الكاتب الصحفي خالد إمام يكتب :وداع تاريخى مُبهر .. للملكة اليزابيث استفتاء شعبى .. على ( الملكية ) .! القصر والحكومة يتفرغان للتحديات الاقتصادية

الكاتب الصحفي خالد إمام

يتفق من يتفق أو يختلف من يختلف حول ملكة بريطانيا الراحلة اليزابيث الثانية .. لكن للحق فانها منذ اصبحت ملكة فى 2 يونيه 1952 وحتى وفاتها فى 8 سبتمبر الحالى كرست حياتها للعرش ولبلادها وشعبها .

عاصرت اليزابيث على مدى 70 عاماً هى مدة ملكها العديد من الأحداث العالمية وبعضها كان مفصلياً لها ولبلادها حيث اندلعت عدة حروب واحداث ملتهبة سواء فى ( اوروبا ) وكان اقساها مقتل اميرة القلوب ديانا ودودى الفايد بباريس فى 31 اغسطس 1997 واتهام القصر الملكى والمخابرات البريطانية بتدبير الحادث ، أو فى ( المنطقة العربية ) مثل حربى الخليج الأولى والثانية واحتلال العراق واحداث 25 يناير 2011 .. وكان لهذه الحروب والأحداث ابلغ الأثر على العالم عامة وعلى لندن بصفة خاصة .
يوم الاثنين الماضى وبعد 11 يوماً من الوفاة .. اقيمت جنازة رسمية وشعبية مبهرة لوداع الملكة شارك فيها 200 من الزعماء والقادة والمسئولين فى العالم .. كما اكتظت الشوارع من لندن الى قلعة وندسور غرب العاصمة بطول 40 كيلومتراً بمئات الألوف من الشعب البريطانى والزوار والمقيمين لتوديعها تارة بالصمت والدموع واخرى بالتصفيق وثالثة بالقاء باقات الزهور على السيارة التى تحمل النعش .. وقد تابع الجنازة ايضاً مليارات البشر حول العالم عبر شاشات التليفزيون وعلى مدى 12 ساعة متواصلة فى اكبر حدث تليفزيونى منذ جنازة الأميرة ديانا .
الجنازة كانت اكبر وادق عملية امنية فى تاريخ لندن حيث خلت الشوارع من اية سيارة أو حتى دراجة طوال ساعات الجنازة والتى تعتبر بكل مفاصلها نتيجة استفتاء شعبى غير معلن على بقاء ( الملكية ) فى بريطانيا والتى يطالب البعض بالغائها ..!!!
( الجنازة .. خطوة بخطوة )
×× تم نقل النعش من كاتدرائية وستمنستر فى لندن الى قلعة وندسور وهو ملفوف بالراية الملكية ويعتليه تاج الامبراطورية والكرة الملكية والصولجان واكليل من الزهور موقع من وريث العرش الملك تشارلز الثالث .
×× شارك فى الجنازة ابناء الملكة الراحلة وهم الملك الجديد تشارلز الثالث واخوته آن واندرو وادوارد .. وابنه ويليام وريث العرش وامير ويلز وكلهم ارتدوا الملابس الرسمية .. اما الابن (هارى) فقد شارك بملابس مدنية بعد ان سحب نفسه من انشطة العائلة الملكية قبل سنتين .
×× انضمت الى الأسرة داخل الكاتدرائية كاميلا قرينة الملك تشارلز وكاثرين زوجة ويليام وميجان زوجة هارى .. وكان اصغر المشاركين فى الجنازة الأمير جورج ( 9 سنوات ) والأميرة شارلوت ( 7 سنوات ) وهما ابنا ولى العهد الجديد ويليام .
×× تم حمل النعش من قاعة وستمنستر الى الكاتدرائية بصحبة 6 آلاف عسكرى وتم وضعه على عربة مدفع وهى نفس العربة التى حُمل عليها من قبل نعوش الملكة فيكتوريا والملك جورج السادس ورئيس الحكومة الأسبق وينستون تشرشل .. وهذه الكاتدرائية تحمل رمزية خاصة فى تاريخ العرش البريطانى وفى مسيرة الملكة ذاتها .. فيها تزوجت فى نوفمبر 1947 وكان عمرها 21 سنة وفيها توجت ملكة عام 1952 .
×× قبل سنوات من وفاتها .. وكإحساس بدنو الأجل .. شاركت الملكة فى وضع ترتيب قداس جنازتها عندما تتوفى واختارت الصلوات والترانيم والموسيقى المصاحبة .. واستجابة لطلبها بدأت المراسم بغناء الجوقة للمزمور 121 من الانجيل والذى سبق غناؤه فى يوم زفافها .
×× اليزابيث ارتبطت ايضاً بقلعة وندسور ارتباطاً شديداً .. فقد تم نقلها اليها وهى طفلة لحمايتها من ويلات الحرب العالمية الثانية حيث كانت لندن مستهدفة من هتلر .. كما كانت القلعة سكناً لها كلما تعرضت لضغوط خاصة خلال انتشار جائحة كورونا بشكل خطير وخوفاً عليها من العدوى .. كما انها كانت تأمن على نفسها فيها وترتاح نفسياً بها .
×× فى قلعة وندسور وقبل انتهاء المراسم تم ابعاد التاج والكرة الملكية والصولجان عن النعش ووضعها جميعاً على مذبح الكنيسة .. ثم كسر كبير امناء البلاط الملكى ( عصا خدمته ) بما يعنى انتهاء عمله فى خدمة الملكة ووضع العصا المكسورة فوق النعش .
×× ثم كانت لحظة النهاية .. الدفن والذى لم يشهده أو يحضره سوى افراد الأسرة فقط .. حيث تم انزال النعش آلياً وببطء للقبو لتدفن الملكة بجوار والدها الملك جورج السادس ووالدتها الملكة اليزابيث الأم واختها الصغرى الأميرة مارجريت وزوجها الأمير فيليب والذى تم نقل رفاته ليدفن بجوارها تعبيراً عن قصة حبهما وانهما ظلا مستمرين بجوار بعضهما فى الحياة وفى الرحلة الأبدية بعد الممات .
لقد طوت بريطانيا مساء الاثنين الماضى صفحة اطول ملوكها جلوساً على العرش .. لتستأنف البلاد الحياة الطبيعية بعدها بساعات خاصة ان الملك الجديد تشارلز الثالث ورئيسة حكومته ليز تراس – التى حظيت بلقاء الملكة قبل رحيلها بثمان واربعين ساعة فقط تلقت خلالها منها التكليف – يواجهان تحديات اقتصادية هائلة وغير مسبوقة كتداعيات لحرب شرق اوروبا .. فالحياة تستمر رغم المآسى والأحزان .
×××
( رسائل .. صاروخية ..!! )
×× مصطفى الكاظمى رئيس وزراء العراق : كل القوى المتصارعة مدعوة لحوار وطنى .
×× معمر الاريانى وزير الاعلام اليمنى : قيادات الحوثى منقادة بشكل أعمى لطهران .
×× الرئيس الأمريكى جو بايدن : الرد على روسيا سيكون بنفس الحجم اذا استخدمت النووى .
×× نانسى بيلوسى رئيسة النواب الأمريكى : هجمات اذربيجان على ارمينيا غير قانونية .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.