لا حديث يعلو هذه الأيام على الأخبار التى تتحدث عن تركي آل الشيخ المستشار فى الديوان الملكى السعودى ورئيس هيئة الترفيه السعودي ، الذى قرر بشكل مفاجئ أن يبيع جميع عقاراته ومنزله داخل مصر ، وهو ما يشير إلى نيته تصفية جميع أعماله
إلى هنا والخبر عادى جدا يبيع يشترى هو حر في ماله ، إنما غير العادى أن يأتي هذا البيع المفاجىء لـ أملاكه فى مصر بالتزامن مع عودة الفنانة ” آمال ماهر ” للغناء مرة أخرى في الحفل الذى يقام بالساحل الشمالى يوم 29 يوليو الجاري برعاية المتحدة للخدمات الإعلامية وشركة ” D Media ” بعد إعلانها الإعتزال قبل عامين ، وغياب دام لـ سنوات
وذلك بعد إنهاء حظر غناءها وفسخ تعاقداتها مع تركى آل الشيخ الذي أشيع أنه سعى إلى تدمير مستقبلها الفني بعد انفصالها عنه .. إلخ .
ودعونا في البداية نؤكد أنه لا يوجد حتى الآن سبب مقنع معلن لـ قيام تركى آل الشيخ ببيع ممتلكاته فى مصر ، وتصفية أعماله إن صح هذا الخبر
ولذلك يرى البعض أن آل الشيخ يُشير إلى طليقته الفنانة آمال ماهر . وذهب رأى إلى أن المقصود هو كابتن ” بيبو ” وأنه وراء الحملة التي تطالب بإقالته بعد هزيمة النادي الأهلي من نادى الزمالك فى مسابقة كأس مصر ، وإتهموا آل الشيخ أنه يقف خلف الهجوم على “بيبو” لخلافات سابقة
فاكرين ” الواد الغلس ” صاحب الكورة الشراب بتاع زمان ” إدونى كورتى أنا مش لاعب معاكم ” وكأن التاريخ يعيد نفسه !!
الشىء المؤكد أن المستشار “تركى آل الشيخ ” تربطه علاقات قوية جدا ومباشرة مع كبار رجال الدولة ، وأعتقد أنه السبب الذى جعله يعتقد أنها وكالة من غير بواب ، ولكن دعونا نقترب أكثر من هذا الرجل المثير للجدل
تركى آل الشيخ كما تقول ويكيبيديا : هو تركي بن عبد المحسن بن عبد اللطيف آل الشيخ ، ولد في 4 أغسطس 1981 وهو حاصل على درجه البكالوريوس في العلوم الأمنية عام 2000 من كليه الملك فهد الأمنية
وتلقى العديد من الدورات في علم الجريمة والتحقيق وإدارة المخاطر والإدارة . عمل في وزارة الداخلية حتى تقلد رتبه نقيب ، ثم انتقل للعمل في إمارة الرياض لمدة عامين
وعمل بعدها بمكتب أمير منطقة الرياض ، وبعدها عمل بمكتب وزير الدفاع وديوان ولي العهد لمدة ثلاث سنوات ، وفي يونيو 2017 صدر أمر ملكي بترقيته مستشارًا بالديوان الملكي بمرتبة وزير . ورئيسا لـ مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه .
الحقيقة أنه منذ أن حط تركي آل الشيخ على أرض المحروسة وهو موضع إثارة لـ أزمات متتالية في مصر ، فجأة وبدون مقدمات فرض آل الشيخ نفسه على كل وسائل الإعلام فى مصر ” مرئية ومقروءة ومسموعة ” حتى وسائل التواصل الإجتماعى والـ Social Media كان متصدرا الـ ” تريند ” فيها وهذا يضع علامة استفهام كبيرة ؟
أن تحل ضيفا عزيزا على مصر فأهلا وسهلا بك ، مصر هي القبلة والمحراب لكل أبناء العالم العربى من المحيط إلى الخليج ، مصر بها ما يربوا على الـ ” خمسة ” ملايين لاجيء من شتى بقاع الدنيا ، لم يقل أحدا فى يوم من الأيام أن هؤلاء ” لاجئين ” أو أقيمت لهم معسكرات لـعزلهم عن الشعب المصرى
وإنما ” ذابوا ” وسط جموع الشعب المصرى ، يأكلون مما نأكل ويشربون مما نشرب ، ولم تطالب مصر المجتمع الدولى والجهات الدولية المانحة بمليم واحد لإقامتهم بها رغم الظروف الإقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر مثل بقية دول العالم ، ولم تتخذهم ورقة ضغط كما تفعل تركيا مع الاتحاد الأوربي .. إلخ
فى ليلة حالكة السواد ليله غاب فيها القمر حل علينا تركى آل الشيخ ، ولا أدرى من أي باب من أبواب القاهرة دخل هذا الـ تركى ، وأيا ما كان الأمر فمصر كما قال إبراهيم ناجى هى المحراب والجنة الكبرى ” أجل إن ذا يوم لمن يفتدي مصرا ــ فمصر هي المحراب والجنة الكبرى “
دخل تركى آل الشيخ مصر وليته سلك مسلك الأمراء أولاد الملوك ، ليته قرأ قصيدة الأمير خالد الفيصل التي يتغزل فيها فى النيل ويقول ” يا اسمر النيل عـــاودني عليك الحنين ــ مـــــــــــن ثلاثين عام ما تغير هواك ـت ساري بي غــــــــرامك ما طوته السنين ــ كلما قلت أبـــــــا أنسى زاد عندي غلاك .. إلخ
لكن تركى آل الشيخ وبكل أسف قد أفسد الفن فى مصر تحت مرأى ومسمع المسئولين ولم تجرؤ وزارة الثقافة أو النقابات المهنية .. وغيرها أن تقول له ” تلت التلاته كام ” أو توقفه عند حده
وقع آل الشيخ عمدا عقود احتكار مع نجوم الغناء فى مصر بعد أن أغراهم بالمال وفرض عليهم شروطا جزائية مبالغ فيها ، وتزوج من تزوج وطلق من طلق وهذا شأنه ، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد ، بل اتجه إلى الرياضة فأفسدها ، بدأ بشراء نادي الأسيوطي وحوله لـ بيراميدز ،
تدخل فى الأندية ، تصدرت أخباره العناوين ، طرد من الرئاسة الشرفية للأهلي . ويبدو أنه وجد فى الرياضة المصرية نفوسا مريضة أغراها بالمال والساعات والهدايا فأفسد الكرة في مصر بالرشاوي وشراء الأندية واللاعبين ، ودخل وخرج وكأنما مصر تركة ورثها عن أبيه .. أنه لشيء محزن حقا !!
الحديث عن “معارك” تركي آل الشيخ الذي طالما أثار تدخله في شؤون الفن والرياضة بمصر الجدل لانتهى ولايتسع المقام لسردها .
كل ما أود أن أقوله لـ تركى آل الشيخ وأمثاله قصيدة كتبها الشاعر الكبير كامل الشناوى عام 1964 اسمها على باب مصر غنتها أم كلثوم وتقول كلماتها : على باب مصر، تدق الأكف ، ويعلو الضجيج .. جبال تدور ، رياح تثور ، بحار بحار تهيج ، وكل تسائل في دهشة ، وكل تسائل في لهفة ، أين ؟ ومن ؟ و كيف إذن ؟ أمعجزة مالها أنبياء ؟! أدورة أرض بغير فضاء ؟! .. إلخ
وفى النهاية لابد أن أذكر تركى آل الشيخ وأمثاله بقول مأثور للعقيد معمر القذافي ” رحمه الله ” عندما حدثت انتفاضة على حكمه فى عام 2011 امتدادا لما سمى بثورات الربيع العربي وهى.. ” من أنتم ” ؟