الكاتب الصحفي عصام عمران : العلمين.. من الألغام إلى الإلهام!!

الكاتب الصحفي
عصام عمران
ظلت‭ ‬مدينة‭ ‬العلمين‭ ‬قرابة‭ ‬‮٠٧‬‭ ‬عاماً‭ ‬وتحديداً‭ ‬منذ‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬عام‭ ‬‮٥٤٩١‬‭ ‬بعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد ‭ ‬عن‭ ‬
مشروعات‭ ‬التنمية‭ ‬والعمران‭ ‬ولن‭ ‬أبالغ‭ ‬إذا‭ ‬قلت‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬أى‭ ‬اهتمام‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬نظراً‭ ‬لوجود‭ ‬آلاف‭ ‬الألغام‭ ‬ومخلفات‭ ‬
الحروب‭ ‬بأراضيها،‭ ‬وكانت‭ ‬الدولة‭ ‬طوال‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬أى‭ ‬محاولات‭ ‬للتنمية‭ ‬بهذه‭ ‬المدينة‭ ‬الساحرة‭ ‬تمثل‭ ‬درباً‭ ‬
من‭ ‬دروب‭ ‬الخيال‭ ‬وأن‭ ‬نسبة‭ ‬الخطر‭ ‬عالية‭ ‬لمن‭ ‬يذهب‭ ‬لهذه‭ ‬المنطقة‭ ‬الأقرب‭ ‬إلى‭ ‬حقل‭ ‬الألغام،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬التكلفة‭ ‬
العالية‭ ‬لعملية‭ ‬إزالة‭ ‬الألغام‭ ‬التى‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أجهزة‭ ‬حديثة‭ ‬وخبرات‭ ‬دولية‭ ‬نادرة،‭ ‬ولذلك‭ ‬كان‭ ‬الإهمال‭ ‬والنسيان‭ ‬نصيب‭ ‬
هذه‭ ‬المدينة‭ ‬وأهلها‭ ‬حتى‭ ‬جاء‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬المستحيل،‭ ‬وبالفعل‭ ‬وصلت‭ ‬مشروعات‭ ‬
التنمية‭ ‬والعمران‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬ربوع‭ ‬الوطن،‭ ‬وفى‭ ‬القلب‭ ‬منها‭ ‬مدينة‭ ‬‮»‬العلمين‭ ‬الجديدة‮«‬‭ ‬التى‭ ‬أصبحت‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬
المدن‭ ‬المصرية،‭ ‬بل‭ ‬والعالمية،‭ ‬وباتت‭ ‬ملاذاً‭ ‬للسائحين‭ ‬والنجوم‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬فصل‭ ‬الصيف،‭ ‬حيث‭ ‬
جمال‭ ‬الطبيعة‭ ‬وروعة‭ ‬الجو‭ ‬والمناخ‭ ‬الساحر‭.‬
نعم‭ ‬استطاعت‭ ‬مدينة‭ ‬العلمين‭ ‬الجديدة‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬اكتمال‭ ‬مشروعاتها‭ ‬التنموية‭ ‬والسياحية‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬أن‭ ‬تخطف‭ ‬
الأنظار‭ ‬والقلوب‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬المدن‭ ‬المصرية‭ ‬والعالمية،‭ ‬وتحولت‭ ‬هذا‭ ‬الصيف‭ ‬إلى‭ ‬ملتقى‭ ‬المبدعين‭ ‬ونجوم‭ ‬الغناء‭ ‬فى‭ ‬
مصر‭ ‬والوطن‭ ‬العربى‭ ‬وشهدت‭ ‬عشرات‭ ‬بل‭ ‬ومئات‭ ‬الحفلات‭ ‬الغنائية‭ ‬لكبار‭ ‬النجوم‭ ‬وكانت‭ ‬جميعها‭ ‬كاملة ‬العدد‭ ‬بعشرات‭ ‬
الآلاف‭ ‬من‭ ‬المصطافين‭ ‬سواء‭ ‬المصريين‭ ‬أو‭ ‬العرب‭ ‬وكذلك‭ ‬الأجانب‭ ‬الذين‭ ‬جاءوا‭ ‬لقضاء‭ ‬الإجازة‭ ‬الصيفية‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬البقعة‭ ‬
الساحرة،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬استقبالها‭ ‬لمئات‭ ‬الألاف‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬المصريين‭ ‬الذين‭ ‬ذهبوا‭ ‬لقضاء‭ ‬اجازاتهم‭ ‬بالقرى‭ ‬
السياحية‭ ‬بالساحل‭ ‬الشمالى‭ ‬ومرسى‭ ‬مطروح‭ ‬ولم‭ ‬يضيعوا‭ ‬الفرصة‭ ‬وحرصوا‭ ‬على‭ ‬زيارة‭ ‬مدينة‭ ‬العلمين‭ ‬الجديدة‭ ‬
والاطلاع‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬التنمية‭ ‬والعمران‭ ‬الجارية‭ ‬بها،‭ ‬وهذه‭ ‬شهادة‭ ‬نجاح‭ ‬للقيادة‭ ‬السياسية‭ ‬وللحكومة‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬
استطاعت‭ ‬فى‭ ‬سنوات‭ ‬معدودات‭ ‬ان‭ ‬تحول‭ ‬‮»‬العلمين‮«‬‭ ‬من‭ ‬حقل‭ ‬ألغام‭ ‬إلى‭ ‬ملتقى‭ ‬الأنغام‭ ‬والإبداع،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬
أصبحت‭ ‬مقصداً‭ ‬سياحياً‭ ‬وترفيهياً‭ ‬عالمياً‭ ‬خطف‭ ‬الأنظار‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬من‭ ‬أعرق‭ ‬وأجمل‭ ‬المدن‭ ‬والشواطئ‭ ‬العالمية‭.‬
الجميل أن مدينة العلمين الجديدة ليست قاصرة على استضافة المهرجانات والاحداث الفنية والترفيهية فقط وانما
باتت واحدة من أهم مدن الجيل الرابع حيث وسائل التكنولوجيا والاتصالات الحديث بما يمكنها من استضافة
المؤتمرات والاجتماعات السياسية والاقتصادية والعلمية المحلية والعالمية ولعل استضافتها للقمة العربية الخماسية
مؤخرا خير دليل على ذلك ، علاوة على استضافتها للاجتماعات الرئاسية والوزارية طوال فصل الصيف تقريبا.
المؤكد‭ ‬ان‭ ‬تجربة‭ ‬ ‬العلمين‭ ‬الجديدة كمدينة ذكية ملهمة‭ ‬تستحق‭ ‬الدراسة‭ ‬والتأمل‭ ‬فى‭ ‬كيفية‭ ‬استغلال‭ ‬الأصول‭ ‬
والامكانيات‭ ‬المتاحة‭ ‬فى‭ ‬شتى‭ ‬ربوع‭ ‬الوطن‭ ‬لخلق‭ ‬مناطق‭ ‬جذب‭ ‬سياحى‭ ‬وتحقيق‭ ‬عائد‭ ‬مادى‭ ‬يمكن‭ ‬استغلاله‭ ‬فى‭ ‬
تمويل‭ ‬المشروعات‭ ‬التنموية‭ ‬بباقى‭ ‬محافظات‭ ‬الجمهورية،‭ ‬وهو‭ ‬النهج‭ ‬الذى‭ ‬سلكته‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬الأخير‭ ‬
حيث‭ ‬التفكير‭ ‬خارج‭ ‬الصندوق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬مصادر‭ ‬متعددة‭ ‬للدخل‭ ‬وعدم‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالمصادر‭ ‬القائمة‭ ‬والتقليدية،‭ ‬ومن‭ ‬
هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬كانت‭ ‬فكرة‭ ‬إنشاء‭ ‬‮٤١‬‭ ‬مدينة‭ ‬جديدة‭ ‬عصرية‭ ‬وذكية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬والعلمين‭ ‬الجديدة‭ ‬
والجلالة،‭ ‬وذهبت‭ ‬بعيداً‭ ‬إلى‭ ‬المنصورة‭ ‬الجديدة‭ ‬ودمياط‭ ‬الجديدة‭ ‬وأسيوط‭ ‬الجديدة‭ ‬وسوهاج‭ ‬الجديدة‭ ‬وقنا‭ ‬الجديدة‭ ‬
وطيبة‭ ‬الجديدة‭ ‬وأسوان‭ ‬الجديدة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬الجديدة‭ ‬التى‭ ‬تسهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬المساكن‭ ‬المناسبة‭ ‬
لكل‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬مستوياتهم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬فى‭ ‬الاعتبار‭ ‬تحديد‭ ‬نسبة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬
المدن‭ ‬لتوفير‭ ‬الموارد‭ ‬اللازمة‭ ‬لتمويل‭ ‬مشروعات‭ ‬التنمية‭ ‬والعمران‭ ‬الأخرى‭ ‬وعدم‭ ‬ترك‭ ‬ذلك‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وحفنة‭ ‬من‭ ‬
رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬سائداً‭ ‬فى‭ ‬عقود‭ ‬سابقة،‭ ‬حيث‭ ‬باتت‭ ‬الدولة‭ ‬حاضرة‭ ‬وبقوة‭ ‬فى‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬لإحداث‭ ‬التوازن‭
فى‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وعدم‭ ‬إهدار‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬وترك‭ ‬الساحة‭ ‬للمستغلين‭ ‬والاستغلاليين‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭.‬
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.