عبد الناصر البنا يكتب : 72 ساعة فى العريش ( 5 ــ 5 )
الكلام عن أرض الفيروز متعه لاتنتهى ، لكن هذا هو حال الدنيا كل بداية لابد أن يكون لها من نهاية ، ودعونى أبتعد بكم قليلا عن العريش عاصمة شمال سيناء لـ أذهب بكم إلى جنوب سيناء وتحديدا إلى مدينة سانت كاترين التى تبعد عن العريس مسافة 286 كم ، وفيها يقام مشروع تنموى ضخم أعلنت عنه الدولة المصرية ، المشروع عبارة عن خطة تنموية شاملة لـ إقامة ” مشروع التجلي الأعظم ” فى واحدة أكثر الأماكن قدسية في العالم وهى مدينة كاترين ، الدولة تمهد لذلك المشروع الطريق نحو وجهات السياحة العالمية .
الهدف الأساسى من مشروع التجلى الأعظم هو إحياء المكانة الروحانية والدينية لمدينة سانت كاترين وجبل الطور ” المكان الوحيد الذى تجلى فيه الله على الأرض ، وفيه كلم نبيه موسى عليه السلام ، بالقطع المشروع يبرز البُعد الجمالي والطابع البدوي التراثي لأهالي سانت كاترين ، أما شعار “تجلّي – TAJALLI”ذاته يشير إلى الظهور أو الخروج إلى النور ، وهو يعكس القيمة الروحانية والطبيعية لمدينة سانت كاترين ، وهو أيضا يمكن أن يكون علامة تجارية لمنتجات الأسر البدوية المستخلصة من طبيعة سيناء .
يقى أن أشير إلى ان الدولة كانت عازمة على إفتتاح هذا المشروع فى مارس الماضى ، ولكن أجريت بعض التعديلات على عملية التطوير ، وتم إعادة تخطيط المدينة بالكامل والحفاظ عليها كمحمية طبيعية ، إلى جانب إبراز البُعد الجمالي والطابع البدوي التراثي ، ومن المتوقع الـ إعلان عن الأنتهاء منه قريبا .
ومن هذا المنطلق أناشد ” وزارة الثقافة ــ ومحافظ جنوب سيناء ــ ووزارة الأوقاف ــ ورئاسة مجلس الوزراء ” وأناشد صاحب المقام العالى أن يتدخل شخصيا لـ إتاحة الفرصة للفنان العبقرى إنتصار عبدالفتاح لـ إحياء حفل إفتتاح هذا المشروع الحضارى الضخم .. لماذا إنتصار عبدالفتاح تحديدا ؟
أولا : لسبب بسيط أنه هو مؤسس وصاحب مشروع ملتقى الأديان العالمى بسانت كاترين وشعاره ” هنا .. نصلى معا ” والحقيقة أن الفنان إنتصار عبدالفتاح قدم ثلاث دورات من مشروع ملتقى الأديان فى سانت كاترين لاقت نجاحا منقطع النظير ، لكن ماحدث بعد ذلك شىء يؤسف له بعد نجاح العروض التى قدمها فى سانت كاترين قفز البعض على الفكرة ونسبها لنفسه ، وقدمت فى صورة أقرب إلى المسخ بعد أن تم إستبعاده منها . الطريف أنه لم يلقى بالا لما حدث ، ومضى فى طريق الـ إبداع لـ يواصل نجاح فكرته بعيدا عن الروتين والبيروقراطية والتصريحات الجوفاء للعام الـ 15 فى مجمع الأديان بمصر القديمة ضمن فعاليات مهرجان سماع الدولى للإنشاد والموسيقى الروحية الذى يبعث من خلاله رسالة سلام مصر للعالم أجمع !!
إنتصار عبدالفتاح هو الوحيد فى مصر القادر على خروج حفل إفتتاح مشروع التجلى الأعظم بما يليق بإسم وتاريخ مصر ، ويكفى أن أشير إلى أنه مؤسس ” مهرجان سماع الدولى للإنشاد الدينى والموسيقى الروحية ” الذى نال شهرة كبيرة لإهتمامه بالتراث وتوظيفه الفني للطقوس الصوفية ، وهو صاحب مشروع ” رسالة سلام ” ذلك المشروع القومى الطموح الذى يؤكد فيه على إحياء وتفرد الشخصية المصرية ، وإنتصار عبدالفتاح هو صاحب ” ليالى المقامات الروحية ” ، وصاحب فكرة ومؤسس المهرجان الدولى للطبول والفرق التراثية أو حوار الطبول من أجل السلام ، وإنتصار عبدالفتاح صاحب مشروع قومى كبير بدأه من قصر الغورى الفواح بعبق التاريخ منذ أكثر من ربع قرن ، والحقيقة أنه لايسع المقام هنا لذكر الأعمال العظيمة والمسرحيات التى أخرجها هذا الفنان العبقرى المبدع ، فقط أطالب الدولة وأصحاب القرار أن يعطوا له الفرصة !! .
ومن جنوب سيناء أعود مره أخرى إلى الشمال لـ أكمل الحلقة الأخيرة من سلسلة الكتابة عن زيارتى لمدينة العريش التى إستغرقت ثلاثة أيام أو 72 ساعة ، كما أردت أن تكون عنوانا لتلك المقالات . وفيها أقول وبكل صدق أن عجلة التنمية فى مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء لابد أن تسير بخطى أسرع ، تمشيا مع الخطة التى وضعتها الدولة لـ تنمية سيناء ، حتى يشعر المواطن فى العريش أن الدولة تقف فعلا إلى جانبه ، ولكى تزيل الصورة المؤسفة لدى المواطن هناك عن التجاوزات الأمنية التى تمت أثناء التعامل مع الأحداث ، والتى كانت تقتضيها العمليات على أرض الواقع ، والتى عبر عنها مشايخ سيناء أثناء إستضافتى لهم والحوار الذى دار معهم على شاشة القناة الفضائية المصرية خلال فترة تولى الرئيس عدلى منصور مقاليد الحكم فى مصر .
وهنا يأتى دور الإعلام الذى يلهث وراء توافه الأمور والذى يستقى مايقدمه من مواد إعلامية من الـ Social Media ، وهو مشغول قضايا فارغة لاتقدم ولاتؤخر عينة ” بص العصفورة ” مثل الجدل الدائر الآن عن المرأه ، وهل يجوز للمرأة أن تطالب زوجها بأجر نظير إرضاع أطفالها أم لا .. وغيرها من توافه الأمور !!
فهل فكر الإعلام المصرى فى عمل فقرات تبرز الجهود الغير عادية التى يبذلها أبناءنا البواسل من رجال الجيش والشرطة على تلك الأكمنة الثابتة والمتحركة ، من أجل إستئصال شأفة الإرهاب فى سيناء ، حتى يشعر المواطن هناك بالأمن والأمان ؟ وأيضا لكى نشعر نحن كمواطنين بعيدين عن بؤرة الاحداث قدر التضحيات التى يقدمها هؤلاء من أجل أن ننعم بلادنا بنعمة الأمن ، كما قال الله تعالى عنها ” أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين ” !!
هل فكر أحد من هؤلاء الأشاوس من أصحاب الحناجر الذين ملأوا الدنيا ضجيجا ونباحا أن يقضى أحدهم يوما بين هؤلاء الجنود أصحاب العيون الساهرة تبرز مدى التضحيات التى يقدموها لوطنهم .. أبدا والله لأن هذا الشان لايشغلهم !!
لا أقل وداعا سيناء ، بل أقول إلى لقاء قريب إن شاء الله .. دامت مصر دولة ” حرة .. قوية .. أبية