الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : ٦ أكتوبر… حرب تغير المفاهيم وإعادة الحسابات!!

الكاتب الصحفي
عصام عمران
تحل‭ ‬علينا‭ ‬غداً‭ ‬الذكرى‭ ‬التاسعة‭ ‬والأربعون‭ ‬لنصر‭ ‬أكتوبر‭ ‬المجيد،‭ ‬ذلك‭ ‬الانتصار‭ ‬الذى‭ ‬أعاد‭ ‬لمصر‭ ‬والأمة‭ ‬العربية‭ ‬
كلها‭ ‬عزتها‭ ‬وكبرياءها‭ ‬وكشف‭ ‬أكذوبة‭ ‬الجيش‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يقهر،‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬أنه‭ ‬مهد‭ ‬الطريق‭ ‬لعودة‭ ‬أرض‭ ‬
سيناء‭ ‬الغالية‭ ‬إلى‭ ‬حضن‭  ‬الوطن‭ ‬وأثبت‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع‭ ‬قوة‭ ‬وبسالة‭ ‬وشجاعة‭ ‬الجندى‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬أربك‭ ‬
حسابات‭ ‬كبريات‭ ‬المؤسسات‭ ‬العسكرية‭ ‬الدولية‭ ‬وتفوق‭ ‬على‭ ‬أحدث‭ ‬الأسلحة‭ ‬والمعدات‭ ‬الحربية‭ ‬والعسكرية،‭ ‬
ولم‭ ‬لا‭ ‬وقد‭ ‬استطاع‭ ‬أبطالنا‭ ‬تحطيم‭ ‬خط‭ ‬بارليف‭ ‬المنيع‭ ‬وعبور‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬فى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬‮٦‬‭ ‬ساعات‭!!‬
نعم‭ ‬كانت حرب‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973‭ ‬يوماً‭ ‬فارقا‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬العسكرية‭ ‬العالمية‭ ‬وتقيمت‭ ‬بعدة‭ ‬حسابات‭ ‬
وموازين‭ ‬القوى‭ ‬ليس‭ ‬فى‭ ‬منطقتنا‭ ‬العربية‭ ‬فقط‭ ‬وانما‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬حيث‭ ‬بادرت‭ ‬المؤسسات‭ ‬والكليات‭ ‬
والاكاديميات‭ ‬العسكرية‭ ‬الدولية‭ ‬بإعداد‭ ‬دراسات‭ ‬جديدة‭ ‬ومستفيضة‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬قهر‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬لهذا‭ ‬الكم‭ ‬
الهائل‭ ‬من‭ ‬الصعاب‭ ‬
والموانع‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬إعجاز‭ ‬حربى‭ ‬وعسكرى‭ ‬والتغلب‭ ‬على‭ ‬العدو‭ ‬الصهيونى‭ ‬رغم‭ ‬عدته‭ ‬وعتاده‭ ‬المتقدم‭ ‬جداً‭ ‬
وعبور ‬القناة‭ ‬ذلك‭ ‬المانع‭ ‬المائى‭ ‬الكبير‭ ‬بمقاييس‭ ‬الحروب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬‮»‬الوقت‮«‬‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬تحطيم‭ ‬خط‭ ‬باريف‭ ‬المنيع‭ ‬
بفكرة‭ ‬رائعة‭ ‬لم‭ ‬تخطر‭ ‬على‭ ‬بال‭ ‬أعتى‭ ‬جهابذة‭ ‬الفنون‭ ‬القتالية‭ ‬باستخدام‭ ‬مياه‭ ‬القناة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إبطال‭ ‬مفعول‭ ‬خطوط‭ ‬‮
»‬النابالم‮«‬‭ ‬التى‭ ‬ذرعها‭ ‬العدو‭ ‬الاسرائيلى‭ ‬فى‭ ‬أعماق‭ ‬القناة‭ ‬بامتداد‭ ‬جبهة‭ ‬القتال وذلك ‬بالطبع تحت غطاء‭ ‬الضربة‭ ‬
الجوية‭ ‬الموجعة‭ ‬التى‭ ‬وجهتها‭ ‬قواتنا‭ ‬الجوية‭ ‬للنقاط‭ ‬الحصينة‭ ‬والقوية‭ ‬لجيش‭ ‬العدو‭ ‬داخل‭ ‬أراضى‭ ‬سيناء‭ ‬المحتلة،‭ ‬وقبل‭ ‬
ذلك‭ ‬كله‭ ‬كان‭ ‬توفيق‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬ثم‭ ‬التخطيط‭ ‬العسكرى‭ ‬والفكر‭ ‬الرائع‭ ‬للقيادة‭ ‬العليا‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بقيادة‭ ‬
البطل‭ ‬الشهيد‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬الذى‭ ‬استطاع‭ ‬خداع‭ ‬العدو‭ ‬الاسرائيلى،‭ ‬بل‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬فى‭ ‬مواطن‭ ‬كثيرة‭ ‬
وليست‭ ‬بتوقيت‭ ‬الحرب‭ ‬والعبور‭ ‬وإنما‭ ‬أيضا‭ ‬باختياره‭ ‬للسلام‭ ‬طريقا‭ ‬لاستعادة‭ ‬الأراضى‭ ‬المحتلة‭ ‬وفى‭ ‬مقدمتها‭ ‬سيناء‭ ‬
الغالية‭ ‬ولو استمع‭ ‬الاشقاء‭ ‬العرب‭ ‬لندائه‭ ‬واستجابوا‭ ‬لفكره‭ ‬لتغير‭ ‬الأمر‭ ‬كثيرا‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الأراضى‭ ‬العربية‭ ‬المحتلة‭ ‬سواء‭ ‬
الجولان‭ ‬السورية‭ ‬أو‭ ‬الأراضى‭ ‬الفلسطينية‭.‬
وكما‭ ‬كان‭ ‬أبطالنا‭ ‬فى‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬عند‭ ‬العهد‭ ‬وحسن‭ ‬الظن‭ ‬بهم‭ ‬فى‭ ‬تحرير‭ ‬الأرض‭ ‬أبان‭ ‬حرب‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬
المجيدة‭ ‬وما‭ ‬تلاها‭ ‬من‭ ‬مفاوضات‭ ‬للسلام‭ ‬حتى‭ ‬عاد‭ ‬آخر‭ ‬شبر‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬الفيروز‭ ‬إلى‭ ‬حضن‭ ‬الوطن‭ ‬بحكم‭ ‬استعادة‭ ‬مدينة‭ ‬
طابا‭ ‬والاحتفال‭ ‬به‭ ‬رسمياً‭ ‬فى‭ ‬19‭ ‬مارس‭ ‬1989،‭ ‬كان‭ ‬الأبطال‭ ‬عند‭ ‬حسن‭ ‬الظن‭ ‬بهم‭ ‬فى‭ ‬حماية‭ ‬وإنقاذ‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬
مؤامرات‭ ‬أو‭ ‬مخططات‭ ‬كانت‭ ‬تحاك‭ ‬ضده‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬التى‭ ‬أعقبت‭ ‬تحرير‭ ‬سيناء‭ ‬وتحديدا‭ ‬فى‭ ‬أعقاب‭ ‬25‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬
وما‭ ‬تلاها‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬كانت‭ ‬تستهدف‭ ‬فى‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬اسقاط‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وتقسيمها‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬دويلات‭ ‬صغيرة،‭ ‬
وفى‭ ‬القلب‭ ‬منها‭ ‬سيناء‭ ‬الغالية‭ ‬التى‭ ‬كانوا‭ ‬يريدونها‭ ‬وكراً‭ ‬للإرهاب‭ ‬وملاذاً‭ ‬للمتطرفين‭ ‬والارهابيين‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬بدعوى‭ ‬
تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬إمارة‭ ‬للخلافة‭ ‬المزعومة‭ ‬وأفشلوا‭ ‬مخططات‭ ‬أهل‭ ‬الشر‭ ‬وأعوانهم‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬بمعاونة‭ ‬أبطالنا‭ ‬فى‭ ‬
الشرطة‭ ‬وقوى‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬خرج‭ ‬بالملايين‭ ‬فى‭ ‬مشهد‭ ‬لن‭ ‬ينساه‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬ثورتنا‭ ‬العظيمة‭ ‬فى‭ ‬الثلاثين‭ ‬
من‭ ‬يونيو‭ ‬2013‭ ‬وعادوا‭ ‬ليغيروا‭ ‬خريطة‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬ويحبطوا‭ ‬مخطط‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‭ ‬أو‭ ‬الفوضى‭ ‬الخلاقة‭ ‬
كما‭ ‬كانوا‭ ‬يطلقون‭ ‬عليها،‭ ‬وهو‭ ‬انتصار‭ ‬يضاهى‭ ‬انتصار‭ ‬أكتوبر‭ ‬المجيد‭ ‬ويضاف‭ ‬إلى‭ ‬العسكرية‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬
حربى‭ ‬التحرير‭ ‬والتطهير،‭ ‬ومن‭ ‬بعدهما‭ ‬حرب‭ ‬التعمير‭ ‬التى‭ ‬تعد‭ ‬تجربة‭ ‬عالمية‭ ‬يحتذى‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬مد‭ ‬العمران‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬
ربوع‭ ‬الوطن‭ ‬وتمثل‭ ‬بحق‭ ‬ملحمة‭ ‬وطنية‭ ‬تضافرت‭ ‬فيها‭ ‬جهود‭ ‬جميع‭ ‬المصريين،‭ ‬جيشاً‭ ‬وشرطة‭ ‬وشعباً‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬
الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬الذى‭ ‬استطاع‭ ‬العبور‭ ‬بسفينة‭ ‬الوطن‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭ ‬فى‭ ‬معركتى‭ ‬التطهير‭ ‬والتعمير‭ ‬
والوصول‭ ‬إلى‭ ‬‮»‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‮«‬‭ ‬التى‭ ‬تستوعب‭ ‬جميع‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬انتماءاتهم‭ ‬وفئاتهم‭ ‬ومستوياتهم‭ ‬
الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.