إبراهيم نصر يكتب: الرئيس السيسى.. وتوقير العلماء

الكاتب الصحفى إبراهيم نصر
الكاتب الصحفى إبراهيم نصر

اللقطة الأبرز فى احتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف،  هى نزول السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى من على منصة الاحتفال

لمصافحة الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وتقبيل رأسه، والوقوف أمامه وهو يلقى كلمته الاستثنائية فى برنامج الحفل، ولا أدل من ذلك على احترام السيد الرئيس للعلم والعلماء، وتوقيرهم بالفعل وليس بالقول فقط، ولا قيمة لما يروجه المغرضون الكارهون الذين يحاولون إشاعة غير ذلك.

إن الرئيس السيسى يدرك تماما أن الله تعالى فضل العلماء ورفع منزلتهم، ويعى قوله تعالى:

{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة : 11] وقوله عز وجل {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر : 9]

وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرفع بهذا العلم أقواما ويضع به آخرين) رواه مسلم،

وقوله صلى الله عليه وسلم: (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض

حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير) رواه الترمذي.

والعلماء هم ورثة الأنبياء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العلماء هم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا

دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به، فقد أخذ بحظ وافر” رواه أبوداود والترمذي.

والعلماء الذين يجب توقيرهم هم حملة الشريعة الذين عرفوا بحسن القصد وصالح العمل وصحة المعتقد واتباع منهج السلف الصالح،

الذين بذلوا أعمارهم في طلب العلم ونشره وأوتوا حظا من الورع، الذين شهدت لهم الأمة الخيار العدول بالإمامة والتبحر في الشريعة،

فهم الأئمة الكبار حقا وهم المعنيون بالإجلال إذا أطلق الكلام، وكل من لديه علم ممن دونهم فله الإجلال والتقدير بحسب علمه

وسيره على جادة العلماء.

وقد أمر الشرع بتوقير العلماء وإجلالهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم

وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط) رواه أبوداود. وقال طاووس: إن من السنة توقير العالم.

الدعاء لهم والثناء عليهم والسؤال عنهم وتفقد أحوالهم

وتوقير العلماء يكون بالدعاء لهم والثناء عليهم والسؤال عنهم وتفقد أحوالهم وزيارتهم والأخذ عنهم ونشر علمهم وفتاواهم وستر عيوبهم

والدفاع عنهم ونصيحتهم ومؤازرتهم على البر والتقوى وتعظيم منزلتهم عند العامة والخاصة.

وتوقير العلماء من سمات السلف الصالح، فقد كان الصحابة يوقرون أكابرهم وفقهائهم، وتلقى ذلك عنهم التابعون وأتباعهم وشاع

هذا الخلق الكريم في زمان الأئمة: مالك والشافعي والأوزاعي وأحمد وأبوثور وإسحاق وغيرهم.

وكان مجاهد من سودان مكة مولى لإبن عباس وكان ابن عمر يأخذ له الركاب ويسوي عليه ثيابه إذا ركب الدابة،

وصلى زيد ابن ثابت على جنازه ثم قربت له بغلة ليركبها فجاء ابن عباس فأخذ بركابه فقال له زيد خل عنك يا ابن عم رسول الله،

فقال ابن عباس هكذا يفعل بالعلماء والكبراء، وكان الإمام أحمد متكئا من علة فذكر عنده إبراهيم ابن طهمان فاستوى جالسا وقال:

لا ينبغي أن نذكر الصالحين فنتكىء.

وإذا نشأ الصغار على توقير العلماء تأثروا بسمتهم واقتدوا بأثرهم وعظمت الشريعة في نفوسهم وصار عندهم ولاء عظيم للإسلام وأهله.

فحين يرى الناس رأس الدولة يوقر العلماء، ويظهر احترامه لهم، بتقبيل رأس أحد رموزهم فى محفل عام تنقله الفضائيات للدنيا كلها

فى مناسبة عظيمة هى ذكرى المولد النبوى الشريف، فلا شك أن ذلك الفعل سيكون له عظيم الأثر فى نفوس الناس،

فحال رجل فى ألف رجل، خير من وعظ ألف لرجل.

جزى الله الرئيس السيسى كل خير على هذا التصرف المحمود، الذى أثر فى كل من شاهده، وأثنى عليه خيرا.

Ibrahim.nssr@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.