الإعلامي محمود عبد السلام يكتب :ماسبيرو.. بيع او لا تبيع
منذ فترة يتداول العاملون بمبنى ماسبيرو أخبار عن بيع المبنى العريق ، ويقال إن تم بيعه فى حينه ضمن صفقة بيع مثلث ماسبيرو للإمارات ، والدليل هو ضم جزء هام من المبنى إلى مشروع التطوير الجارى بالمنطقة ، وهدم جراج العاملين بإتحاد الإذاعة والتلفزيون وتركهم وسيارتهم فى العراء ، ويتداول ايضاًبين العاملين أن من يقوم بضم جزء سيطمع فى الباقى ، وأن ثعبان الماء يقضى على فريسته باستعمال استراتيجية ( قضمة .. قضمة ) حتى تستسلم الفريسة وتموت من تلقاء نفسها.
اغلب ماأشيع الفترة الماضية وكذبة مسئولى الحكومة فى بيانات عنترية اتضح بعد ذلك إنه حقيقى وليس شائعات ، بداية من هدم مقابر المماليك مروراً بارتفاع سعر الدولار وموجة الغلاء وصولاً الى الفساد المستشرى بقطاعات حيوية كثيرة بالدولة ،
ملف ماسبيرو يمثل مصدراً للقلق منذ أيام الوزير انس الفقى ، منذ تلك الأيام وماسبيرو على صفيح ساخن ، وليس سراً للعالمين ببواطن الأمور إن مشروع بيع مثلث ماسبيرو والتلفزيون كان منذ عهد مبارك ، وكان يتردد حينها انه سيتم نقل المبنى والعاملون به إلى مدينة الإنتاج الإعلامي وتم عمل دراسات جدوى من قبل شركات خاصة لهيكلة المبنى ادارياً وتطويره فنياً ، لكن العاملين وقتها تصدوا لهذة الأفكار وتجمهروا امام المبنى وقطعوا طريق الكورنيش ، مما جعل الرئيس مبارك يأمر انس الفقى للنزول إلى الناس فى الشارع وتهدأتهم وتأجيل ذلك المخطط ، ثم قامت ثورة يناير ٢٠١١ ، وتجدد فتح ملف ماسبيرو بشكل مختلف هذة المرة ،
الدولة تشعر أن ماسبيرو والعاملون به يمثلون عبئاً مادياً على ميزانية الدولة دون ناتج فنى مؤثر فى قضايا الوطن يستحق هذا المقابل ، وبعد تفكير تم استدعاء ملف ماسبيرو وفتحه من جديد وعرض ماتوصلت اليه الدراسات من نتائج على القيادات التى كانت موجودة وقتها ، التى انحازت لبقاء ماسبيرو وانحازت ايضاً لمصلحة العاملين به ، ثم تقدمت هذة القيادات بمشروعات موازية تحقق رغبة الدولة برفع مسئوليتها المالية عن ماسبيرو وتطويره فنياً ، ويبدو ان ذلك لم يمنع من التخلص من تلك القيادات لأن قرار التخلص من ماسبيرو كان تم اتخاذة بالفعل، وإن عبء ماسبيرو المادى وتأخره فنياً واعلامياً كان كلمة حق مراد بها باطل ،
تم اقحام القطاع الخاص بماسبيرو ليقوم بعملية الانفاق المادى والتطوير الاعلامى ، وتم أخذ تردد القناة الاولى والفضائية المصرية وتحويلها الى قنوات H D
صورة حقيقى جميلة لكن بلا تطوير اعلامى او إن التطوير حدث هندسياً وظل ترتيب القنوات نفسها متأخراً وبلا مشاهدة لانها لا تحمل مضموناً يحث المشاهد على المتابعة الحصرية للأولى والفضائية او كما يقول المأثور الشعبى ( كأنك يابو زيد ما غزيت )
خلطة الإعلام الناجح معروفة للجميع يأتى على راس القائمة ( حرية الرأى وتداول المعلومة ) وهذا الأساس الذى يبنى عليه اى مؤسسة اعلامية ناجحة غير متوفر لأسباب ليست خافية على احد ، يبحث المشاهد على رائحة القنوات الصادقة ويتوقف عندها حتى لو كان يملكها اعداء الوطن ، بيع ماسبيرو
إن كان ضمن المخطط بالفعل ستكون الخسارة فادحة ، أما ماسبيرو نفسه فقد ظلم ظلم الحسن والحسين ، وقتل بين ارادة الانظمة المختلفة التى حكمت مصر منذ أيام عبد الناصر حتى اليوم وبين رغبة وشوق الجمهور فى امتلاك اعلاماً مختلفاً
بيع اولا تبيع.. سيبقى الإعلام المصرى كما هو لأن الإستراتيجية الإعلامية للدولة خطأ.