عبد الناصر البنا يكتب : غاده والى .. وأمثالها !!
قمة العدالة والمساواة بين الناس فى الاسلام وعدم التفرقة بين غنى وفقير أو شريف ووضيع وخاصة فى مسألةالحدود تجدها فى قصة ” المرأة المخزومية ” التى سرقت فى عهد النبى ﷺ كونها واحدة من أشهر قصص السرقة فى الاسلام ، إمرأة شريفة سرقت ، ورأت قريش فى أسامة بن زيد ” حب ” رسول الله الرجل المناسب الذى يمكن أن يكلم النبى ﷺ لـ يشفع للمرأة ، فلما رآه النبى ﷺ تغير وجهه وقال له : أتشفع فى حد من حدود الله ، ثم قام وخطب فى الناس وقال ” يا أيها الناس ، إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها ؛ وأمر بتلك المرأه وقطعت يدها .
فى هذه القصة أكد النبى ﷺ أن الأمم التى قبله تهاونت فطغى الشرفاء وكانوا سببا فى هلاكهم ، وتلك الواقعة
تدق ناقوس الخطر لما يحدث فى مجتمعاتنا فى العصر الحديث ، عندما يدلى م.حسب الله الكفراوى وزير الإسكان
الأسبق فى عهد الرئيس مبارك بحديث تليفزيونى جاء فيه أن علاء مبارك طلب منه ” ألف ” فدان فى مدينة الشيخ
زايد فهذا إن دل على شىء إنما يدل على أن مصر كانت ” عزبة ” .
واليوم لابد لنا ونحن نبنى مصر الحديثة أن تكون الشفافية هى عنوان المرحلة ، وان لايكون هناك مكان لـ فاسد
حتى لانكرر أخطاء الماضى التى يمكن أن تودى بنا إلى الهلاك لاقدر الله ، الحكاية بدأت منذ بداية هذا الشهر عندما
دون فنان روسى على حسابه الرسمى قال ” تم إستخدام لوحاتى فى مترو أنفاق القاهرة بدون إذن منى أو حتى
ذكر إسمى ، وقال أنه ينتظر رد رسمى بشان ماحدث فى اللوحات ” .
وهنا قامت الدنيا ولم تقعد ولم تهدأ محركات البحث فى السؤال عن ” غادة والى ” التى سرقت لوحات الفنان
الروسى لـ تزين بها محطات مترو الأنفاق ؟ وهل هناك صلة قرابة بين غاده والى وزيرة التضامن الإجتماعى السابقة
، والتى تشغل الآن منصب دولى كوكيل للسكرتير العام ، ومديرة تنفيذية لمنظمة الامم المتحدة للجريمة
والمخدرات ، ومدير عام لمقر الأمم المتحدة فى فيينا ، وغاده والى التى سرقت لوحات الفنان الروسى ؟ ، والهدف
كما نعلم ما إن كانت الوزيرة قد سهلت لها هذا الصعود المفاجىء بالقدر الذى جعلها تتخطى الرؤوس لـ تلقى كلمة
فى منتدى شباب العالم الذى أقيم فى شرم الشيخ 2017 عن كيفية إستخدام الجرافيك فى توثيق التراث المصرى
وتطوير مناهج التعليم ، وتتبى فكرتها لتنشيط السياحة فى الأقصر باستخدام رسوم من عهد القدماء المصريين ،
والتعاقد معها لـ تزيين محطات المترو ، وتدلى بأحاديث تليفزيونية تحكى عن أمجادها وأن تزيين محطات المترو
إستغرقت عاما ونصف .. إلخ !!
الهيئه القوميه للأنفاق بسرعه أصدرت بيان عاجل هو ” ذر الرماد ” فى العين ، أو على رأى المثل أرادت أن ترمى
القرد من على أكتافها ، قالت فيه أنها تابعت عن كثب عما يدور على مواقع التواصل الاجتماعى وعلى المنصات
الاعلامية بخصوص استخدام تصميمات فنية من اعمال فنان روسى فى محطة كليه البنات وقالت : أن شركة ”
آر.إيه.تى.بى ” ديف للنقل كايرو هى الشركة المسئولة عن تشغيل الخط الاخضر الثالث ، وأشارت الهيئة إلى أنه
تم النعاقد مع وكالة ” استوديو والى ” للدعاية التابعة لـ غاده والى لإنشاء تصميمات فنية خاصة بمحطات الخط
الثالث .. إلخ ماورد فى بيان الهيئة .
الحقيقة أن بيان الهيئة القومية للانفاق من التفاهة أن يكلف الإنسان نفسه للرد عليه ، وكم كنت أتمنى أن توضح
الهيئة الموقرة أنه على أى أساس تم التعاقد مع ” وكالة والى ” وماهى سابقة الخبرة التى إستندت إليها ، وكم
تبلغ تكلفه هذا العقد ، وكيف تمت المفاضلة بين الشركات المتقدمة إن كان قد حصل هذا ، والطريف فى بيان الهيئة
الموقرة أنها حتى تقطع الشك باليقين قالت : أنه تم إنهاء العقد مع شركة الدعاية فى مارس الماضى نظرا لـ
اسباب أخرى تتعلق باخلال فى بعض بنود العقد . والهيئة والشركة التى تدير فى نهاية البيان أقسموا بالله أنهم لم
يكونوا على دراية بأن التصميمات ” مستوحاه “يالدقة الألفاظ بشكل غير قانونى من لوحات فنان روسى .. حقيقى
إللى إختشوا ماتوا !!
بإعتقادى أن الهيئة القومية للانفاق لو إلتزمت الصمت كما إعتدنا فى مثل هذه المواقف كان أشرف وأكرم لها فالهيئة هى المسئول الأول والأخير عن هذا السفه ، وإهدار المال العام ، أن تدفع الملايين فى لوحات “فلاكس فيس” أو ” بانرات بلاستيكيه “مطبوعة فى شارع محمد على بالقاهرة ، ويكتشف أنها لوحات مسروقة فتلك مصيبة . أو كما قالت صفاء القبانى نقيب الفنانين التشكيليين أنه يسأل عن ذلك من أوكل لها العمل فى مشروع قومى دون الرجوع إلى أرباب هذا الفن ، وهم كثيرون على قيد الحياة ، وذكرت أسماء كبيرة لـ أساتذة أصحاب مدارس خاصة فى التصوير الجدارى ، وأنه علم وله أصول وأكدت أن غاده والى ليست عضوا فى نقابة التشكيليين ، وأنها ليست فنانة جداريات وأشعر المرارة فى حديثها وهى تقول أن التصوير الجدارى علم له أصول وعلاقه بالتصميم المعمارى ، وأكدت على أنه يجب أن تسند الأعمال الكبرى إلى مستشارى النقابات !!
لكن مين يقرأ ومين يسمع ؟ وهناك الـ عشرات بل المئات والآلاف لـ حالات تعدى على حقوق الملكية الفكرية سواء ” سرقة أفكار ــ أو أعمال فنية ــ أو روائية ــ أو إختراعات ــ أو .. أو .. أو ” ضاعت حقوق أصحابها فى دهاليز المحاكم فى محاولة لـ إثبات تلك الحقوق ،
وهنا أقول : قبل أن تحاكموا “غاده والى” التى سرقت لوحات الفنان الروسى ونسبتها لـ نفسها ووكالتها المزعومة ، حاكموا من أسند إليها هذه الأعمال ، حاكموا من جعلها تتخطى الرؤس وتعتلى المنابر ، إجعلوا منهم عبرة لـ غيرهم ، لا لشىء حتى لاتتكرر المأساة وتصبح فضيحتنا بجلاجل بين الأمم . حفظ الله مصر .