تجددت هذا الأسبوع، الاشتباكات المسلحة بين قوات أذربيجان وأرمينيا، على الحدود فى منطقة كاراباخ المحررة، حيث عاودت القوات الأرمينية اعتداءاتها، فيما تصدت لها القوات الأذربيجانية، أوقعت ٧ شهداء فى صفوف الأذربيجان و١٥٠ إلى ٢٠٠ قتيل أرمينى، طبقا للمعلومات التى أوردها موقع ” كاليبر. از الأذربيجاني.”
وأعلن الجيش الأذربيجاني سيطرته على مواقع ومرتفعات استراتيجية مهمة، وتم تدمير البنية التحتية العسكرية لأرمينيا ، والتي يمكن استخدامها في أعمال تخريب محتملة على الحدود مع لاتشين وكالبجار ، بأسلحة عالية الدقة. وبلغت خسائر الجيش الأرمني ما بين 150 و 200 قتيل ،
وهناك مئات الجرحى. كما تم تدمير نظامي دفاع جوي من طراز S-300. كما تم التحكم في عدد من الاتصالات الاستراتيجية التي تمر عبر أراضي أرمينيا بصريًا وبالنار.
“جريدة الرئيس” كانت هناك شاهد عيان على آثار الاحتلال الأرميني لمنطقة كاراباخ لأكثر من ٣٠ عاما
وبمجرد تجدد المواجهات نفت وزارة الدفاع الأذربيجانية الانباء المتداولة في وسائل الإعلام الأرمينية عن تدخل أذربيجان في أراضي أرمينيا، ووصفتها بأنها مجرد الهراء.
وأفادت وكالة اذرتاج في بيان نشره المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع الأذربيجانية. جاء فيه ان جمهورية أرمينيا هي الدولة المعتدية ودولة الاحتلال في المنطقة. ولا يزال جنود القوات المسلحة لأرمينيا وعتادها متواجدين في منطقة قره باغ الاقتصادية الأذربيجانية.
من جانبه ينفذ الجيش الاذربيجاني تدابير ميدانية محدودة للرد على استفزازات أرمينيا ويقوم بتحييد نقاط نيرانها. مؤكداً ان المغامرة العسكرية والسياسة الانتقامية التي تواصلها أرمينيا،
كذلك اطلاقها النار المكثف على مواقع الجيش الاذربيجاني في اتجاهات كلبجار ولاتشين وداشكسن وكاداباي خلال الشهر الأخير واستفزازاتها العسكرية الواسعة النطاق اليوم هو السبب الرئيسي للتصعيد. وتتحمل القيادة العسكرية السياسية لارمينيا كافة المسئولية عن هذا التصعيد.
ونفت وزارة الدفاع الأذربيجانية الانباء المتداولة في وسائل الاعلام الارمينية عن استهداف المدنيين والمنشآت والبنية التحتية المدنية من قبل الجيش الاذربيجاني مشيرة الى انها لا أساس لها من الصحة وهي انباء كاذبة ارمينية.
وأفادت وكالة أذرتاج نقلا عن المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع ان تدابير الرد الأذربيجانية على استفزازات أرمينيا تستهدف الأهداف العسكرية الدقيقة ونقاط النيران. ان تدابير الرد تنفذ في نطاق محدود ودقيق وتهدف الى توفير سلامة حدود اذربيجان ووقف استفزازات أرمينيا.
كما جاء في بيان لوزارة الدفاع الأذربيجانية ان استهداف المنشآت المدنية والناس الأبرياء أسلوب عسكري تلجأ اليه القوات المسلحة الارمينية. إن أرمينيا كانت تستهدف مدن أذربيجان وسكانها المدنيين بالقصف الصاروخي الباليستي وبالقنابل العنقودية خلال فترة احتلال أراضي أذربيجان الذي استمر 30 عاما وإبان الحرب الوطنية التي استمرت 44 يوما.
كما أفادت وكالة أذرتاج الأذربيجانية الرسمية للأنباء نقلا عن وزارة الدفاع ان مجموعات تخريب تابعة للقوات المسلحة لأرمينيا نفذت ليلة 12 سبتمبر استفزازا مسلحا واسع النطاق بزرع ألغام في طرق التموين والأراضي الموجودة بين مواقع الجيش الاذربيجاني في الاتجاهات المختلفة.
وكانت اشتباكات مسلحة قد وقعت بين الطرفين نتيجة اتخاذ الجيش الاذربيجاني التدابير العاجلة لوقف الاستفزازات الارمينية. وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية سقوط قتلى وجرحى و خسائر للبنية التحتية نتيجة تعرض بعض مواقع ومخابئ الجيش الاذربيجاني في محافظات داشكسان وكلبجار ولاتشين للقصف المدفعي واطلاق النار بالأسلحة المختلفة العيار من قبل مواقع القوات المسلحة لأرمينيا في مناطق باساركيتشار وايستيسو وقاراكيلسا وكوروس.
كما تواصل وحدات الجيش الاذربيجاني الرد بشدة على القوات المسلحة لارمينيا لوقف استفزازاتها المسلحة واعتدائها على أراضي أذربيجان وسيادتها، ولتوفير سلامة جنوده والاشخاص المدنيين الذين يعملون في إعادة الإعمار في البنى التحتية في أراضي محافظتي كلبجار ولاتشين.
اضافت الوزارة ان الجيش يتخذ تدابير ردع لازمة لإسكات نقاط النيران للقوات المسلحة لأرمينيا والحيلولة دون توسيع رقعة الاشتباكات المسلحة. وأن القوات المسلحة لأرمينيا تتكبد خسائر في صفوف جنودها وعتادها.
يشار إلى أن الاستفزازات الأرمينية في اتجاه محافظات لاتشين وكداباك وداشكاسن وكلبجار الأذربيجانية كانت قد تكثفت خلال الشهر الأخير. وتعرضت مواقع الجيش الاذربيجاني فيها لاطلاق النار المكثف من قبل الجانب الأرميني.
كذلك كان يلاحظ حشد الأسلحة الهجومية والمدفعية وجنود من قبل أرمينيا في الحدود مع اذربيجان. وكل هذا يدل على ان أرمينيا كانت تستعد للاستفزاز العسكري الواسع النطاق.
ومن خلال هذه الاعمال، تهدف أرمينيا الى تأخير تنفيذ أذربيجان مشاريع البنية التحتية المدنية الواسعة النطاق في المحافظات الحدودية المحررة من الاحتلال وإبقاء أجواء متوترة قرب الحدود مع اذربيجان.
وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية مرة أخرى ان القيادة العسكرية والسياسية لارمينيا تتحمل كافة المسئولية عن التصعيد والمناوشات والخسائر.
يذكر ان جيش أذربيجان قد قام بتحرير أراضيه المحتله في معركة كبيرة بداية من السابع والعشرين من سبتمبر ٢٠٢٠م، وانتهت بالنصر في بالنصر في الثامن من نوفمبر.
جماعات تخريبية
وفى وقت لاحق أصدرت وزارة خارجية جمهورية أذربيجان بيانا قالت فيه: قامت وحدات القوات المسلحة الأرمينية باستفزازات واسعة النطاق في اتجاهات داشقاسان وكالبجار ولاشين الواقعة على حدود الدولة الأذربيجانية الأرمينية. وفقا للمعلومات التي قدمتها وزارة الدفاع في جمهورية أذربيجان ،
و قامت الجماعات التخريبية التابعة للقوات المسلحة الأرمينية باستخدام التضاريس الجبلية للمنطقة وفجوات الوادي القائمة بزرع ألغام أرضية في المناطق الواقعة بين مواقع وحدات الجيش الأذربيجاني وطرق الإمداد في اتجاهات مختلفة. بالإضافة إلى ذلك ، أطلقت القوات المسلحة الأرمينية نيرانها بكثافة على مواقع الجيش الأذربيجاني في مناطق دشقاسان وكالبجار ولاشين باستخدام أنواع مختلفة من الأسلحة ،
بما في ذلك قذائف الهاون. ونتيجة لذلك ، وقعت إصابات بين أفراد قواتنا المسلحة ، وألحقت أضراراً بالبنية التحتية العسكرية. ومن أجل منع المزيد من الاستفزازات من قبل القوات المسلحة لأرمينيا والتهديدات العسكرية ضد أراضي وسيادة بلدنا ، لضمان سلامة أفرادنا العسكريين ، بمن فيهم العمال المدنيون المشاركون في أنشطة البنية التحتية في إقليم منطقتي كالباجار ولاشين ،
تم تجنب توسيع نطاق الأعمال العدائية العسكرية ، ومن أجل إسكات نقاط إطلاق النار للقوات المسلحة الأرمينية ، تم اتخاذ تدابير انتقامية نهائية من قبل وحدات الجيش الأذربيجاني المنتشرة في هذا الاتجاه.
علاوة على ذلك ، فإن المعلومات التي نشرها الجانب الأرميني والتي تفيد بأن الجيش الأذربيجاني يستهدف السكان المدنيين والمرافق والبنية التحتية لا تعكس الواقع ،
وهي معلومات مضللة أخرى ينشرها الجانب الأرميني. بشكل عام ، خلال الشهر الماضي ، استفزازات القوات المسلحة الأرمنية في اتجاه مناطق لاتشين وجاداباي وداشكاسان وكالبجار على حدود الدولة ، وحالات إطلاق النار على مواقع الجيش الأذربيجاني في تلك المناطق بأنواع مختلفة من الأسلحة ، كانت مكثفة ومنهجية. وفي الوقت نفسه ، فإن زيادة عسكرة أرمينيا على طول حدود أذربيجان ،
ونشر معدات ثقيلة وأسلحة من العيار الثقيل في المنطقة ، تشير إلى أن أرمينيا تستعد لاستفزاز عسكري واسع النطاق. في الوقت نفسه ، تأخير عملية التطبيع من قبل أرمينيا بذرائع مختلفة ، مما يدل على موقف هدام في المفاوضات الجارية بجهود دولية ، وعدم سحب القوات المسلحة الأرمينية من أراضي أذربيجان بما يتعارض مع الالتزامات في إطار البيانات والاتفاقات الثلاثية.
استمرار زرع الألغام الأرضية ، بما في ذلك التي أنتجت مؤخرًا في أرمينيا في إقليم لاتشين ، ووضع شروط جديدة وتعطيل عملية فتح طرق الاتصالات والنقل ، فضلاً عن عدم الاستجابة لأجندة السلام ، أظهر أن أرمينيا غير مهتمة بالسلام عملية ويهدف إلى تقويضها. يعد العدوان التالي للجانب الأرميني على أذربيجان انتهاكا صارخا لقواعد ومبادئ القانون الدولي الأساسية ،
فضلا عن أحكام البيانات الثلاثية الموقعة بين قادة أذربيجان وأرمينيا والاتحاد الروسي ، والاتفاقات التي تم التوصل إليها بين البلدين. أذربيجان وأرمينيا. إن خطوات أرمينيا هذه تتعارض تمامًا مع عملية التطبيع والسلام الجارية. في الوقت الذي تقوم فيه أذربيجان بأعمال الترميم والبناء على نطاق واسع في هذه الأراضي المحررة من الاحتلال ، تثبت أرمينيا من خلال السماح بالعدوان مرة أخرى أنها تعرقل هذه العملية بكل الوسائل.
وقالت: تقع المسؤولية عن الاستفزازات والاشتباكات والخسائر على عاتق القيادة العسكرية والسياسية لأرمينيا. إن أي عمل ضد سلامة أراضي جمهورية أذربيجان وسيادتها سيمنع بحزم.
شاهد عيان
ونظراً لتصادف وجودنا داخل الأراضي الأذربيجانية المحررة فى كاراباخ، أثناء هذه الاعتداءات الأرمينية الجديدة، قمنا بتصوير اثار الاحتلال الأرمينى لمنطقة كاراباخ ل ٣ عقود تم خلالها تدمير كامل للبنية التحتية والمساكن ودور العبادة المختلفة، إسلامية ومسيحية ويهودية، بل حتى مقابر الأموات لم تسلم من يد المحتل.
وقد صحبنا فى الجولة المسئول عن ادارة كاراباخ السيد اراز امانوف، الذى أشار إلى أن المساحة الكلية لمنطقة كاراباخ تبلغ ١٠ آلاف كم اى حوالى ثلث مساحة جمهورية أذربيجان البالغة ٨٦ ألف كم، وقد احتلت كاراباخ بداية التسعينيات بدعم من القوات السوفيتية، وتم تشريد حوالى مليون مواطن ما بين نازح ولاجئ، وطوال الثلاثين عاما كافح الشعب الأذربيجاني وقواته المسلحة حتى تحقق النصر في ٨ نوفمبر ٢٠٢٠م.
استطرد أمانوف، وكله حزن على كوارث هذا الاحتلال: لقد فجعنا بما خلفه الاحتلال الأرمينى من دمار وخراب شامل لكل مظاهر الحياة في كاراباخ، لدرجة أنه دمر المقابر أيضا، بل خطط لدمار مستقبل المنطقة بزرعه ملايين الألغام لحصد المزيد من الضحايا والشهداء، وحتى وقتنا هذا تقوم الحكومة والدولة الأذربيجانية بجهود كبيرة لإزالتها وإعادة بناء البنية التحتية بأسرع ما يمكن، كما تعهد بذلك الرئيس إلهام علييف، القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتحويل كاراباخ إلى مدينة خضراء، ولذلك قام بوضع حجر الأساس لمدينة فضولى الجديدة مقابل المدينة القديمة المدمرة، والعمل يجرى فيها على قدم وساق للانتهاء منها فى أسرع وقت ممكن. خاصة وأن هناك خط تماس طوله ٢٠٠م وعرضه ٥ كم، ملئ بالألغام التى يقوم بكشفها وإزالتها خبراء لديهم تجارب دولية سابقة. خاصة وأن كل أراضي كاراباخ صالحة للزراعة لمحاصيل العنب والقطن ومزارع ومناحل لإنتاج عسل النحل الجيد.
وكشف أمانوف النقاب عن أسباب التدمير الوحشي من قبل الاحتلال الأرمينى للمقابر، بأنه يرجع إلى ٣ اسباب، أولها: أنها مبنية بالرخام الأبيض والأسود مرتفع الثمن، لبيعه! الثانى: لأن من عاداتنا تزيين الأسنان بالذهب، فكانوا يسرقونها من الموتى! أما الثالث: كنوع من الاستفزاز لمشاعرنا وأنهم قادرون على هزيمتنا! وقد بذلنا جهوداً حثيثة وجمعنا كثيرا من الرفاة لكننا لم نعرف أصحابها، وأنا واحد من هؤلاء الذين لم يتعرفوا على أمواتهم.
وقال امانوف: تفنن المحتل الأرمينى فى إذلال السكان بإحراق المنازل لإجبارهم على الرحيل، كما تفننوا فى إهانة دور العبادة المختلفة، بإحراقها وتحويلها إلى حظائر واسطبلات للحيوانات، وكان هناك ٨٠ مسجدا تم تدميرها بالكامل، حتى المساجد المسجلة كتراث عالمى فى منظمة اليونسكو لم تسلم منهم، وإن استغلوها لخدمة تراثهم!
وضرب امانوف مثلاً بما حدث في مسجد قرية مردنليه صاحب الماية عام، حيث تم تدميره بشكل شبه كامل، وحرصت أذربيجان على بقائه كما هو مع تجديد سقفه ليكون شاهدا على جرائم الاحتلال الأرمينى.
وطوال الطريق من باكو الذى خرجنا منها السادسة صباحاً حتى وصولنا العاشرة صباحاً، مسافة ٣٢٠ كم، الى منطقة فضولى، حيث مطار كاراباخ، تتواجد القوات المسلحة الأذربيجانية لحماية وتامين الإقليم من العناصر التخريبية.
وصرح د. ايميل رحيموف، المستشار الإعلامي للسفارة الأذربيجانية بالقاهرة سابقا، مرافق الوفد الصحفى، بأن الدولة الأذربيجانية خصصت ٣ مليار دولار كبداية لإعادة تعمير وتنمية كاراباخ، مع تشجيع الشركات العالمية للمشاركة والاستثمار، فى إعادة البنية التحتية بأسرع وقت ممكن لاستقبال سكانها الأصليين وهم قرابة ١٠٠ ألف مواطن.