معبر رفح هو معبر حدودى يربط بين ” فلسطين – السلطة الفلسطينية ومصر ” وهو يقع عند مدينة رفح الحدودية الواقعة على حدود قطاع غزة فى شبه جزيرة سيناء ، والتى تبعد عن مدينه العريش حوالى 54 كم تقريبا ، يستقبل معبر رفح أبناء فلسطين القادمين إلى القاهره والمغادرين منها فى أوقات فتح المعبر التى تحددها السلطات المصرية ، وهو يعمل من الساعه 9.00 صباحا : الساعه 4.00 عصرا يوميا .
الحقيقة التى لاينكرها أحد هو كم التضحيات التى قدمتها مصر للفلسطينيين وللقضية الفلسطينية ، بخلاف الحروب التى خاضتها مصر من أجل القضية الفلسطينية منذ عام 48 وماتلاها من سنوات 56/67/73 ، وحتى اليوم القضية الفلسطينية هى الشغل الشاغل للقيادة السياسية المصرية ، ودائما هى محورا أساسيا فى سياستها الخارجية . ومصر لاتزال تقف إلى جانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى ، خاصة في تلك الظروف الصعبة التى يمر بها ، وهى تسهل مرور المرضى والحالات الإنسانية والطلاب وتقدم كافة الخدمات والدعم اللازم لهم . هذا إلى جانب تقديمها لـ آلاف المنح الدراسية المجانية سنويا لطلاب الجامعات والدارسين لنيل درجة الماجستير والدكتوراه .
من وجهة نظر مرافقى الذى يستقبل الوفود الفلسطينية القادمة من قطاع غزه أنه يجب زياده ساعات عمل معديه
الفردان التى تعمل من الساعه 8.00 صباحا حتى الساعه 1.30 ظهرا فقط لكى تسهل عملية دخول وخروج أبناء
فلسطين ، وتسهيل حركة خروجهم ودخولهم . وأعتقد أن الدوله دائما تراعى الحالات المرضيه والإنسانيه للأشقاء
الفلسطيين .
أنا أنقل وبكل دقة مشاهداتى خلال الـ 72 ساعة التى قضيتها فى مدينة العريش فى هذه السلسلة المتصلة من الكتابات ، وأنا هنا أنقل بكل أمانة معاناة المواطن العرايشى حيث فرص العمل شبه منعدمه ، بإستثناء كما ذكرت
آنفا بعض الدواويين والمصالح الحكومية والمدارس والوحدات المحلية والأوقاف .. إلخ لدرجه أن المدينة شبه خاليه
وقد هجرها أهلها سعيا وراء الرزق ، حتى صيد السمك قيل لى أنه ممنوع أمنيا . وبالمناسبة من يزور العريش ولم
يتذوق طعم السمك الجميل فقد فاته الكثير ، وهنا لابد أن أذكر الوليمة الكبيرة التى أقيمت إحتفاءا بقدومنا من أهل
العروس والتى حوت العديد من أصناف السمك الشهيه والتى أتم تجهيزها بطريقة إحترافية .
الحياة فى العريش رغم بساطتها إلا أنها لاتخلو من إختلاس الوقت للفرح والترفيه عن النفس ، وخاصة فى
المناسبات الإجتماعية مثل الخطوبة والزفاف وأعياد الميلاد .. وغيرها . حفل الخطوبة الذى دعيت له رغم بساطته
وإقامته فى منزل أسرة العروس بمدينة العريش ، إلا أن مظاهر الفرح والبهجة فيه كانت بادية ، وفاقت كثيرا الأفراح
التى تقام فى الفنادق وصالات الأفراح وغيرها ، خاصة وأن منزل العروس قد تميز بالفخامة الممزوجة بالبساطة ،
حيث الدفء يغبق جنبات المكان ، فهذا المكان مخصص للسيدات فى طقس إحتفالى بهيج عبرن خلاله عن
سعادتهن بالعروس يصاحبهن أغانى الـ DG فى مظهر لايختلف كثيرا عن أفراح القاهرة تقريبا هى نفس الأغنيات
التى يرددها الشباب ، ونفس الطقوس التى تقام فى مثل هذه المناسبات . البنات كن فى أبهى حللهن والسيدات
فى كامل زينتهن ، والعروس فى أناقة تامة ندعوا الله لهم أن يوفقهم فى حياتهم ان يتمم لهم على خير .
وهنا على الجانب الآخر بجلس الرجال والمدعوين من كبار العائلات والعواقل وأهل العروس وأقاربهم وجيرانهم إلى
جانب الضيوف من أهل العريس ، جلسة لاتخلو من السمر والفكاهة وتجاذب أطراف الحديث حول الذكريات والمواقف
الطريقه وعقد مقارنات بين الماضى والحاضر ، وأكواب القهوة والشاى السيناوى والمياة البارده تدور ولايكل ولايمل
الشباب من تقديمها للحضور تعبيرا عن كرم الضيافة مع حفاوة الترحيب .
الحقيقة أننا شرفنا بهذا النسب ، وقد كنت أعتقد ولفترة طويلة بحكم النشأة والتربية الصعيدية والعادات التى جبلنا
عليها ، أن أفضل شىء هو زواج الأقارب ، لما يحققه هذا الزواج من إستقرار وراحة بال ، رغم كل ما وجه إليه من
إنتقادات ، لكن مؤخرا فطنت إلى أننا يجب أن تكون نظرتنا أبعد من ذلك ، وخاصة أن كانت المصاهرة مع من هم
على نفس العادات والتقاليد والطباع مثل أهل سيناء الذين تقترب عاداتهم وتقاليدهم كثيرا من عادات وتقاليد أهل
الصعيد ، وهناك أيضا سمات وخصائص مشتركة فى الكرم والامانة والشرف والأخلاق وحسن إستقبال الضيف .. إلخ