من المؤكد أننا جميعا عشنا أوقات صعبة وتذوقنا مرارة الآلام الحزن لفراق من أحببناهم .. صحيح الموت هو الحقيقة المؤكدة في حياتنا مهما طال بنا العمر ولذلك لابد من النهاية الطبيعية المكتوبة علينا..
ومن هنا أتعجب على ما أصيبت به القلوب ومع الأسف لم تتوقف الألسنة بل تسعد بالتعبيرات البذيئة وتفرح بترجمة مكنون القلوب السوداء الَمفزعة الَمشحونة بالكراهية لمن حولها
وهذه المشاعر أصبحت َمعلنة وواضحة بفجور واستهتار بانهيار النفوس وعذاب القلوب المكلومة على فراق الغاليين في حياتهم وهذه المشاعر شديدة القسوة الموجعة حزنا على من فارقهم وأخذه الموت وذهب إلي دار الحق.. ولكن مع الأسف لم يتعظوا ولم يراعوا الدموع التى تنهمر من نار القلب المولع ولا يرحمها هؤلاء الذين ماتت قلوبهم وتعفنت مشاعرهم وطفحت عقولهم بالمعلومات التي تتخللها ديدان فكرية مرعبة ونطقت ألسنتهم بروائح الكلمات الكريهة لتلوث كل من حولها وتنشر الميكروبات المدمرة للإنسانية وتستمر في اقتحام الخصوصيات وعدم احترام قدسية ألميت وأهله وكل احبابه بل أصبح الاستهتار واللامبالاة والتعفن الفكري والجحود النفسي الثياب التى ترتديها أحسادهم وتتحلي بها عقولهم لتشحن قلوبهم وتطفح ألسنتهم بمجاري قاتلة.. فهذه النفوس في أشد الاحتياج لمواجهتها بما تنشره من ضياع فطرة الله السمحة التى فطر نا عليها لتكون قلوبنا ناصعة البياض وعقولنا مبنية على أسس سوية وألسنتنا تترجم اجمل ما يكنه القلب وأروع ما يسكن العقل..!!!!
ولكن كل ما نشاهده ونسمعه ونقرأه مفزع عندما يتحدثون عن إنسانة كبيرة السن وفى عزاء وحزن ولكنها لم تسلم من النقد المبتذل ومتكرر بأسلوب سخيف.. وهكذا إنسان مات وتم دفنه ولكن لم تصمت النفوس المظلمة عن حكايات تمزق قلوب الأسوياء ولم يوقنوا ان من مات فهو بين أيادي الرحمن في دار الحق والحقيقة..
بصراحة يا خسارة على جمال وروعة الإنسان الذي كرمه وأكرمه المولى عز وجل عن باقي المخلوقات، فكيف يصل هؤلاء البشر الي هذه الحالة المريضة ولماذا أصرارهم على تمزيق المشاعر والعلاقات الطيبة بين الناس وهل ستظل الألسنة توزع سمها بين الأموات والأحياء والتدخل في الخصوصيات والخوض في الأعراض وهكذا نشر الفكر المشحون كالألغام ليبعثر العلاقات الأسرية ويدمر المشاعر الإنسانية الفطرية التى نستمتع بها لتكون نور الحياة ولكنهم يسعون جاهدين لإطفاءها وتشويهها..
كفاية وكفاكم ظلام وظلم الظالمين.. اتقوا الله سبحانه وتعالى.