عبد الناصر البنا يكتب : 72 ساعة في العريش ( 1ـ 5 )

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
العريش هى إحدى مدن شمال سيناء التى تتكون من” بئر العبد ـ ونٍخل ـ والحَسنة ـ والعريش ـ
والشيخ زويد ـ ورفح” ، أما العريش Arish نفسها فهى عاصمة محافظة شمال سيناء ، وهى أكبر
مدينة على شبة جزيرة سيناء ، وهى
تتكون من عدد من الأحياء والقرى أبرزها ” المساعيد ـ ضاخية السلام ـ الريسه ـ الفواخريه ـ الصفا
ـ بئر لحفن ـ كفر أبو نجيله ـ السلايمه ـ السمران ـ وسط المدينة ـ العبور ـ الزهور ـ الميدان ـ
السكاسكه ـ الطويل ـ السبيل .. إلخ ” ،
وتبعد العريش عن القاهرة بحوالى الـ 420 كم ، وتعداد سكانها إقترب من الـ 115 ألف عام 2002 ،
وهى تطل على ساحل البحر المتوسط ، ويتميز شاطى العريش بالرمال الناعمة البيضاء ، والمياه
الزرقاء الصافيه ، والطبيعة الساحرة الجميلة ، وأشجار النخيل المثمرة على إمتداد الشاطىء .
مدينة العريش تعتبر مركز النشاط الثقافى والإجتماعى في شمال سيناء . وفى كتب التاريخ كانت
العريش ميناء هاماً منذ أقدم العصور ، كما كانت موقعا استراتيجياً علي الطريق الحربي الكبير ” طريق حورس ” وكانت تمر بها
الجيوش دائماً . وفي العصور الوسطي ، احتلت العريش أهمية خاصة خلال فتح العرب لمصر . درجات الحرارة فى
العريش تتراوح مابين 31 : 34 درجه مئوية فى شهر سبتمبر والصغرى 26 درجه ، والرطوبة 70% والجو مشمس فى
أغلب الأوقات .
كنت سعيد الحظ عندما دعيت لزيارة مدينة العريش لـ حضور حفل خطوبة إبن أختى على كريمة واحد من أكبر
عواقل مدينة العريش وشمال سيناء ، خاصة وأن آخر عهدى بهذه المدينة كان فى عام 2005 تقريبا ، ومنذ ذلك
التاريخ شهدت مصر أحداثا كثيرة كان أبرزها ثورة يناير 2011 وماتلاها من أحداث ، وبعد فترة حكم الإخوان تعرضت
مدن وقرى محاقظة شمال سيناء للعديد من هجمات التنظيمات الإرهابية الغادرة .
الحفاوة وكرم الضيافة وحسن الإستقبال إحدى الصفات المتأصلة فى أهل العريش ، وهذا الشىء مسلم به وقد
تكون الكتابة عنه هى نوع من ” التزيد ” لأن مفردات اللغة قد لاتفى هؤلاء الناس حقهم وما يتمتعوا من عادات
وتقاليد ومن صفات الكرم والجود وحسن إستقبال الضيف .. إلخ .
الحقيقة أن الكتابة عن سيناء هى أقرب إلى السير على الأشواك حافى القدمين ، وقد تكون الكتابة سلاح ذو
حدين . حد يلامس الأمن القومى المصرى ، وآخر بلامس حقوق وواجبات أهل سيناء ، وأعتقد أنها الشعرة الفاصلة
بين تطبيق القانون وحفوف الإنسان ، خاصة وأن سيناء مسرح عمليات ، وهذا يعنى أن الدولة بكامل أجهزتها تعمل
بثقلها فى تلك البقعة الغالية على قلب كل مصرى ومصرية ، ولذلك (قد) تكون الكتابة محفوفة بالمخاطر ، وهو ما
أضعه فى الإعتبار فى الكتابة عن تلك الرحلة !!
ولما كانت الكتابة ” قدرا ” علينا ، وخاصة إن كانت نابعة من حس وطنى ، يهدف إلى النظر إلى الأوضاع من زاوية
مغايرة أو خارج الصندوق ، والهدف منها إضاءة لـ متخذ القرار لأن سيناء أرض غالية على كل محب لوطنه . فأنها
سوف تكون توصيف لما يجرى على أرض مدينة العريش .
72 ساعة قضيتها فى شمال سيناء وتحديدا فى مدينة العريش ، كانت كافية لرصد كل مايحدث أو يدور على أرض
سيناء على طول المسافه الواقعة بين نفق الإسماعلية ومدينة العريش التى إستغرقت بحدود الـ 4 ساعات
، ٢٠٢٫٥ كم تقريبا عبر طريق القنطرة شرق – العريش أو الطريق الساحلى الدولى ، بعد قطع مسافة ١٢٧٫٨ كم
عبر طريق القاهرة ــ الإسماعيلية الصحراوي إستغرقت الـ ساعة 47 دقيقة تقريبا .
الدخول إلى محافظه شمال سيناء كان يتم عن طريق معدية القنطرة ومعدية نمرة 6 ، لكن الوضع تغير بعد إفتتاح
نفق الإسماعلية وهو واحد من ” خمسة ” أنفاق قامت الدولة بحفرها فى مدينتى الإسماعلية وبورسعيد لربط
سيناء بالوادى ، ومن أجل تعزيز العمق الاستراتيجى لمصر ، وأيضا لـ مد موجة التنمية لشبه جزيرة سيناء وجذب
الاستثمارات ، إلى جانب نفق الشهيد أحمد حمدى 2 فى مدينه السويس الذى بهدف إلى ربط قارة إفريقيا وأسيا
وأوروبا .
الصورة التى ينقلها الاعلام عن سيناء فيها كثير من الظلم لـ أهل سيناء بل والبعد عن الحقيقة ، وبإعتقادى أن
الصورة التى تتبادر إلى الذهن عندما تذكر سيناء هى صورة المرأة السيناوية البدوية المنتقبة بزيها السيناوى
التقليدى والبرقع وهى ترعى الغنم أمامها ، تلك هى الصورة النمطية التى صدرتها وسائل الإعلام عن سيناء ، تماما
مثل الصورة التى صدرتها وسائل الإعلام فى الغرب عن مصر ، وهى عباره جمل إلى جانب الأهرامات .
الحقيقة أن الصورة كما رأيتها على أرض الواقع مغايرة تماما ، ولذلك فالأمر يتطلب أن يكون هناك تواجد إعلامى
مكثف على أرض سيناء ، وأن تكون هناك توجيهات للإعلام فى شمال سيناء بتغيير تلك الصورة النمطية عن أهل
سيناء .
عندما تدعى لـ زيارة شمال سيناء ، هاجس الأمن هو أول شىء يمكن أن تفكر فيه إلى جانب الإجراءات الأمنية
المشددة لدخول سيناء ، والتى هى حديث كل من يتردد على تلك البقعة الغالية ، زيارتى لمدينه العريش لم تكن
فردية ، وإنما كانت بصحبة أسرة كاملة ” رجال وسيدات ” جاءوا من أقصى الجنوب من محافظة قنا إلى العريش فى
أقصى الشمال الشرقى فى المنطقه الحدوديه مع قاره آسيا ، وةبحكم العادات والتقاليد الصعيدية التى لاتقل عن
عادات أهل سيناء وتقاليدهم ، فإن للمرأة حرمتها ، ولذلك كان لابد من إتباع الإجراءات التى حددتها الدولة للزيارة ،
وما تتطلبه ذلك من تصاريح وموافقات أمنيه من الأمن العام والوطنى والمخابرات .. إلخ . وهو ماتم بالفعل قبل موعد
الزيارة بوقت كافى . حتى لايتعرض أحدا من المرافقين لمواقف قد تكون غير لائقة !!
وللحديث .. بقية !!
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.