ذكرت فى هذا المكان من قبل أكثر من مرة أن الحروب لم تعد بالشكل التقليدى بالرصاصة والطائرة والدبابة، ولكنها باتت باستخدام الأجيال الجديدة من الحروب عبر الشائعات وبث روح الفرقة والخداع بين أبناء الوطن الواحد، لا سيما بعد التقدم الهائل فى وسائل التواصل الاجتماعى والمواقع الالكترونية التى يستخدمها “الأعداء الجدد” والقدامى على حد سواء فى النيل من الدول ومحاولة زعزعة استقرارها ولن أبالغ اذا قلت اسقاطها وتفكيك مؤسساتها الوطنية، والأمثلة من حولنا كثيرة جداً.
وأكرر هذا اليوم مجدداً بعدما نسمعه ونقرأه من أراء وتصريحات لمن يطلقون على أنفسهم “النخبة” وأقل ما توصف انها “دس للسم فى العسل” كما نقول وتفرق بين المرء وزوجه كما يفعل الشيطان، ولم لا وشياطين الإنس أصبحوا أكثر خطراً وفتنة من شياطين الجن، فهل يعقل أن يخرج علينا أحدهم برأى يؤكد فيه أن المرأة أو الزوجة غير ملزمة بخدمة زوجها ولا أبنائها ضارباً عرض الحائط بالتعاليم التى جاءت بها كافة الأديان السماوية، وكذلك الأخت الإعلامية أو الطبيبة “لا أدرى” التى تؤكد أيضا أن المرأة غير ملزمة باعداد الطعام لزوجها وأبنائها وكلاهما لا يفقه صحيح الدين الإسلامى، بل وكل الأديان تؤكد على احترام المرأة لزوجها ورعاية بيتها باعتباره الأساس لمجتمع قوى وسليم البنيان الاجتماعى والنفسى وتخريج أجيال صالحة لقيادة الوطن وحمايته من أي أخطار، فالأسرة هى الأساس، ومن بعدها تأتى المدرسة والجامعة ودور العبادة وغيرها من الهيئات والوزارات المعنية بتربية النشىء وأعدادهم بشكل يعود بالنفع على الوطن والمواطن.
أمثال هؤلاء من مثيرى الفتن ودعاة الفرقة يجب ردعهم وقنواتهم التى يبثون سمومهم منها حتى يكونوا عبرة لغيرهم ووأد الفتنة فى مهدها، وكذلك الحال بالنسبة لمن يبثون تلك الأراء الهدامة عبر وسائل التواصل الاجتماعى والمواقع الالكترونية، فلا حرية دون مسئولية، فأنت حر ما لم تضر، والضرر هنا لو تعلمون عظيم وعظيم جداً!!.
الشىء الآخر المحزن، والمقلق فى نفس الوقت، رد الفعل الغاضب تجاه الرأى أو التصريحات التى قالتها د.شيرين غالب نقيب أطباء القاهرة خلال لقائها مع بعض طالبات كلية الطب وذكرت عبارتها الشهيرة “بيتك قبل مهنتك” وهو ما لم يعجب بعضهم ولا بعضهن من دعاة الحرية والمساواة، ولا أرى فى ذلك عجباً وخطأ، فكما ذكرت فى البداية أن الاسرة والبيت هما الاساس لأى مجتمع قوى، فلو لم تهتم المرأة أى امرأة ببيتها وأولادها وتركتهم دون رعاية فماذا يعود على الوطن حتى لو وصلت هى إلى أعلى المناصب الاكاديمية والعلمية بل والوظيفية؟!.