الإعلامي محمود عبد السلام يكتب : يا تعليم يا !

الكاتب محمود عبد السلام
خرج وزير التعليم السابق طارق شوقى من الوزارة فى التعديل الوزاري الأخير على غير المتوقع ،
سعد الكثيرون من أولياء الأمور بهذا القرار ، رجل الشارع والأسرة المصرية اعتبرت أن طارق شوقى
جاء لخراب التعليم،
والحقيقة أن الرجل كان طموحه اكبر من امكانياته ، لا الدولة قادرة على تمويل الوزارة بميزانية
كافية ولا هناك بنية تحتية تساعد الطالب على التواصل عبر الإنترنت كما كان يحلم الوزير السابق ،
فهل فشل طارق شوقى ؟
الاجابة لا بالتأكيد لكنه أيضاً لم ينجح ، البون شاسع بين واقع تعليمي بائس وبين حلم التطوير لا
الإمكانيات تسمح ولا المعلم قادر على استيعاب المناهج الجديدة و الطالب غير مستعد أن يغير
طريقة الحفظ المعتاد عليها طوال الفترة التى قضاها فى التعليم ،
كما أن الأسرة المصرية ساهمت فى إسقاط الوزير بتزمرها وشن حملات الهجوم المنظمة عبر
وسائل التواصل الاجتماعى على شخص طارق شوقى ،
ثم زاد الطين بله فشل الوزارة في السيطرة على الغش الجماعى وانتشار معلومات مؤكدة عن نجاح طلاب بالصعيد لعائلات ذات
سطوة ، هكذا ضاع حلم وزير سابق ثار الجدل حوله كثيراً منذ توليه مسئولية اهم وزارة بمصر .
التعليم فى مصر يعانى منذ عقود ولا حلول على مرمى البصر ، ضعف ميزانية الوزارة ، وقلة عدد المدرسين ، وفقد المدرس للمهارات
الأساسية للمعلم ، ونقص عدد المدارس والفصول ، وانتشار الدروس الخصوصية ، كل هذه العوامل أدت إلى أن يصبح التعليم بمصر
عملية شكلية بامتياز ،
لا المدرس بيشرح ولا الطالب بيذهب الى المدرسة والاعتماد الكلى على السناتر الدراسية التى انتشرت بعرض البلاد كانتشار النار
فى الهشيم ، وحلت محل المدرسة ،
واصبح ولى امر الطالب مطحون بين شقى الرحا ، يدفع مصاريف المدرسة التى لا يذهب اليها ابنه مرغماً حتى يتاح له الدخول الى
امتحان اخر العام والحصول على الشهادة وبين ان يدفع فلوس للسنتر حتى يحصل ابنه على التعليم الحقيقى ،
استنزاف دخل الاسرة المصرية فى الدروس الخصوصية بالمليارات فى وقت يعانى فيه الوطن من ازمة اقتصادية طاحنة ، تذهب هذة
الاموال الى جيوب مافيا الدروس الخصوصية تحت سمع وبصر كل اجهزة الدولة ،
اعلانات مدرسين السناتر المشاهير على المواقع الاجتماعية ويفط الشوارع بارقام هواتفهم منتشرة ومعروفة ،لكن الاجهزة الرقابية
غائبة وهى اخر من يعلم ،
على صعيد اخر مجلس الشعب غائب تماماً عن المشهد وعن تلك الازمة المزمنة ولا يحرك ساكناً ولم يطلب حتى استصدار قانوناً
يمنع هذة المهزلة ،
نحن نحتاج ان نكون صادقين مع انفسنا ونعالج امراضنا الاجتماعية بالمواجهة الصادقة والفاعلة بعيداً عن طبول الإعلام الخاوية
والمانشتات الصحفية البراقة ،
المواطن يريد ان يستشعر دور الدولة فى حياته وقرراتها الحاسمة فى قضاياه التى تؤرقه وفى مقدمتها التعليم ودروسه الخصوصية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.