مقالات عبد الناصر البنا يكتب : 72 ساعة في العريش ( 1ـ 5 ) بواسطة جريدة الرئيس في 2022/09/10 at 3:23 مساءً عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية العريش هى إحدى مدن شمال سيناء التى تتكون من” بئر العبد ـ ونٍخل ـ والحَسنة ـ والعريش ـ والشيخ زويد ـ ورفح” ، أما العريش Arish نفسها فهى عاصمة محافظة شمال سيناء ، وهى أكبر مدينة على شبة جزيرة سيناء ، وهى تتكون من عدد من الأحياء والقرى أبرزها ” المساعيد ـ ضاخية السلام ـ الريسه ـ الفواخريه ـ الصفا ـ بئر لحفن ـ كفر أبو نجيله ـ السلايمه ـ السمران ـ وسط المدينة ـ العبور ـ الزهور ـ الميدان ـ السكاسكه ـ الطويل ـ السبيل .. إلخ ” ، وتبعد العريش عن القاهرة بحوالى الـ 420 كم ، وتعداد سكانها إقترب من الـ 115 ألف عام 2002 ، وهى تطل على ساحل البحر المتوسط ، ويتميز شاطى العريش بالرمال الناعمة البيضاء ، والمياه الزرقاء الصافيه ، والطبيعة الساحرة الجميلة ، وأشجار النخيل المثمرة على إمتداد الشاطىء . مدينة العريش تعتبر مركز النشاط الثقافى والإجتماعى في شمال سيناء . وفى كتب التاريخ كانت العريش ميناء هاماً منذ أقدم العصور ، كما كانت موقعا استراتيجياً علي الطريق الحربي الكبير ” طريق حورس ” وكانت تمر بها الجيوش دائماً . وفي العصور الوسطي ، احتلت العريش أهمية خاصة خلال فتح العرب لمصر . درجات الحرارة فى العريش تتراوح مابين 31 : 34 درجه مئوية فى شهر سبتمبر والصغرى 26 درجه ، والرطوبة 70% والجو مشمس فى أغلب الأوقات . كنت سعيد الحظ عندما دعيت لزيارة مدينة العريش لـ حضور حفل خطوبة إبن أختى على كريمة واحد من أكبر عواقل مدينة العريش وشمال سيناء ، خاصة وأن آخر عهدى بهذه المدينة كان فى عام 2005 تقريبا ، ومنذ ذلك التاريخ شهدت مصر أحداثا كثيرة كان أبرزها ثورة يناير 2011 وماتلاها من أحداث ، وبعد فترة حكم الإخوان تعرضت مدن وقرى محاقظة شمال سيناء للعديد من هجمات التنظيمات الإرهابية الغادرة . الحفاوة وكرم الضيافة وحسن الإستقبال إحدى الصفات المتأصلة فى أهل العريش ، وهذا الشىء مسلم به وقد تكون الكتابة عنه هى نوع من ” التزيد ” لأن مفردات اللغة قد لاتفى هؤلاء الناس حقهم وما يتمتعوا من عادات وتقاليد ومن صفات الكرم والجود وحسن إستقبال الضيف .. إلخ . الحقيقة أن الكتابة عن سيناء هى أقرب إلى السير على الأشواك حافى القدمين ، وقد تكون الكتابة سلاح ذو حدين . حد يلامس الأمن القومى المصرى ، وآخر بلامس حقوق وواجبات أهل سيناء ، وأعتقد أنها الشعرة الفاصلة بين تطبيق القانون وحفوف الإنسان ، خاصة وأن سيناء مسرح عمليات ، وهذا يعنى أن الدولة بكامل أجهزتها تعمل بثقلها فى تلك البقعة الغالية على قلب كل مصرى ومصرية ، ولذلك (قد) تكون الكتابة محفوفة بالمخاطر ، وهو ما أضعه فى الإعتبار فى الكتابة عن تلك الرحلة !! ولما كانت الكتابة ” قدرا ” علينا ، وخاصة إن كانت نابعة من حس وطنى ، يهدف إلى النظر إلى الأوضاع من زاوية مغايرة أو خارج الصندوق ، والهدف منها إضاءة لـ متخذ القرار لأن سيناء أرض غالية على كل محب لوطنه . فأنها سوف تكون توصيف لما يجرى على أرض مدينة العريش . 72 ساعة قضيتها فى شمال سيناء وتحديدا فى مدينة العريش ، كانت كافية لرصد كل مايحدث أو يدور على أرض سيناء على طول المسافه الواقعة بين نفق الإسماعلية ومدينة العريش التى إستغرقت بحدود الـ 4 ساعات ، ٢٠٢٫٥ كم تقريبا عبر طريق القنطرة شرق – العريش أو الطريق الساحلى الدولى ، بعد قطع مسافة ١٢٧٫٨ كم عبر طريق القاهرة ــ الإسماعيلية الصحراوي إستغرقت الـ ساعة 47 دقيقة تقريبا . الدخول إلى محافظه شمال سيناء كان يتم عن طريق معدية القنطرة ومعدية نمرة 6 ، لكن الوضع تغير بعد إفتتاح نفق الإسماعلية وهو واحد من ” خمسة ” أنفاق قامت الدولة بحفرها فى مدينتى الإسماعلية وبورسعيد لربط سيناء بالوادى ، ومن أجل تعزيز العمق الاستراتيجى لمصر ، وأيضا لـ مد موجة التنمية لشبه جزيرة سيناء وجذب الاستثمارات ، إلى جانب نفق الشهيد أحمد حمدى 2 فى مدينه السويس الذى بهدف إلى ربط قارة إفريقيا وأسيا وأوروبا . الصورة التى ينقلها الاعلام عن سيناء فيها كثير من الظلم لـ أهل سيناء بل والبعد عن الحقيقة ، وبإعتقادى أن الصورة التى تتبادر إلى الذهن عندما تذكر سيناء هى صورة المرأة السيناوية البدوية المنتقبة بزيها السيناوى التقليدى والبرقع وهى ترعى الغنم أمامها ، تلك هى الصورة النمطية التى صدرتها وسائل الإعلام عن سيناء ، تماما مثل الصورة التى صدرتها وسائل الإعلام فى الغرب عن مصر ، وهى عباره جمل إلى جانب الأهرامات . الحقيقة أن الصورة كما رأيتها على أرض الواقع مغايرة تماما ، ولذلك فالأمر يتطلب أن يكون هناك تواجد إعلامى مكثف على أرض سيناء ، وأن تكون هناك توجيهات للإعلام فى شمال سيناء بتغيير تلك الصورة النمطية عن أهل سيناء . عندما تدعى لـ زيارة شمال سيناء ، هاجس الأمن هو أول شىء يمكن أن تفكر فيه إلى جانب الإجراءات الأمنية المشددة لدخول سيناء ، والتى هى حديث كل من يتردد على تلك البقعة الغالية ، زيارتى لمدينه العريش لم تكن فردية ، وإنما كانت بصحبة أسرة كاملة ” رجال وسيدات ” جاءوا من أقصى الجنوب من محافظة قنا إلى العريش فى أقصى الشمال الشرقى فى المنطقه الحدوديه مع قاره آسيا ، وةبحكم العادات والتقاليد الصعيدية التى لاتقل عن عادات أهل سيناء وتقاليدهم ، فإن للمرأة حرمتها ، ولذلك كان لابد من إتباع الإجراءات التى حددتها الدولة للزيارة ، وما تتطلبه ذلك من تصاريح وموافقات أمنيه من الأمن العام والوطنى والمخابرات .. إلخ . وهو ماتم بالفعل قبل موعد الزيارة بوقت كافى . حتى لايتعرض أحدا من المرافقين لمواقف قد تكون غير لائقة !! وللحديث .. بقية !! أهل سيناءالاسماعيليةالريسةالعريشالقنطرة شرق شارك FacebookTwitterGoogle+ReddItWhatsAppPinterestالبريد الإلكترونيTelegramطباعة