تُعرّف الحروب، وفقاً للمفاهيم العسكرية، إما بالحروب التقليدية “Conventional Warfare”، كناية عن استخدام الأسلحة التقليدية فيها، مثل الدبابات والمدفعية والطائرات والغواصات وغيرها، وإما بالحروب النووية “Nuclear Warfare”، التي تستخدم فيها الدول المتحاربة السلاح النووية، الذي تمتلكه، حالياً، تسعة دول، يطلق عليهم اسم “أعضاء النادي النووي”، وهم، روسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، والصين، وبريطانيا، والهند، وإسرائيل، وكوريا الشمالية، وأخيراً باكستان المُلقبة “بصاحبة القنبلة الإسلامية”، وسط محاولات إيران، الدؤوبة، للحصول، رسمياً، على عضوية النادي النووي.
بدأ الجيل الأول، للحروب التقليدية، باستخدام الرمح والسيف والدرع والعجلات الحربية، فكان الجيش المصري، في عهد المصريين القدماء، أول جيش نظامي عرفه التاريخ، ويشهد على ذلك جدران المعابد الفرعونية، التي لازالت تكشف لنا كل يوم عن بطولة جديدة من بطولاته. ثم اخترع الصينيون البارود، لاستخدامه في الاحتفالات، فاستغله
العالم لاختراع البندقية والمدفع، التي ظهرت في حروب نابليون، لتؤرخ للجيل الثاني من الحروب. أما الجيل الثالث
من الحروب التقليدية، فبدأ مع الحرب العالمية الأولى، باختراع بريطانيا للدبابة، واستخدامها في “معركة السوم”،
وما تلاها من استخدام الطائرات الحربية والمدمرات والغواصات والصواريخ. والحقيقة أن الجيل الثالث من تلك الحروب
قد شهد تطوراً مذهلاً، حتى وقتنا المعاصر، في مجال الأسلحة التقليدية، فظهرت الصواريخ الموجهة، والطائرات
المسيرة بدون طيار، كما تم استخدام الأقمار الصناعية لجمع المعلومات، وتوجيه أعمال القتال.
وكانت العمليات العسكرية التقليدية تستهدف إسقاط نظام الدولة المعادية، وفرض شروط الدولة المنتصرة، ومع
هزيمة الجيش المصري في حرب 1967، وتدمير معظم أسلحته ومعداته العسكرية، فشلت إسرائيل في إسقاط
الدولة المصرية، ولم تستطع فرض شروطها عليها، بسبب الشعب المصري العظيم، الذي ساند قواته المسلحة
حتى تمكنت من إعادة تنظيم الجيش وتسليحه، حتى تحقيق النصر المبين في حرب 1973، وعندئذ ظهرت فكرة
حروب الجيل الرابع، والتي لا تعتمد على دبابة ضد دبابة، أو طائرة ضد طائرة، ولكن أصبحت حرب موجهة ضد
المجتمع والشعب بتشويش العقل البشري، لأنه بإسقاط الشعوب تسقط الدول، وتم تطويع التكنولوجيا الحديثة،
والإنترنت تحديداً، كأداة لحروب الجيل الرابع، وحروب الجيل الخامس.
وتمسكت حروب الجيلين الرابع والخامس بنفس الهدف وهو إسقاط الدولة المعادية، ولكن، في هذه المرة، من