عبد الناصر البنا يكتب : هموم السياحة المصرية !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
دعونا نتفق فى البداية أن قطاع السياحة فى مصر يمر بأزمة كبيرة منذ عام 2011 إلى الآن ، حيث تراجعت إيرادات السياحة بشكل
كبير نتيجة للأحداث التى ألمت بعالمنا العربى ، والمعلوم أن قطاع السياحة شديد التأثر بالنواحى الأمنية والسائح يبحث دائما عن
الإستقرار والبعد عن أماكن الصراع والنزاعات .
قطاع السياحة يعد واحدا من الأعمدة الأساسية التى تدعم الدخل القومى المصرى وأحد الأعمدة الأساسية للإقتصاد المصرى ،
وهى من مصادر العملات الأجنبية . وفى وقت من الأوقات كان دخل مصر من السياحة يمثل حوالى 20 % من الناتج الإجمالي
المحلي لمصر . ووفقا للتقديرات هناك 13.1 مليون سائح زاروا مصر فى 2019 وكنا نطمح أن يزيد عدد السياح إلى 15 مليون ، لكن
دائما يقال : تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن .
السؤال الوحودى الذى يطرح نفسه هل دخل مصر من السياحة يتناسب مع ما ننفقه على قطاع السياحة ؟
وهل العائد من السياحة يتناسب مع ما تملكه مصر من مقومات سياحية ؟
وانت مغمض عينيك قول (لا) ؟
لا الدخل يتناسب مع الإنفاق ، ولا مع مقوماتنا السياحية ، إذن هناك خلل ما ، ولابد من البحث عن أسباب تراجع السياحة فى مصر
؟ وكيف ننقذ هذا القطاع من عثرته ؟
من وجهة نظرى المتواضعة فإن قطاع السياحة يعانى من تخبط شديد بداية من” لوبى ” أصحاب المصالح وخاصه لو علمنا أن هناك
حملات ترويج للسياحة فى مصر تنفق الدولة عليها مليارات ولكنها تخدم أصحاب مصالح خاصة !!
ليس المهم عندى عدد السياح المفترض أنهم يزوروا مصر ، ” فالعدد فى الليمون ” المهم ما ينفقه السائخ ، وأنا أرى أن الترويج
للسياحة المصرية لا يستهدف السائح ” السخى ” الذى ينفق ببذخ ، وأنا جار للأهرامات أرى نوعيه سياح تثير الشفقه عينه الـ “
أوتو ستوب ” سائح قفطان عدمان تبقى عاوز تحط إيدك فى جيبك وتعطى له إللى فيه النصيب ، والطريف أن قوة الحراسة المرافقة
له تنفق وقود سيارات فقط ، أكثر ما ينفقه السائح فى مجمل زيارته لمصر ، يبقى بلاها ونوفر وجع الراس !!
بورصات السياحة العالمية والحملات السياحية الموجهة للخارج كلها تستقطب عميل بعينه لشركات وفنادق وبازارات بعينها ، أى أن
المصلحة الشخصية هى الغالبة ، وتأتى مصلحه مصر ثانيا ، والغريب أن مصر تعد مقصدا سياحيا فريدا من نوعه يتميز بتنوع أنماطه
السياحية ، وتلك ميزة قل أن توجد فى أى دولة . حتى دبى على سبيل المثال يفوق عدد سياحها فى شهر واحد ما يزور مصر فى
عام على الرغم من قلة إمكانياتها السياحية مقارنة بمصر .. لكنها الإراده وأيضا الإداره !!
مصر إضافة إلى ما حباها الله به من موقع جغرافى فريد وطبيعة ساحرة وكونها همزة الوصل بين قارات العالم ، ومناخ معتدل صيفا
وشتاءا ، وقرى ومنتجعات سياحية تمتد من الشمال إلى الجنوب ، وبحار فيها تنوع عجيب من الشعاب المرجانية ، ومراكز للغوص
واليخوت والرياضات البحرية ، والسياحة العلاجية والترفيهيه وسياحة المؤتمرات والسياحة البيئية والصحراوية ورياضة السفارى
والراليات .. وغيرها !!
هذا بخلاف التراث الطبيعى والحضارى والإنسانى ومابها من آثار ( فرعونية ويونانية ورومانية وقبطية وإسلامية ) جعلت منها قبلة
للسياحة العالمية بل ومن المقاصد السياحية التى يوصى بزيارتها ، وهى أيضا متحف مفتوح يحوى العديد من طرز العمارة الإسلامية
، والقاهرة مدينة الألف مئذنة ومساجدها شاهدة على تطور فنون االإسلامية، إلى جانب التكايا والأسبلة والبيوت الأثرية بفنونها
وزخارفها التى حوت مختلف طرز العمارة الإسلامية ، وآثارها القبطية وماتحويه من أديرة وكنائس تمثل مختلف الطوائف المسيحية ،
ويكفى أن مصر فيها مسار رحلة العائلة المقدسة .
رغم ذلك فإن مصر فيها نمط إدارة غريب وعجيب ، وزير يعادى المرشدين السياحيين ، والإعلام ، ويتعامل معهم بتعالى ، دولة تدمج
السياحة والآثار دون أن تعرف السبب ، والمثل يقول : إذا عرف السبب بطل العجب ، تقيل وزير وتضع وزير ، دون أن تعلم لماذا أقيل
هذا ، وعلى أى أساس تم إختيار ذاك ؟ وبمناسبة العجب هناك تحديات تثير العجب ، على سبيل المثال لا الحصر كل الأماكن
السياحية بلا إستثناء تفتقد للنظافة ، وأتحدى أى مسئول فى الدولة وزير كان أو غفير يعطى لى مبرر واحد على شكل هضبة الهرم
على إمتداد طريق الفيوم ، هل هذا الشكل يليق بواحدة من عجائب الدنيا السبع القديمة ، والمحزن أن هناك جدار فاصل أو ” سور “
يحيط بالمتحف الكبير يقام من ناحية مساكن الرماية ، يجرى العمل فيه على قدم وساق ، وينفق عليه ببذخ فى دولة تحتاج لكل
مليم .. لماذا ؟ ومن هو العبقرى صاحب الفكرة ؟ الله وحده أعلى وأعلم !!
ومن التحديات كل أنواع الإبتزاز والنصب الذى يتعرض له السائح بدءا من سائق التاكسى مرورا بالمحلات والبازارات والمتحرشين
والمتسولين ، وأصحاب الكارتات والأحصنه والجمال ، وعدم وجود مستشفيات أو دورات مياه نظيفه فى الأماكن السياحيه ، وعدم
قدره بعض أفراد الأمن على التعامل مع السائح لعد إجادتهم للغه ، وللأسف البعض حتى الآن ينظر إلى الآثار أنها أوثان وأصنام ،
والحقيقة أن هذا الفكر السلفى موجود لدى بعض المرشدين السياخيين !!
لابد أن يكون هناك وعىلدى الجميع بأهميه السياحة ، وأن تتبنى الدولة خطة تبدأ من مراحل التعليم الأساسى فى المدارس
والجامعات تعلم فيها كيفيه التعامل مع السائح ، وأن تكون هناك برامج توعية فى وسائل الإعلام المختلفة ، وفى الدراما ودور العبادة
، أة أن تكون هناك ” خطة قومية ” تتضافر فيها كل الجهود ، تهدف إلى حسن إستقبال السائح من المطار حتى ينتهى من زيارتة
على الوجه الذى يجعل من زيارته مصر متعة لاتنتهى
ولاشك أن العبء الأكبر على الدولة فى الوقوف إلى جانب شركات السياحة المتعثرة وأن تعفيها من الضرائب وتقف بجانبها ، وأنا لا
أنسى صديق لى من أصحاب الفنادق أقسم لى بالله أن دخل الفندق بالكاد يكفى أكل كلب الحراسة الموجود على باب الفندق .
هل فقدنا الأمل ” أبدا ” فالأمل موجود وباقى ، الأمل فى أبناء مصر المخلصين الغيورين على بلدهم الأمل معقود على السفارات
والقنصليات ومكاتب التمثيل الدبلوماسى فى الخارج ، وأن يكون لها دور إلى جانب الدولة والوزارة وهيئة التنشيط ، الامل فى فصل
السياحة عن الآثار ” صاحب بالين .. كداب ” الأمل أن الله معنا قبل أى شىء !!
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.