المستشار عبد العزيز مكي يكتب : بالإعراض تُشفىَ بعض الأمراض
ليست الأوجاع نبأً يُذاع ببلدهِ ليل نهار بشغف يتناثر هنا وهناك في جولته الحره ليتكاثر ألف مره على حالته الأولى ولا سلاسل تتواتر في حلقات الدرس شفاهة منقولة بغرض من كتب كواسل لتستدر العطف أو تثير العجب كأوضاع جحا وولدهِ والحمار أو من أضاع العمر سفاهة وضاع وقد وجد فيها ضالته كغرس أشواك يُرتجىَ منه الثمار
ليست الأوجاع أعراض أمراض ولا مرض جائل وريث إنما إعتراض على خبيث أوضاع ومائل أحوال إعتراض على جاهل بغير كاهل يخون عهد الرجال ويستخف بالوفاء ويستهزأ بعظيم العطاء ويهجو الإنجاز ويُقصي الحُر ويصون للأندال التآمر ويثني على القهر والثبور ويغازل النهر إن يجف والجدب ويُربي الكذب ويُرثي القاتل المتآمر إن إغتال الخير والنور
ليست الأوجاع حرج ولا عرج ولا كف بصر ولا خبأ غريق ولا حمأ حريق ولا مس جان إنما الأوجاع عبادة فرط إحساس وصدق إخلاص وآلام وطن حي ليس وثن وإختراع وأمل وعمل وشق طريق للأمان ومسالك للسعادة و غِيرة على مستقبل الأولاد وإستعادة أمجاد الممالك في سبأ وبركات الشام وجياد الجزيرة والفرسان وخير أجناد الأرض والريادة
فقد حان وقت الصلاة فإنطلق بجسارة وأناة واشحذ الهمم ولا تبالي بمن ثبط الهمم وغالىَ في النيل من القمم وكفر بالنعم ودعى وبالا فإن ألقيت له بالا ظفر
وإن أعرضت عنه إندحر وكنت أنت المنتصر