكار البرامج الاخرى بل اتى بالجديد شكلاً ومضموناً ، وفتح الباب لتطوير البرامج الرياضية لمن اتى خلفه ، احب قطب عمله بصدق فاعطاه جهده وعقله وقلبه واستطاع ان يميز برنامجه من خلال التواصل مع الموسيقار هانى شنودة ليهديه لحناً مميزاً للبرنامج اصبح بعد ذلك اشهر موسيقى لبرنامج فى الوطن العربى ثم تحول الى ايقونة من خلال تسويق لحن تتر البرنامج لرنة تليفون ،
لقد فتح قطب عبد السلام هذا الصحفى الشاب ومقدم برنامج الكاميرا فى الملعب الباب على مصرعيه لاعلام رياضى حديث خدم كل من جاء بعده مقلداً او واصلاً لهذا المنهج لقد فتح قطب المدرسة الجديدة والتحق بها من بعده العديد من مقدمى البرامج الذين نشاهدهم الان على شاشاتنا والذين كانوا فى يوماً احد ضيوفه فى برنامجه، رحل قطب عبد السلام رائد الاعلامى الرياضى الحديث مثل هذا اليوم منذ ٣٤ عام ، ورغم رحيل هذا المبدع فى ريعان شبابة الا ان افكاره عن الاعلام الرياضى ستظل نجوماً ساطعة فى سماء الاعلام المصرى