الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب :” خليكوا رجالة”

هذه العبارة المهمة جاءت على لسان اللواء أحمد نبيه الضابط المسئول عن خطة الخداع الاستراتيجى إبان حرب أكتوبر المجيدة وذلك خلال مداخلته التليفزيونية عبر فضائية صدى البلد وتحديداً فى برنامج «نظرة» الذى يقدمه الإعلامى والكاتب الصحفى المتميز حمدى رزق وذلك أثناء الحوار الشيق والمهم أيضاً مع اللواء دكتور سمير فرج بمناسبة الاحتفال بالذكرى ٩٤ لحرب أكتوبر المجيدة وهى من المرات القليلة التى تحدث فيها اللواء «نبيه» للإعلام نظراً لعلاقته الطيبة والقومية باللواء سمير فرج الذى يعد كما وصفه الإعلامى حمدى رزق الراوى أو الحكاء الأول لهذا النصر العظيم.
وأهمية تلك العبارة التى وجهها اللواء أحمد نبيه لشباب مصر إنها جاءت فى وقت نحن أحوج ما نكون فيه لعزيمة الرجال وهنا الرجولة صفة يجب أن يتحلى بها كل أبناء الشعب المصرى إناثهم قبل ذكورهم فالرجولة هنا لما ذكرت صفة وليست جنساً أو نوعاً فهناك بعض السيدات يمتلكن من القوة والعزيمة والنخوة التى تفوق مئات الرجال خاصة فى الأوقات الصعبة ولن أبالغ إذا قلت أن غالبية الشعب المصرى يتمتع بقدر كبير من الرجولة والشجاعة على مر التاريخ فهى «جينات» متأصلة فى هذا الشعب الذى يظهر معدنه النفيس فى أوقات الشدة والأزمات خاصة عندما يتعلق الأمر بالوطن ولنا فيما حدث خلال حرب أكتوبر القدوة والمثل حيث التف المصريون جميعاً حول قياداتهم وجيشهم حتى تحقق النصر وثأرنا لهزيمة ٧٦ وعادت أرض سيناء الغالية لدرجة إنه لم تسجل أثناء حرب ٦ أكتوبر جريمة واحدة فى أى من محافظات الجمهورية وهو ما تكرر أثناء ثورتنا العظيمة فى الثلاثين من يونيو حيث كان المصريون شعبا وجيشاً وشرطة على قلب رجل واحد ضد الفاشية الإخوانية وأعوانهم فى الداخل والخارج واستطاعوا إفشال مخطط إسقاط الدولة المصرية أو تقسيمها إلى عدة دويلات صغيرة فى إطار ما كانوا يطلقون عليه الربيع العربى أو الشرق الأوسط الجديد!!
نعم نحتاج خلال تلك الفترة الحرجة التى يمر بها العالم أجمع وليس مصر فقط من صراعات وحروب سياسية وعسكرية واقتصادية إلى التحلى بروح الرجال وعزيمة الأبطال التى كان عليها جيشنا العظيم فى أكتوبر 73 والوقوف بقوة مع الوطن حتى نتجاوز تلك المرحلة الصعبة التى أعقبت جائحة «كورونا» ثم الحرب الروسية الأوكرانية التى أضرت بجميع اقتصاديات دول العالم المتقدم منها قبل النامى ومن هذا المنطلق جاءت نصيحة اللواء «نبيه» للشباب باعتبارهم القوى المؤثرة فى الدولة أى دولة فهم كما نقول نصف الحاضر وكل المستقبل خاصة إذا علمنا أن 60٪ من الشعب المصرى هم فى سن الشباب ولذلك نجد الدولة قيادة وحكومة تبدى اهتماماً كبيراً بالشباب خاصة منذ تولى الرئيس السيسى مسئولية قيادة البلاد منتصف يونيو 2014 وأصبح الشباب فى بؤرة الاهتمام وتصدروا المشهد فى كثير من الهيئات والوزارات بل والمناصب القيادية المهمة.
نعم الدولة قدمت ولا تزال تقدم للشباب العديد من أوجه الدعم والمساندة المادية والعينية من خبرات ومؤهلات ودورات تدريبية وبرامج لتأهيلهم للقيادة خلال الفترة المقبلة ويبقى الدور الأهم على الشباب أنفسهم بالمبادرة إلى اغتنام الفرصة والتمسك بها والعمل بجد من أجل رفعة هذا الوطن ووضعه فى المكان والمكانة التى يستحقها ولن يتأتى ذلك إلا بقوة الشباب وعزيمة الرجال ولتكن العبارة أو النصيحة التى وجهها اللواء أحمد نبيه حافزا أمام 60 مليون شاب مصرى البنات منهم قبل البنين وكونوا جميعا رجالاً من أجل مصر.
عصام عمران
omran666@hotmail.com