عبد الناصر البنا يكتب : إنها مصر .. وستبقى دوما !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
بالأمس القريب وتحديدا فى شهر مايو من العام الماضى وعلى هذا المنبر كتبت مقالا يحمل نفس
العنوان ” إنها مصر .. وستبقى ” أما المناسبة فكانت طنطنة وسائل إعلام الإخوان عن دور مصر
والعرب الغائب عن القضية الفلسطينية ، وأن الفلسطينيين لم يتلقوا الدعم الكافى من الدول
العربية ، وكان عليهم أن يقدموا الدعم الـ ” سياسى ـ مالى ـ دعم بالسلاح ـ فتح للحدود ـ تسخير
المؤسسات الخيرية لتغيث الشعب الفلسطينى .. إلخ .
كلام مستهلك لدغدغة المشاعر والأحاسيس ، ونغمة ترددت كثيرا علينا ونحن فى جامعاتنا من
أنصار الجماعة عينة ” خيبر .. خيبر يايهود ، جيش محمد سوف يعود ــ وعلى القدس رايحين شهداء
بالملايين .. إلخ ” وهى شعارات كان الهدف منها شحذ الهمم ودغدغة المشاعر من أجل إستقطاب
البسطاء من أبناء القرى الذين أرسلوا لتلقى العلم فى جامعاتهم . وهذا هو أسلوب الجماعة التى
كان لديها القدرة على الحشد تحت ستار الدين ، فى كل زمان ومكان ، وكما ذكرت للأسف فإن
الدين براء منهم ، وأبعد مايكون عن أيدلوجياتهم ، والحمد لله أن أساليبهم وألاعيبهم قد تكشفت
ولم تعد تلك الوسائل تنطلى على أحد !!
أما المناسبة هذه المره فهى ” الدعوة إلى التظاهر ” ويبدو أن قدرنا كلما أحرزنا تقدما فى ملف من
الملفات هناك من يتربص لنا من خونة الداخل ومرتزقة الخارج ، عينة أعداء الفرح وصناع الكآبة ،
الدعوة إلى نزول المصريين للشارع والتظاهر سبقتها دعوات كثيرة أطلقها مقاول مصرى فاشل
هارب ومقيم فى الخارج دأب على بث مقاطع فيديو يتهم فيها السلطات بإنفاق المال العام على
بناء القصور الفخمة بينما يعاني المواطنون من الفقر .. إلخ ، ودعوات أخرى كثيرة أطلقها بعض
الحاقدين من أعداء مصر فى الخارج .
وقد غاب عن كل هؤلاء أن مصر عين الله هى التى ترعاها ، غاب عنهم أن ماحدث لم يكن من صنع
بشر لا هو تخطيط وتكنيك وإستراتيجية ، إنما هى ” عين الله ” التى جنبت مصر المهالك ، غاب
عنهم أن مصر ذكرت فى كل الكتب السماوية وأن الله خلدها فى كتابه العزيز فى أكثر من موضع
تصريحا وتلميحا وأن رسول الله (ص) قد إختص أهل مصر وجند مصر ، وأن مصر هى البقعة الوحيدة
على كوكب الأرض التى تجلى فيها الله على نبيه موسى !!

غاب عنهم المواطن نفسه قد إزداد وعيه وأنه أصبح أكثر حرصا على أمن وإستقرار بلده ، وأنه هو

الذى يحميها ويدافع عنها لـ أنه يشهد بعينه الإنجاز تلو الإنجاز ، وما تحقق على أرض الواقع لا ينكره
إلا جاحد أو حاقد ، المواطن يرى أين كنا وإلى أين وصلنا ، وكلها أشياء تبقى جليه وواضحه وضوح
الشمس للعين كما قال عنها الإمام البوصيرى ” كالشمسِ تظهرُ للعينينِ من بُعُدٍ . صَغِيرَة ٍ وَتُكِلُّ
الطَّرْفَ مِنْ أممٍ “
بالأمس القريب إحتفت وسائل التواصل الإجتماعى والـ Social Media بافتتاح السيد الرئيس لـ مجمع الرمال السوداء بمدينة البرلس التابعة لمحافظة كفر الشيخ – بهدف استخلاص المعادن الثقيلة من هذه الرمال ، التي تستخدم في العديد من الصناعات الدقيقة ولايسع المقام هنا لذكر
أهميتها الإقتصادية وإستخداماتها إنما فقط أأكد على أن لها مردودا على الدخل القومى والإقتصاد
المصرى ، غدا سوف تشهد العاصمة الإدارية الجديدة إنطلاق فعاليات ” المؤتمر الاقتصادى ـ مصر
2022 ” بمشاركة 21 جهة محلية ودولية لـ بحث تدابير النهوض بالصناعه ووضع خريطة طريق لزياده
الصادرات وتحقيق الأهداف القومية ومواجهة التحديات .
أيام قليلة وتتجه انظار العالم إلى مدينة السلام ” شرم الشيخ ” حيث تنطلق فعاليات قمه المناخ
Cop 27 بمشاركة مايقرب من 100 رئيس دولة ومابين 30 : 40 ألف مشارك من كل أنحاء العالم
لمناقشة التدابير اللازمة لصون الحياة والحفاظ على كوكب الأرض من التغيرات المناخية .
ولعلنا شهدنا بأعيننا وفى حياتنا ما أحرزته مصر من تقدم خلال السنوات القليلة الماضية فى العديد
من الملفات على مستوى الداخل وماتحقق من مشروعات هى أقرب إلى الخيال مابين طرق
وكبارى ومشروعات إسكان وبنية تحتية ومدن جديده كبرى مثل ” العاصمة الإدارية ـ العلمين
الجديدة ” وقضاء على العشوائيات ، ومشروع الدلتا الجديدة ، وإستصلاح 1.5 مليون فدان ،
ومشروع توشكى وغليون والروبيكى ، وماتحقق فى مجال الكهرباء والطاقة من محطات للطاقة
الجديدة والمتجددة مثل ” الضبعة النووية وبنبان للطاقة الشمسية ” وإكتشافات للغاز والبترول ،
وقناة السويس الجديدة ، ومجمع للصناعات الصغيرة والمتوسطة ومشروع المتحف المصرى الكبير
والمتحف القومى للحضارة والعديد والعديد من المشروعات التى لايسع المقام لذكرها ماكانت لـ
تحقيق لولا الأمن والإستقرار الذى تنعم به مصر . وأيضا ماتحقق من إنجازات على الصعيد الدولى
وإستعادة مصر لمكانتها عربيا وإقليميا ودوليا بوصفها رمانة الميزان فى منطقة الشرق الاوسط .
إن ماقامت به مصر من إصلاح إقتصادى فى نوفمبر من عام 2016 بدأته بتحرير سعر الصرف
والإعتماد على نظام صرف مرن وماتبعه من قرارات إقتصادية جنبتنا الكثير من المصاعب والأزمات ،
ولعل تجربة جائحة كورونا وماشهدته الدول المتقدمة من هزات إقتصادية شاهدنا بأعيننا تبعاتها
على مواطنى تلك الدول فى الوقت الذى لم تنقص فيه ” بصلة ” واحدة من الأسواق المصرية هو
خير دليل على أننا نسير فى الطريق الصحيح ، نعم المواطن هو الذى تحمل العبْ الأكبر فى تبعات
نلك القرارات ، والحق أقول أن المواطن اصبح يئن الآن من الأزمات الإقتصادية وحالة الغلاء التى
تسود العالم جراء الازمة ” الروسية الأوكرانية ” والتى إنعكست بدورها عليه فى صوره غلاء غير
مبرر فى الأسعار تحاول الدولة جاهدة إمتصاصه وتخفيف العبء على المواطن من خلال التوسع
فى إقتتاح الأسواق الموازية للقضاء على الإحتكار والتوسع فى برامج الحماية الإجتماعية للفئات
الغير قادره .. إلخ
غير أن الدولة تظل مسئولة عن سوء إختياراتها فى شغل الوظائف العامة والإعتماد على أهل الثقة
، وعليها أيضا عبء القضاء على الفساد الذى إستشرى ، وعليها أيضا تخفيف العبء على المواطن
فى الضرائب الغير مبررة والرسوم المبالغ فيها ، وفى ترتيب الأولويات ، والإهتمام بملف الصناعة
والحبدياة السياسية وحرية تكوين الأحزاب ، وإعطاء مساحة أكبر للمعارضة التى لايستقيم أى نظام
سياسى بدونها ، إلى جانب حرية أكثر فى الرأى وتداول المعلومات ، والأهم من هذا وذاك هو
الإهتمام بدور الإعلام ليواكب التطورات التى تحرزها الدولة ، والوقوف إلى جانب إعلام الدولة لـ أنه
أمن مصر القومى وصمام الأمان لها .
هذه هى مصر .. وستظل مصر دائما وابدا رغم أنف كل ” حاقد أو حاسد ” حقيقه تحيا مصر .. وحفظ
الله مصر
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.