“مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا” تلك العبارة قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال أحد اللقاءات الموسعة التى عقدها مع لفيف من قوى الشعب المصرى حينما كان وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة، وتستطيع القول إنها لم تكن للرئيس مجرد عبارة، وحتى أمنية أو حلم، وإنما كانت بمثابة المنهج أو المشروع الأهم له منذ توليه مسئولية قيادة البلاد منتصف عام ٤١٠٢، بل ومنذ ظهوره على الساحة السياسية فى أعقاب ٥٢ يناير ١١٠٢ وما تلاها من أحداث ومؤامرات كانت تستهدف النيل من هذا البلد وهدم مؤسساته الوطنية، لولا العناية الآلهية وقوة وبسالة أبطالنا فى الجيش والشرطة والتفاف المخلصين من أبناء الوطن حولهم واستطاعوا جميعا إنقاذ البلاد والعباد مما كان يحاك ضدهم وضد بلدهم.
لا يستطيع أحد إنكار ما قدمه الرئيس عبدالفتاح السيسى لهذا البلد خلال السنوات الثمانى التى تولى فيها مقاليد الأمور، فلا يكاد يكون هناك »شبر« على أرض المحروسة لم يشهد تطويرا أو مشروعا جديدا يقام لخدمة المواطن المصرى ويسهم فى تحقيق التنمية والنهضة الشاملة لهذا البلد فى شتى المجالات، لاسيما الإسكان والزراعة والصحة والطاقة والتعليم وجميعها تستهدف توفير
الحياة الكريمة لأبناء الوطن وتعويضهم عن الإهمال والتقصير الذى عانوه سنوات طوال، فكانت المشروعات العملاقة والقومية بشتى
المحافظات حيث إنشاء شبكة طرق تجاوزت ٠٢ ألف كيلومتر مع إحلال وتجديد الشبكة القائمة بما يساعد على ربط المحافظات
والمناطق الاستثمارية والعمرانية شمالا وجنوبا، شرقا وغربا والتيسير على الانتقال وخدمة مشروعات التنمية والعمران، وكذلك
الحال بالنسبة لمشروعات التنمية العمرانية وإنشاء مدن جديدة تجاوزت ٥٢ مدينة بشتى المحافظات بما يوفر أكثر من مليونى وحدة
سكنية تناسب شتى فئات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية.
نفس الأمر كان فى المشروعات الزراعية التى تستهدف توفير واستصلاح قرابة الثلاثة ملايين فدان تضاف إلى المساحة المنزرعة
حاليا وهو ما يحقق الاكتفاء من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية لاسيما القمح والذرة والقطن، وكذلك فيما يتعلق بالمشروعات
الصحية وإنشاء العديد من المستشفيات والوحدات الصحية بشتى المحافظات وتطوير وتحديث القائم منها مع إطلاق العديد من
المبادرات التى تستهدف فى المقام الأول صحة المواطن المصرى البسيط ولعل فى مقدمتها مبادرة »مائة مليون صحة« التى
أسهمت بشكل كبير فى مواجهة أمراض السكر والسمنة والتقزم، إضافة إلى القضاء نهائيا على »بعبع« فيروس »C« الذى كان يهدد
حياة أكثر من ٧١ مليون مصرى وباتت مصر خالية تماما من هذا المرض اللعين فى تجربة أشادت بها منظمة الصحة العالمية واعتبرتها
نموذجا يحتذى.
كل هذه المشروعات وغيرها الكثير والكثير من المشروعات التى تم تنفيذها خلال السنوات الثمانى الماضية فى عهد الرئيس
السيسى تعد بمثابة »نقطة فى بحر« من المشروع الأكبر الذى يسعى الرئيس إلى تنفيذه وهو وضع مصر فى المكان والمكانة
اللائقة بها وسط الأمم، وكما ذكر الرئيس كثيرا إنه طوال حياته ومنذ الصغر كان مهموما بهذا البلد ويحلم بالنهوض به وعندما شاءت
الأقدار أن يتولى مقاليد الحكم قبل ٨ سنوات سعى منذ اليوم الأول إلى تحقيق هذا الحلم وتنفيذ المشروع الأهم فى حياته وهو
بناء الدولة المصرية وإنشاء »الجمهورية الجديدة« التى تتسع للجميع وتتواكب مع معطيات العصر فى شتى المجالات، وفى القلب
منها بناء الإنسان المصرى الذى يستطيع مواجهة التحديات والصعاب التى يموج بها العالم خاصة في منطقتنا العربية وبالفعل
استطاع الرئيس خلال سنوات معدودة تحقيق طفرة هائلة فى شتى مناحى الحياة على أرض هذا الوطن واستعادت مصر جزءا كبيرا
من مكانتها الإقليمية والدولية رغم العديد من الصعاب والأزمات التى ألمت بالعالم كما ذكرت وفى مقدمتها جائحة كورونا والأزمة
الأوكرانية ـ الروسية ومن قبلها خطر الإرهاب الذى واجهته مصر نيابة عن العالم قرابة العشر سنوات واستطاعت القضاء عليه
بإستثناء بعض العمليات الإجرامية المحدودة فى سيناء، وذلك بفضل قوة وبسالة أبطالنا فى الجيش والشرطة، وهذا كان بمثابة
البوابة الكبرى لعبور مصر إلى آفاق التنمية والعمران وهو ما لم يكن ليتحقق دون وجود الأمن والاستقرار.
ختاما أؤكد أن هذا الحلم أو المشروع الذى بيتبناه الرئيس السيسى منذ ٨ سنوات يجب أن يكون مشروعنا جميعا نحن المصريين
من أجل الوصول إلى مصر القوية، مصر الجديدة التى نتمناها، ولن يتأتى ذلك إلا بمزيد من الجهد والعرق والالتفاف حول بلدنا وقائدنا
حتى نتجاوز الأزمات ونحقق الأمنيات، ولن أبالغ إذا قلت أن الحلم بات واقعا ملموسا لكل المخلصين والمحبين لهذا الوطن ولا عزاء