مقالات الدكتور علاء رزق يكتب : فرانكشتاين .. والحوسبة الكمومية بواسطة جريدة الرئيس في 2022/09/01 at 3:57 مساءً الدكتور علاء رزق لم يكن يجرى بخلد مارى شيلى أن حلمها المخيف سوف يحمل رواية تؤسس لبداية وحش فرانكشتاين ، بدايةالعرض تحتم أن نشير إلى أن الوحش لا يسمى فرانكشتاين ، ولكن الدكتور الذى صنع الوحش يسمى فرانكشتاين ، كذلك فإن الوحش ليس همجيا أو لا يفهم ولكنه ذكى جداً ، هذا العرض يدفعنا إلى التساؤل الأن هل يستطيع الإنسان أن يصنع شيء أعظم منه ؟ يؤكد البعض ومنهم إيلون ماسك أن عام ٢٠٢٩ سيتمتع جهاز الكمبيوتر بذكاء يعادل الذكاء البشرى ، بل واكبر بكثير عبر قيام بعض الدول المتقدمة على وضع المراحل التأسيسية لإستخدام الحوسبة الكمومية تلك القوة الكامنة الهائلة والمرتبطة بتطبيقات ثورية تجعل مشاريع الحوسبة الكمومية جزء أساسي من البحوث الخاصة بالدفاع والأبحاث التى تحيطها السرية ، بفضل قدراتها الخارقة فى توظيف الخصائص الفيزيائية للجسيمات الفائقة الصغر ،فبدلا من وحدة تصغير المعلومات (بت) وفق قيمتين ٠&١ فقط ،تستخدم الحوسبة الكمومية قيم متعددة يمكن بها نظرياً القيام بعمليات حسابية متوازية تفوق كل ما عرفه الإنسان منذ فجر التاريخ حتى الآن. ففى عام ٢٠١٧ بدأت الصين فى بناء أول شبكة كمومية فى العالم بإستخدام الأقمار الصناعية المتقدمة وسط مخاوف أمريكية من أن يحقق ذلك للصين ميزة تتفوق بها على العالم مجتمعا بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية ، المخاوف الأمريكية تكمن فى قدرة الصين مستقبلا على كسر التشفير وتعريض السجلات المصرفية والإتصالات الخاصة وكلمات المرور على كل كمبيوتر للتحكم ،فضلا عن تكسير البلوك تشين بإستخدام علم الخوارزميات والذكاء الإصطناعي ، نؤكد أن السباق العالمى الآن على أشده بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا على الجمع بين الذكاء الإصطناعي والحوسبة الكمومية لتجاوز حدود أجهزة الكمبيوتر التقليدية ، وتحويل النموذج الخاص بالتعلم الآلى الان الذى يعمل بتقنية الذكاء الإصطناعي المفتوح على ١٧٥ مليار عامل متغير إلى نموذج يتعامل مع تريليونات من العوامل المتغيرة ، بما يضمن تسريع العمليات بصورة خارقة بإستخدام طاقة ومساحة أقل .تعرضنا لهذا الموضوع فى هذا التوقيت بالذات يتزامن مع القمة الخماسية العربية الأسبوع الماضي فى مدينة العلمين الجديدة والدعوة إلى توحيد الصف العربى فى ظل المتغيرات الدولية المتسارعة التى تحتم على الدول العربية الآن المسارعة بوجود تكتل إقتصادي عربى يضمن تعزيز الروابط الاقتصادية والإجتماعية بل والسياسية بما يحقق الطموحات والنهضة العربية فى ظل عودة الفهم والإدراك السياسي والإستراتيجي بأن الخروج من خندق الأنانيات الإقليمية الضيقة يستحيل على أى دولة عربية مواجهته منفردة، وأن التكامل العربي هو الخيار الوحيد لتأمين إحتياجات الحاضر والإستعداد لأى مجهول مستقبلاً، الدول العربية خاصة مصر والإمارات والسعودية وقطر تمتلك من القدرات ما يجعلها قادرة على الدخول فى سباق الجمع بين الذكاء الإصطناعي والحوسبة الكمومية عبر أقمار صناعية متقدمة ، وبما يضمن التعلم من الطريقة التي أساءت فيها الدول المتقدمة التعامل مع التقنيات الثورية الأخرى،وكذلك البقاء في دائرة المنافسة العالمية، فالجمع بين الذكاء الإصطناعي والحوسبة الكمومية واحد من أهم التقنيات الحديثة في المستقبل، وواحد من أهم التقنيات التى تضمن وجود اتصالات آمنة تماماً ، بل وواحد من التقنيات التى تضمن إحداث قفزات هائلة في التكنولوجيا الطبية عبر مستشعرات شديدة الحساسية نضمن بها مواجهة هذا العبث الصحى الذى يحاك بالعالم،بل ومعالجة مشاكل لم يكن بالإمكان حلها سابقا فى مجال الخدمات اللوجستية والأبحاث، بل بعض الملفات المستعصية كملف القضية الفلسطينية، ١٢ تريليون دولار حجم الإستثمارات العربية فى الخارج تخصيص ١٪ فقط من هذا المبلغ فى بناء شبكة كمومية عربية يضمن بقاء الأمة العربية داخل السرب ، وبعيدا عن دخولها فى براثن الثقوب السوداء القادرة على إبتلاع مقدرات وثروات أى دولة وتغيير مسارها التنموى. كاتب المقال / رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام الاستراتيجيالاقليميةالانانياتالدكتور علاء رزقالقضية الفلسطينية شارك FacebookTwitterGoogle+ReddItWhatsAppPinterestالبريد الإلكترونيTelegramطباعة