علمتنا كوارث الدنيا المتعاقبة ان سيناريوهات امريكا ( الشمال ) هى طبعة واحدة لا تتغير سواء فى الشرق أو فى الغرب .
× السيناريو الأول .. يتمثل فى قرار وزارة الخارجية الأمريكية شطب الجماعة الاسلامية من اللائحة السوداء ( قائمة الارهاب ) ضمن عدد من الكيانات الارهابية .
القرار يفرض علامات استفهام وتعجب لا حصر لها خاصة بعد البيان الصحفى للسفارة الأمريكية فى القاهرة الذى اكد ان القرار جاء وفق اجراءات قانون الهجرة والجنسية الأمريكية بعد مراجعة التصنيف كل 5 سنوات .. وان وزير الخارجية وجد ان ظروف التصنيف قد تغيرت بشكل يبرر الشطب فقد وجد ان الجماعة لم تنخرط فى اى نشاط ارهابى خلال السنوات الخمس .
الكيانات الارهابية التى تم شطبها ايضاً ضمت عدداً لا بأس به اهمها ( كهانا حى ) اليهودية التابعة للحاخام مائير كاهانا الذى اغتيل فى نيويورك عام 1990 وهو مؤسس حركة ( كاخ ) الصهيونية التى تستهدف اجلاء الفلسطينيين من ارضهم لتبقى اسرائيل يهودية بالكامل .. انها عقيدة ايها الأمريكان .. فهل تغيروا ؟؟.. مستحيل .. واللى فى القلب .. فى القلب .
من الكيانات المشطوبة كذلك ( مجلس شورى المجاهدين فى محيط القدس ) وهو مجموعة سلفية مقرها غزة على الحدود مع مصر .. من كوارثها دعم تنظيم داعش الارهابى فى سوريا والعراق عام 2013 ..
انها ايضاً عقيدة وأكل عيش .. فهل الوضع على اللائحة السوداء جعلها لا تدعم أى داعش قديم أو جديد ؟؟.. مستحيل طبعاً .
نعود للجماعة الاسلامية التى اعلنت نبذ العنف عام 1997 ( فنجرة حنك ) فقط .. فقد تحالفت مع تنظيم القاعدة الارهابى وشارك اعضاؤها فى اغتيال الرئيس الراحل السادات عام 1981 ومذبحة مديرية امن اسيوط وخططت 5 مرات لاغتيال الرئيس مبارك وقادت حركة التمرد المسلح فى الصعيد من عام 1992 الى 1997 .. يقودها عمر عبد الرحمن زعيماً ومفتياً والذى ادين فى تفجير مركز التجارة العالمى بنيويورك عام 1993
وفى اغتيال الكاتب الكبير فرج فوده .. وحتى لا ننسى فان محمد مرسى اصدر عفواً رئاسياً عن عدد من اخطر قياداتها الصادر ضدهم احكام بالاعدام والمؤبد واجلسهم فى مقصورة ستاد القاهرة خلال الاحتفال بذكرى نصر اكتوبر وهم الذين قتلوا من حقق النصر فى يوم انتصاره .
الجماعة الاسلامية وباقى اخواتها من كل لون اعلنت خوض مراجعات فكرية بعيداً عن الراديكالية .. والبون شاسع بين ( البعد ) و( الهجر التام ) .. من شب على شىء .. شاب عليه .
وزارة الخارجية الأمريكية من حقها ان تحكم فيما يخصها .. تشطب أو لا تشطب وفق مصالحها وقانون الهجرة والجنسية الخاص بها كما قال بيان سفارتها .. المهم ان هذا القرار ( الشمال ) لا يتعدى حدودها الجغرافية .. وهو غير ملزم لأحد .
×××
× السيناريو ( الشمال ) الثانى ينطلق من الأزمات الاقتصادية وارتفاع الأسعار ونقص السلع بسبب حرب شرق اوروبا والتى تتجاوز فرسى رهانها الأصليين الى حلفاء كل فريق ..
على الجانب الروسى نجد الصين وكوريا الشمالية تحديداً ، وعلى الجانب الأوكرانى نجد الغرب بزعامة امريكا وبكامل عتادة وعناده التحريضى .. بالتالى فانها ليست حرباً فردية بل جماعية .
طبيعى جداً فى ظل هذه التشكيلة ان كل دول العالم بلا استثناء تجد صعوبات حياتية تتمثل فى جنون الاسعار واختفاء السلع وغير ذلك .. ولكن بعض الدول لا تستوعب تداعيات الحرب فتضيق بها الحياة وتحتج بشتى الوان الاحتجاج .
قبل ايام .. تسببت غضبة الشعب البريطانى من الأوضاع الحياتية الصعبة فى دفع رئيس الوزراء بوريس جونسون الى الاستقالة .. صحيح ان هناك اسباباً اخرى للاستقالة لكنها عوامل مساعدة .
وفى الأرجنتين .. وصلت الاحتجاجات على تدنى مستوى المعيشة الى ابواب القصر الرئاسى فى العاصمة بيونس ايرس .. ودعا الرئيس الأرجنتينى البرتو فرنانديز مواطنيه الى الوحدة .. امريكا تتابع بشغف مايجرى وتنتظر اللحظة المناسبة للتدخل .
وفى سيريلانكا .. تأتى الطامة الكبرى حيث تظاهر الآلاف فى العاصمة كولومبو احتجاجاً على نقص الوقود والدواء والسلع الأساسية فى اكبر ازمة اقتصادية منذ 7 عقود ..
وقد اقتحم المتظاهرون مقر اقامة الرئيس السيريلانكى جوتابايا راجاباكسا مما اضطره للانتقال الى مكان آمن .. وقد اطلق الحرس اعيرة نارية فى الهواء لمنع المتظاهرين من اقتحام القصر الرئاسى .
الغريب والمريب ان الاتحاد الأوروبى بايعاز من واشنطن دعا الجميع الى التعاون والتركيز على انتقال سلمى وديموقراطى ومنظم للسلطة ..!!!!!
وكأن ( الطباخ ) الأمريكى لا يجيد سوى الانتقال السلمى والديموقراطى والمنظم للسلطة والتى تسبق ( النونوه ) .. فكرونا بالسنين السودا ابتداء من 28 يناير 2011 ومابعده عندما اخذ باراك اوباما ( ينونو ) لمبارك حتى يرحل ويترك منصبه ..
واثبتت الأيام ان هذه ( النونوه ) ضمن سيناريو متفق عليه مع جماعة الاخوان الارهابية لاسقاط مصر وتقسيمها هى وكل الدول العربية وهو مااكدته هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة فيما بعد .
اليست كلها سيناريوهات ( شمال ) وطبعة واحدة ..؟؟!!!!!
×××
×× آخر الكلام .. يقول الكاتب الاماراتى عبد الغفار حسين : ( ليت بعض العرب الذين يرددون كثيراً مصطلح الثورة
والثوار .. ان يكفوا عن ذلك .. هذا المصطلح علاه الصدأ واصبح ماسخاً وفاقداً للطعم والمعنى .
