عبد الناصر البنا يكتب : 72 ساعة في العريش ( 3-5 )

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية

على طول طريق البحر فى مدينه العريش لا حديث يعلو على أن الدولة عازمة على هدم المبانى والشاليهات الملاصقة للبحر فى خطة التطوير ، والحقيقة أن البنية التحتية فى مدينة العريش ليست بالقدر المأمول فالشوارع التى لا يخلو شارع فيها من الأكمنه الثابتة والمتحركة ، وخاصة فى أوقات الليل ، كلها تقريبا مكسرة وتفتقد للرصف والإضاءة ، وتملأها الأتربة والحفر ، ولا يوجد بها أى مظهر من مظاهر التطوير التى نجدها فى محافظة الجيزة على سبيل المثال التى يغير محافظها الأرصفة كل شهر تقريبا !!

الحقيقة أننى على طول نقاط التفتيش المتواجدة على مداخل القرى والمدن بطول الطريق الساحلى الدولى من القنطرة شرق إلى العريش أسأل نفسى سؤال : هل الجماعات الإرهابية والعناصر التكفيرية يمكن أن تسلك نفس الطرق أو المداخل الرسمية التى نسلكها خلال زيارتنا لشمال سيناء ؟

أعتقد أن الإجابه بكل تأكيد أبدا ، هذة ليست طرقهم المعتادة ، إذن لابد أن نراعى تلك الشعرة فى تطبيق الإجراءات كون هذا مواطن وهذا إرهابى ، مع الحسم فى تطبيق القانون للمخالف ، وخاصه عندما علمت أن الإنتظار قد يطول لساعات أحيانا ، وأعود لكى أأكد أن هذا قد تقتضيه الدواعى الأمنية أحيانا ، ومن أجل ذلك يعزف البعض عن زيارة تلك الأماكن بما فيهم أهل تلك المدن .

مظاهر النمو على جانبى الطريق وصولا إلى العريش لاينكرها إلا جاحد فهذا مصنع لسكر البنجر فى القنطرة شرق ، وتلك محطة لـ توليد الكهرباء تعمل بالغاز الطبيعى فى منطقة 6 أكتوبر ، بعد أن جلسنا للإستراحه فى كافتيريا الصديقان التى تبعد 50 كم عن النفق ، وهى تقريبا فى منتصف المسافة بين القاهرة والعريش لكى نلتقط الأنفاس ونتناول طعامنا ، ونحتسى بعض أكواب الشاى الأخضر الذى تتميز به سيناء .

بالقرب من مدينة رمانة جارى العمل على إنشاء جامعة دولية جديدة تضاف إلى المؤسسات العلمية الموجودة هناك ومنها جامعة سيناء العريش – Sinai University Arish التى تبعد عن العريش حوالى 8 كم وعن الإسماعلية 160 كم ، والقاهرة حوالي 280 كم ــ إضافة إلى جامعة العريش ــ والمعهد العالي للعلوم التجارية والحاسب الآلي .

المزارع وأشجار النخيل المثمرة على جانبى الطريق فى المسافة من القنطرة شرق حتى مدينة رمانة تدعو إلى الفحر ، وهناك تكثر أشجار ” الزيتون ــ والليمون ـ والبرتقال ـ والمانجو ـ والموز ـ وأشجار الـ كالامانتينا أو اليوسفى الصغير جدا .. وغيرها ، ولاعجب أن تجد لافتات على طول الطريق مكتوب عليها ” معصرة زيتون ” .

اليوم أنا لمست يقظة عالية من رجال الأمن فى التعامل مع المترددين على محافظة شمال سيناء ، ولمست أيضا تواجد أمنى مكثف فى شوارع مدينة العريش ، وأعتقد أن الأمن الذى تنعم به المدينة لايدعو إلى التراخى وإنما إلى الحذر واليقظة ، وكما قال مرافقى أن مدن شمال سيناء تنعم كلها والحمد لله بنعمة الامن بإستثناء وندعوا الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان . وعن سبب شعوره بالأمن يقول لأن الدوله أقامت سورا يتراوح إرتفاعه بين 12/ 13 مترا يحيط بالمدينة حتى الميدان الجديد ويعزلها عن الجبل وعليه خدمات طوال الـ 24 ساعة .

هدية الرئيس .. كنت دوما أتعجب من سيارات الـ أجرة الـ مرسيدس التى تحمل لوحات أجرة شمال سيناء ، وأنا أحب هذا النوع من السيارات وكنت أقتنى واحده منها ، لكن كونها مجهزة بعدد أكثر من المقاعد كانت لافته للنظر ، سيارات الأجرة المرسيدس لم تكن بالعدد الذى كنت أتوقعه فى العريش ، وعنما سألت عن السبب علمت ان هناك مبادرة تحمل إسم ” هدية الرئيس ” ويتم من خلالها تكهين تلك السيارات القديمة وإستبالها بسيارات لادا جديده تعمل بالبنزين والغاز ، موديل السنه وبدون مقابل !!

سيناء أرض البطولات والأبطال ، وعبارات الترحيب بالضيوف ، أول ماتقع عينك عليه على البوابة الرئيسية فى مدخل مدينة العريش ، وقبل البوابة هناك سوق كبير جدا للجملة أقيم على مساحه تزيد عن الـ 20 فدان وهو يشهد حركة البيع والشراء اليومية لـ يمد مدينة العريش وما يجاورها من قرى وأحياء بالخضار والفاكهة ، وعلى يسار تلك البوابة يوجد مدخل بحيرة البردويل وجامعة سيناء فى العريش ، وقرية سما العريش وفندق سوما باى . وقد لفت نظرى عمارات سكنية سكنية علمت أنها ” مدينه السبيل ” وهى تقع على البحر مباشرة ، وتحوى العديد من الوحدات السكنية الـ مأهولة بالسكان وتفتقد للخدمات نتيجة للعمليات الإرهابية التى كانت تتم هناك ولكن السؤال : إذا كانت مدينة العريش تنعم الآن بالأمن والأمان فلماذا لاتستغل هذه الوحدات ؟

عشرات من محطات الوقود وتموين السيارات على جانبى الطريق وفى مدينه العريش مغلقة ، وأمام محطة مصر للبترول يقف طابور طويل من السيارات إنتظارا لدوره فى التزود بالوقود ، وعندما سألت عن سبب هذا الزحام ، جاءت الإجابه صادمة أن المواطن فى العريش غير مسموح له إلا بكميه 30 لتر من الوقود / أسبوعيا .

وعن سبب الزحام أمام المحطات علمت أن مدينة العريش لايعمل بها سوى محطتى لتموين السيارات بالغاز الطبيعى ، ومحطتى تموين بنزين ، ومحطه للسولار فقط لكل سكان المدينة ، وأن لكل محطة عدد محدد من السيارات ، وأن تموين السيارات يتم هنا وفق نظام دقيق من خلال بونات صرف يتم الحصول عليها من المحافظة كما أن الزائر لـ مدينة العريش مسموح له ب 30 لتر وقود يحصل عليها يوم الجمعة فقط ، وذلك منعا للتهريب الذى كان يتم ، وأيضا للتضيق على الإرهابيين فى التزود بالوقود . السيارات ذات الدفع الرباعى( 4X4 ) ممنوع سيرها نهائيا فى محافظة شمال سيناء بإستثناء سيارات أعضاء إتحاد القبائل العربية ، وكلها إجراءات كانت تقتضيها الحالة الأمنية .

هنا حى المساعيد ويبدو فيه عدد كبير جدا من العمارات السكنية التى تم تحديثها وقد بنيت خلال فترة حكم الرئيس مبارك ، تصل المياه للمواطن فى مدينه العريش مرة واحدة / أسبوع ، وهى غالبا مياه غير صالحة للشرب ، وخلال أيام الأسبوع تمر سيارات البلدية التى تحمل إسم ” عطايا مجلس المدينة ” على الأحياء توزع المياه النظيفه مجانا ، وإعتاد الناس على شراء المياه المعبأه فى جراكن سعه 20 لتر بمبلغ 8 جنيهات للعبوه وتستهلك الأسره عادة 4 عبوات / أسبوعيا .
وللحديث .. بقية !!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.