الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : الفطرة السليمة .. والأفكار اللئيمة !!

الكاتب الصحفي
عصام عمران
‬ذكرت فى هذا المكان من قبل أكثر من مرة أن الحروب لم تعد بالشكل التقليدى بالرصاصة والطائرة والدبابة،‮ ‬ولكنها باتت باستخدام الأجيال الجديدة من الحروب عبر الشائعات وبث روح الفرقة والخداع بين أبناء الوطن الواحد،‮ ‬لا سيما بعد التقدم الهائل فى وسائل التواصل الاجتماعى والمواقع الالكترونية التى‮ ‬يستخدمها‮ “الأعداء الجدد‮” والقدامى على حد سواء فى‭ ‬النيل من الدول ومحاولة زعزعة استقرارها ولن أبالغ‮ ‬اذا قلت اسقاطها وتفكيك مؤسساتها الوطنية،‮ ‬والأمثلة من حولنا كثيرة جداً‮.‬
‮ ‬وأكرر هذا اليوم مجدداً‮ ‬بعدما نسمعه ونقرأه من أراء وتصريحات لمن‮ ‬يطلقون على أنفسهم‮ “النخبة‮” ‬وأقل ما توصف انها‮ “دس للسم فى العسل‮” ‬كما نقول وتفرق بين المرء وزوجه كما‮ ‬يفعل الشيطان،‮ ‬ولم لا وشياطين الإنس أصبحوا أكثر خطراً‮ ‬وفتنة من شياطين الجن،‮ ‬فهل‮ ‬يعقل أن‮ ‬يخرج علينا أحدهم برأى‮ ‬يؤكد فيه أن المرأة أو الزوجة‮ ‬غير ملزمة بخدمة زوجها ولا أبنائها ضارباً‮ ‬عرض الحائط بالتعاليم التى جاءت بها كافة الأديان السماوية،‮ ‬وكذلك الأخت الإعلامية أو الطبيبة‮ “لا أدرى‮” ‬التى تؤكد أيضا أن المرأة‮ ‬غير ملزمة باعداد الطعام لزوجها وأبنائها وكلاهما لا‮ ‬يفقه صحيح الدين الإسلامى،‮ ‬بل وكل الأديان  تؤكد على احترام المرأة لزوجها ورعاية بيتها باعتباره الأساس لمجتمع قوى وسليم البنيان الاجتماعى‭ ‬والنفسى وتخريج أجيال صالحة لقيادة الوطن وحمايته من أي أخطار،‮ ‬فالأسرة هى الأساس،‮ ‬ومن بعدها تأتى المدرسة والجامعة ودور العبادة وغيرها من الهيئات والوزارات المعنية بتربية النشىء وأعدادهم بشكل‮ ‬يعود بالنفع على‭ ‬الوطن والمواطن‮.‬
أمثال هؤلاء من مثيرى الفتن ودعاة الفرقة يجب ردعهم  وقنواتهم التى‮ ‬يبثون سمومهم منها حتى‮ ‬يكونوا عبرة لغيرهم ووأد الفتنة فى مهدها،‮ ‬وكذلك الحال بالنسبة لمن‮ ‬يبثون تلك الأراء الهدامة عبر وسائل التواصل الاجتماعى والمواقع الالكترونية،‮ ‬فلا حرية دون مسئولية،‮ ‬فأنت حر ما لم تضر،‮ ‬والضرر هنا لو تعلمون عظيم وعظيم جداً‮!!.‬
‮ ‬الشىء الآخر المحزن،‮ ‬والمقلق فى نفس الوقت،‮ ‬رد الفعل الغاضب تجاه الرأى أو التصريحات التى‭ ‬قالتها د.شيرين‮ ‬غالب نقيب أطباء القاهرة خلال لقائها مع بعض طالبات كلية الطب وذكرت عبارتها الشهيرة‮ “بيتك قبل مهنتك‮” ‬وهو ما لم‮ ‬يعجب بعضهم ولا بعضهن من دعاة الحرية والمساواة،‮ ‬ولا أرى فى ذلك عجباً‮ ‬وخطأ،‮ ‬فكما ذكرت فى البداية أن الاسرة والبيت هما الاساس لأى مجتمع قوى،‮ ‬فلو لم تهتم المرأة أى امرأة ببيتها وأولادها وتركتهم دون رعاية فماذا‮ ‬يعود على‭ ‬الوطن حتى لو وصلت هى إلى أعلى‭ ‬المناصب الاكاديمية والعلمية بل والوظيفية؟‮!.‬
‮ ‬نعم‮ ‬ياسادة الدكتورة شيرين‮ ‬غالب لم تقل شيئاً‮ ‬خارجاً‮ ‬ولم تطالب بالمستحيل وانما طالبت البنات والسيدات بعد زواجهن أن‮ ‬يقمن
بدورهن مع أولادهن والحفاظ على أسرهن،‮ ‬وهذا لا‮ ‬يتعارض أبداً‮ ‬مع دورهن كمسئولات أو حتى قيادات،‮ ‬وإن كانت قد حددت الطبيبات
بشكل خاص اللاتى‮ ‬يلتحقن بتخصصات قد تضطرهن للغياب عن منازلهن وأسرهن لأوقات طويلة مما‮ ‬يضر بأولادهن الصغار،‮ ‬وأعتقد أن
الكثيرات من هؤلاء الطبيبات‮ ‬يسعين بالفعل للالتحاق بتخصصات تحقق التوازن بين عملهن والحفاظ على أسرهن وبيوتهن،‮ ‬وهو ما‮ ‬
يجب أن‮ ‬يساعدهن فيه المسئولون،‮ ‬بوزارة الصحة والعمل على مراعاة ذلك عند عملية التوزيع خاصة بالنسبة للخريجات الجدد‮.‬
‬فى النهاية أؤكد اننا جميعاً‮ ‬مع حرية المرأة ودعمها كعاملة وموظفة وقائدة فى شتى ميادين العمل،‮ ‬ولكننا فى الوقت ذاته‮ ‬يجب أن
نكون داعمين لها ومساندين لنجاحها كأم وزوجة ومسئولة عن أسرة صالحة لتكوين مجتمع قوى قادر على مواجهة الصعاب وعبور
الأزمات وما اكثرهن فى هذا الزمان،‮ ‬والتحية واجبة للدكتورة شيرين‮ ‬غالب وأقول لها لا تحزنى ولا تخافى فإن الله‮ ‬غالب‮ ‬يادكتورة‮
»‬غالب‮«!!.‬
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.